منذ جلوس «هانى شاكر» على مقعد منصب نقابة الموسيقيين وارتبط اسمه دائمًا فى الجرائد والمجلات والبرامج الفنية بموسيقى المهرجانات، رغم أنه لا ينتمى إلى هذا الشكل من الغناء، ولا يحبه، ولا يعلم أسباب انتشاره. والحقيقة المؤكدة أن «هانى شاكر» أكثر المستفيدين من هذه الأزمة «المفتعلة» التى تظهر على السطح من وقت إلى آخر، فبعد أن تقوم المواقع الإخبارية والصحف بمناقشة ما يطلق عليه «أزمة المهرجانات» يبدأ «هانى شاكر» فى الظهور على الشاشات والمجلات والمواقع، وكأنه يستغل هذا الموضوع ليضمن الظهور من آن إلى آخر على الساحة. الأزمة الأخيرة التى ظهرت على الساحة وكان بطلها «حمو بيكا» سببها الرئيسى أيضًا هو نقيب الموسيقيين، وقد يندهش البعض مما نطرحه، ولكن دعونا نعود لبداية ظهور «حمو بيكا» على شاشات الإعلام، فسنجد أن الأمر كان مجرد «إفيه» على السوشيال ميديا تم استخدامه بين الصفحات الجماهيرية الكبيرة والمشهورة بصناعة «الكوميكس» والفيديوهات الساخرة، وكان «حمو بيكا»، و«مجدى شطة» أبطال هذه الفقرة «الساخرة»، ثم خرج «هانى شاكر» ليعلق على هذه الفيديوهات ليسهم بشكل كبير فى انتشار أسماء هذين الشابين، فضلًا عن أن تعليقات نقيب الموسيقيين كانت للأسف سيئة، لأنه لم يتحدث بشكل فنى، بل تعامل مع الأمر بالسخرية والضحك والتعالى وهذا ما أكسب بعض التعاطف مع أصحاب الفيديوهات بفضل تصرفات سيادة النقيب. بعد هذه الواقعة مباشرة أصبح «حمو بيكا» واحدًا من أشهر الشخصيات فى المجتمع، وأصبحت أغانيه تحقق أرقامًا قياسية على يوتيوب وعلى نتائج بحث جوجل، ولديه ملايين من المشاهدات لأغانيه، وهذا سببه الرئيسى «هانى شاكر»، لأنه صاحب الفضل من تحول «حمو بيكا» من شخص ظهر فى فيديوهات «ساخرة» على السوشيال ميديا، لشخص أصبح «صاحب قضية» وله مريدون ويكسب تعاطف الكثيرين بفضل طريقة تعامل النقابة معه ومع زملائه. موقف النقابة من أغانى المهرجانات به العديد من التناقضات غير المفهومة، فالنقابة اتخذت قرارًا بمنع مجموعة من صناع هذا النوع من الغناء ومنهم على سبيل المثال «حمو بيكا وديزل»، وإذا قمنا بالبحث عن أعمال هؤلاء سنجد أن «ديزل» هو واحد من صناع أنجح أغانى «محمد رمضان» مثل (مافيا) على سبيل المثال لا الحصر، وهذه الأغنية التى تنتمى إلى نوعية أغانى «المهرجانات»، نجد أن صانعها «ديزل»، ممنوع من ممارسة النشاط الفنى، بينما تسمح النقابة لمؤديها «محمد رمضان» بالممارسة وإقامة الحفلات أيضًا! فما هذا التناقض الغريب؟ ولماذا يسمح ل«أوكا وأورتيجا» بالغناء وتقديم الأغانى والإعلانات ولا يسمح لباقى زملائهم الممنوعين بقرار النقابة رغم أنهم جميعا يشتركون فى تقديم نفس الشكل من الغناء، فما هو المعيار إذن؟! فضلا عن أننا تعلمنا جميعا أن من الواجب على أى شخص يطرح أى قضية على الرأى العام أن يقدم حلولًا وطرقًا واضحة لتنفيذ ما يطرحه على الجمهور، ولكن ما نراه من «هانى شاكر» هو مجرد تصريحات استعلائية ومهاجمة مستمرة لهذا الشكل من الغناء ولا يقدم فى النهاية أى حلول من أى نوع، ونحن فى هذه الحالة من الضجيج غير المنتهى منذ توليه منصب نقيب الموسيقيين. أيضا من المفترض أن تكون النقابة حاضنة لجميع الأشكال الموسيقية، خاصة إذا كنا نتحدث عن نوع فرض نفسه على الساحة واستطاع تحقيق ملايين المشاهدات وله ملايين المستمعين، وإذا كان لدينا بعض الملاحظات على الكلمات غير اللائقة، فدور النقابة هنا فى توعية هؤلاء وإرشادهم بالشكل الصحيح والتعامل معهم بالنقاش، والعمل على تطوير محتواهم والتحسين من منتجهم الفنى فى إطار شرعى حتى يكون هناك نوع من التعاون المشترك القائم على الحب. بدلًا من الاستعلاء على اختيارات الجمهور والدخول فى حرب خاسرة خصوصًا أن هؤلاء الممنوعين هم الأكثر استماعًا فى مجتمعنا بلغة الأرقام، وسواء رفضنا أو وافقنا على هذا الشكل، فهو موجود وله نجاحاته وقوته، ومن المستحيل أن تنجح النقابة فى منعه لأنها لا تملك الآليات لهذا القرار، ولذلك نرجو من «هانى شاكر» مراجعة هذا الملف برمته من جديد ودراسته بشكل جيد، والأخذ فى الاعتبار ما طرحناه فى هذا المقال.