لم يكن تأكيد الرئيس عبد الفتاح السيسى، خلال كلمته فى احتفالية «عيد العمال»، بضرورة وقوف الأهالى بجانب وزارة التربية والتعليم فى تطبيق المنظومة التعليمية الجديدة، إلا رسالة لأولياء الأمور بأهمية تلك المنظومة فى إنهاء ما عانوه لسنوات طويلة فى ملف التعليم، سواء مع أبنائهم أو معهم شخصيًا. وخلال أيام، تدخل المنظومة التعليمية الجديدة الاختبار الحقيقى الأول، وتصل إلى محطة أول امتحان رسمى بالشكل الإلكترونى الجديد المعتمد على جهاز «التابلت»، وذلك يوم 19 مايو الجارى لطلاب الصف الأول الثانوى. فى السطور التالية نحاول الإجابة عن تساؤلات تشغل أفراد المنظومة كافة، بداية من كيف استعد أولياء الأمور للامتحان، وما أبرز شروطه التى تطبق للمرة الأولى، وصولًا إلى كيفية مواجهة الأعطال التقنية التى شابها الامتحان التجريبى الذى عقد فى مارس الماضى. مع اقتراب موعد امتحانات الصف الأول الثانوى فى النصف الثانى بعد نحو أسبوعين، وتحديدًا فى 19 مايو الجارى، دشن عدد من أولياء أمور الطلاب هاشتاج بعنوان «اسأل أمهات مصر» وآخر باسم «لن نتركهم للمجهول»، ونشروا من خلالهما مجموعة من الفيديوهات بها مقاطع رسوم متحركة تشرح تعليمات الوزارة بشأن هذه الامتحانات التى تؤدى بالنظام الإلكترونى الجديد لأول مرة. وسبق أن أطلقت وزارة التربية والتعليم مدونة صوتية عبر تطبيق «soundcloud» للرد على ما يثار من أخبار ومعلومات كاذبة أو مغلوطة، والإجابة عن الأسئلة التى تشغل بال الطلاب وأولياء الأمور، موضحة أنه على ولى الأمر أو الطالب كتابة السؤال الذى يريد إجابته على هاشتاج «اسأل منى»، لتجيب عنها الوزارة من خلال المدونة، فضلًا عن شرح طريقة استلام جهاز «التابلت». لن نتركهم للمجهول وعن هاشتاجات «اسأل أمهات مصر» و«لن نتركهم للمجهول»، قال خالد صفوت، مؤسس رابطة «ثورة أمهات مصر»: إنها تهدف إلى مساعدة طلاب الصف الأول الثانوى عن طريق شرح تعليمات الوزارة الخاصة بامتحان مايو، وذلك من خلال فيديوهات رسوم متحركة وبشكل إرشادى وتوعوى، تجنبًا لما حدث من أخطاء فى الامتحان التجريبى الذى عقد فى مارس الماضى. وأضاف: «الفيديوهات تتناول كل قرارات وتعليمات وزارة التربية والتعليم الخاصة بامتحان مايو، بما فيها مسئوليات وحقوق كل من الوزارة والطالب وولى الأمر، وترد على استفسارات الطلبة وأولياء الأمور»، مشيرًا إلى تنفيذ ونشر 3 فيديوهات فى 72 ساعة فقط، مع إصدار عدد آخر منها حتى موعد الامتحان. وأوضح مؤسس «ثورة أمهات مصر» أن الفيديو الأول تضمن ردًا على شائعة تسريب امتحان مايو، والتى روجت لها مجموعات وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعى، بنشرها نماذج على أنها الامتحان المقبل، وتم فيه تأكيد صعوبة تسريب الامتحانات لكونه ضمن منظومة بنك أسئلة متكاملة لا يتدخل فيها العنصر البشرى كثيرًا كما كان هو الحال فى الامتحانات الورقية السابقة، مضيفًا: «حذرنا الطلاب من الاعتماد على هذه النماذج المتداولة». وتضمن الفيديو الثانى شرحًا لتعليمات الوزارة حول «التابلت»، وفى مقدمتها مسئولية الطالب عن شحن الجهاز وتوافر باقة إنترنت كافية به، وعدم تحميل برامج أو مواد عليه من خارج العملية التعليمية، حتى لا يطرد الطالب من «سيستم» الوزارة أثناء الامتحان ويعتبر راسبًا فى المادة، لافتًا إلى تحمل بعض أولياء الأمور أعباء مادية فى إصلاح «التابلت» لدى «التوكيل» نتيجة وضع الطلاب عليه مثل هذه البرامج والمواد. أما الفيديو الثالث فيتحدث عن مسئوليات الوزارة فى الامتحان، ومن بينها استدعاء إخصائى التكنولوجيا فى لجنة الامتحان حالة عدم وصول استقبال «تابلت» الطالب للامتحان، وفى حال فشل الإخصائى فى حل الأزمة يحرر محضرًا بالواقعة ويصبح الطالب ناجحًا فى المادة. مطالب أولياء الأمور وكشف «صفوت» أن الفيديو القادم سيعرض مطالب أولياء الأمور مع تدشين «هاشتاجات» بها، وهى: «اعتبر دفعة أولى ثانوى ناجحة بالكامل، ثانية ثانوى العام القادم تجريبى، وتأجيل النظام لحين الاكتمال». ولا يقتصر الأمر على فيديوهات شرح تعليمات الوزارة، فحسب مؤسس «ثورة أمهات مصر»: «نساعد أبناءنا على المذاكرة من خلال بعض المدرسين، ونضع نماذج بوكليت لأسئلة النظام الجديد على صفحة الرابطة بموقع فيس بوك وصفحاتنا الشخصية». وأضاف: إن أولياء الأمور سيدشنون غرفة عمليات على تطبيق «واتس آب» على مستوى الجمهورية، على أن تعمل قبل امتحان 19 مايو ب10 أيام، وتضم 7 أشخاص من كل محافظة بواقع: طالبين ومعلمين و3 أولياء أمور، بهدف رصد وتغطية كل المشاكل والأزمات التى يمكن أن تواجه الطلاب فى الامتحان، وتسليط الضوء على ما يحدث داخل المديريات والمدارس، سواء مشاكل تقنية أو متعلقة بمحتوى الامتحان، مع نشر ذلك فى بيانات على صفحة الرابطة والصفحات الشخصية لأولياء الأمور. أخصائى التكنولوجيا تجنبًا لحدوث مشاكل تقنية داخل لجان الامتحان كما حدث فى امتحان مارس التجريبى، استقرت وزارة التربية والتعليم على وجود إخصائى تكنولوجيا أو اثنين فى كل مدرسة، تكون مهمته إصلاح أى أعطال أو أزمات فى «التابلت» واستقبال الامتحان داخل اللجان. وقال أخصائى اجتماعى بإحدى المدارس- طلب عدم ذكر اسمه: إن أخصائى التكنولوجيا هو خريج كلية التربية قسم تكنولوجيا التعليم، ويختص بكل ما يتعلق بالتكنولوجيا داخل المدرسة، خاصة داخل المدارس التى تطبق نظامًا إلكترونيًا لتدريس المواد، كما أنه أصبح مسئول وحدة الشبكات فى المدرسة، مع تطبيق منظومة التعليم الجديدة. وكشف أن دور أخصائى التكنولوجيا فى امتحان مايو يتضمن التأكد من تشغيل المستقبلات والشبكات فى المدرسة، والتعامل مع الأعطال الفنية المتعلقة بعدم وصول الامتحان للطالب، مشيرًا إلى توقيع الطالب على إقرار بجاهزية وصلاحية «التابلت» للامتحان، وعند وجود مشكلة فى «التابلت» الخاص به عليه التوجه إلى إخصائى التكنولوجيا فى مدرسته قبل الامتحان ب3 أيام. وأضاف «دور إخصائى التكنولوجيا هو التأكد من جاهزية التابلت لكل طالب، وحذف أى محتوى مخالف للمادة التعليمية، وعليه تسليم تقرير للإدارة التعليمية التابع لها يؤكد جاهزية المدرسة التى يعمل بها لأداء الامتحان»، لافتًا إلى وجود أعطال تستلزم الرجوع إلى مركز الصيانة بالوزارة، ومن بينها نسيان الطلاب لكلمة السر الخاصة به. واعتبر أن أغلب المشاكل التى تواجه الطلبة ناتجة عن الاستخدام السيئ لجهاز «التابلت»، ولا تتعلق ب«سيستم» الوزارة، مضيفًا: «بعض الطلبة لم يتمكنوا من الدخول على سيستم الوزارة إما لنسيان كلمة السر الخاصة بهم، أو عدم معرفتهم بمواعيد شحن الباقة». وأشار إلى حرصه على توجيه إرشادات للطلاب حول «التابلت»، والرد على استفساراتهم المختلفة، ونشرها على صفحات مواقع التواصل الاجتماعى، سواء الصفحات الشخصية أو العامة لأولياء الأمور، مثل «ثورة أمهات مصر». وأضاف إنه دشن مجموعة على تطبيق «واتس آب» يضم عددًا كبيرًا من الطلبة للرد على استفساراتهم، ومن بينها مواعيد شحن الباقة، وكيفية الدخول على بنك المعرفة، بجانب فيديوهات عن المنهج ذاته. وعن إمكانية اختراق المنظومة اعتبر ذلك لا يعيب الوزارة فى شىء، وقال: «فى السعودية صرفت 207 ملايين ريال لغلق المواقع المتطرفة والإباحية، ومع ذلك أعيد فتح هذه المواقع من جديد»، مؤكدًا صعوبة وضع «سيستم» غير قابل للاختراق. بنك المعرفة قال أحد معلمى اللغة العربية المسئولين عن التصحيح الإلكترونى: إن هناك مواقع وتطبيقات مدفوعة الأجر تقدم نماذج «بوكليت» لأسئلة الامتحان، موضحًا أن تلك المواقع تعاقدت مع عدد من المدرسين لتقديم هذه النماذج بمقابل مادى، وهى المسئولة عن نشر شائعة تسريب أسئلة امتحان مايو على مواقعهم، مؤكدًا أن «الامتحان لم يسرب». وأضاف المعلم - الذى طلب عدم ذكر اسمه-: «أحاول مساعدة الطلاب من خلال تقديم نماذج لأسئلة الامتحان بنظام البوكليت على مواقع التواصل الاجتماعى، ثم نشر إجاباتها بعدها بفترة حتى يتأكد الطالب من إجابته». وأكد وجود أزمة تواجه الطلبة فى الدخول إلى «بنك المعرفة»، لأنه أغلب الوقت معطل، بجانب عدم تدريب الطلاب عليه، ما جعل غالبيتهم يعتمد فى المذاكرة على الكتب الخارجية التى تشتمل على المحتوى التعليمى الخاص بالمنظومة الجديدة، إضافة إلى الفيديوهات التعليمية على «يوتيوب». واعتبر أن النظام الجديد يلغى الحفظ والتلقين ويحد من الدروس الخصوصية، نتيجة عدم إمكانية توقع الامتحان كما كان فى النظام القديم، إضافة إلى إلغاء «أعمال السنة» التى كانت ترتبط بالدروس الخصوصية فى الأغلب.