حطمت إثيوبيا الرقم القياسى فى غرس الأشجار على دول العالم بزرعها 350 مليون شجرة فى يوم واحد ضمن مخطط الحد من آثار التغير المناخى متفوقة بذلك على الهند التى سبق أن غرست 60 مليون شجرة فى يوم واحد.. ويبدو أن هناك منافسة بين الدول حول أسبقية وأكثرية تشجير بلادهم ونحن هنا غائبون تمامًا عن الوعى بحتمية التوسع فى التشجير لأن مصر من أكثر البلاد تأثرًا بالتغير المناخى نتيجة زيادة الانبعاثات على مستوى العالم وزيادة معدلات تلوث الهواء فى مصر ولأن مسئولية التشجير تقع على وزارات الزراعة والبيئة والحكم المحلى فقد بحثت فى مواقعها الرسمية لأصل إلى حجم زراعة الأشجار أو الغابات فلم أجد إلا إحصاءات قديمة وتقارير مبهمة تشير لمدى الحرص على زيادة معدلات التشجير !!! أما الواقع الأليم أن حتى الأشجار القديمة وما تلا زراعتها يتم إزالتها وليس هناك أى مبررات تمنع إقامة الغابات الشجرية غير المثمرة التى أصبحت تروى بمياه الصرف الصحى المعالج.. ومهما قيل عن جهود بعض الجمعيات الأهلية أو المبادرات الشبابية للتوعية بأهمية التشجير أو القيام بهذا العمل فإنه يتم على نطاق محدود لأن زيادة رقعة زراعة الأشجار لا تتم سوى بإمكانيات الدولة بمساعدة المنظمات الأهلية.. ويكفى للدلالة على أهمية الأشجار للبشر وللطبيعة ولجميع الكائنات الحية وللتنوع البيولولوچى الذى نعانى من تدهوره ومن أخطر مظاهر هذا التدهور إن الكرة الأرضيّة تفقد كل عام 15 مليار شجرة. ربما يجهل البعض مدى الخير والنفع الذى تجلبه زراعة الأشجار، ففى تقرير بريطانى عرضته قناة CNBC العربية جاء فيه أن الشوارع المتراصة بالأشجار فى مناخ درجة حرارته 45 يصل فى تلك الشوارع إلى 26 درجة مئوية وأن مقدار البرودة التى تزوده الأشجار يعادل تبريد 10 وحدات تكييف تعمل لنحو 20 ساعة يوميًا كما أن الشوارع المليئة بالاشجار تقلل عوادم السيارات بنسبة 60 ٪ حيث تمتص الشجرة الواحدة 150 كيلو جرام من غاز ثانى أكسيد الكربون (بما يساوى بعد إسالته) وزيادة حجم التشجير يعيد الحياة البرية على الأرض إلى توازنها بدليل أن شجرة البلوط مكتملة النمو يمكن أن تكون موطنًا ل500 من مختلف الكائنات الحية حتى الدقيقة منها. الأشجار كما جاء فى التقرير لها منفعة اقتصادية، حيث إنها توفر 10 ٪ من تكلفة التبريد والتدفئة وأن كل جنيه إسترلينى ينفق على الأشجار يوفر 7 جنيهات من تكلفة الرعاية الصحية والطاقة والبيئة فى بريطانيا لكن أجمل ما فى الأشجار أنها تجلب السعادة النفسية وتحدث تأثيرًا إيجابيًا يعادل جنى الأموال أو الشعور بأننا أصغر سنًا.