حكايتى مع الكوميديا كبيرة جدّا؛ لأننى من الشخصيات التى تحب «الهزار» فى الحياة عمومًا. وقصتى مع الكوميديا بدأت من هذا المنطلق، فأنا أحب الزعيم «عادل إمام» متّعه الله بالصحة والعافية. وكنت دائمًا أشاهده وأقلده منذ صغرى وأحفظ الإفيهات التى يطلقها، وهو كان سببًا كبيرًا ورئيسيّا فى حبى للكوميديا. عندما كنت طالبًا فى المدرسة بدأت التمثيل على خشبة المسرح، ولكنى قدمت أدوارًا مختلفة ومتنوعة وليست كوميدية فقط، وحين قدمت أول عرض كوميدى فى حياتى ورُغم أنه كان دورًا صغيرًا جدّا فإننى وجدت ردود أفعال من الناس قوية تجاهه والجميع أشاد به. ومن هنا أدركت أننى من الممكن أن أفعل ذلك مجددًا، وفعلًا بدأت تمثيل الكوميديا. ومع ذلك فإننى أسعى أن أكون فنانًا شاملًا يقدم كل الأدوار ومختلف المشاعر الإنسانية وليس الكوميديا فقط. بالنسبة لأدوارى فأنا فى أغلب الأعمال التى قدمتها كنت أرتجل الكوميديا من خلال إطار معين للموضوع وضعه الكاتب، فمثلًا برنامج «بيومى افندى» الذى قدمناه على مدار موسمين بدأنا فيه عن طريق «إطار»، وبعض النقاط الرئيسية فقط، والممثل يعمل من خلال هذه النقاط ويرتجل بناءً عليها. والمخرج الكبير والعظيم الذى أحبه جدّا وله فضل كبير علىّ «أحمد الجندى» كان يساعدنى كثيرًا، ومن ناحية أخرى هناك بعض المخرجين الذين لا يفضلون الارتجال ويفضلون الالتزام بالسيناريو والورق. أمّا عن صناعة الإفيه فجميع أطراف العمل سواء كان مؤلفًا أو مخرجًا أو ممثلًا مع الشخصية والدور الذى نقدمه بالإضافة إلى الشارع وما يحدث فيه والناس والمجتمع يتدخلون فى صناعته ويؤثرون عليه، وبما أن الشعب المصرى بطبعه خفيف الظل والشارع المصرى كوميدى جدّا فالممثل لا يمكن أن يغفل ذلك. حاليًا أشاهد كل نجوم الكوميديا الموجودين على الساحة؛ لأن كل نجم منهم يُعتبر مدرسة بمفرده، وأحب أن أتعلم من هذا ومن ذاك، فمنهم من يقدم كوميديا الموقف ومن يقدم كوميديا جادة وآخر يعتمد فى إضحاك الناس على الشكل والاكسسوار. وكل شخص من الأجيال القديمة وحتى نجوم اليوم له منهجه الخاص وأسلوبه ومدرسته التى يعتمد عليها. وأنا أحب «سمير غانم ومحمد صبحى ومحمد هنيدى وعلاء ولى الدين- رحمة الله عليه». ولكن أكثر من تأثرت به فى حياتى هو الفنان القدير «عادل امام»، وحاليًا كل الموجودين على الساحة أصدقائى وأحبائى وأحب عملهم وأشاهدهم باستمرار مثل «محمد ثروت وبيومى فؤاد» وكل نجوم مسرح مصر. فى النهاية أحب أن أقول لكم إننى أحب الكوميديا جدّا وأشعر بمتعة رهيبة عندما يضحك شخص ما بسببى، سواء كان هذا فى الحياة عمومًا أو فى العمل، وأتمنى أن أظل بالنسبة للناس مصدرًا للضحك وحتى مصدرًا لتجسيد أى دور ينال إعجابهم ويصل إليهم، سواء كانت هذه الأدوار كوميدية أم جادة.