انطلق مهرجان وسط البلد للفنون المعاصرة ( دى – كاف) فى نسخته الثامنة (29 مارس – 21 أبريل).. المهرجان يستخدم «اللوفة» كملصق دعائى غريب للمهرجان، والذى يفسر اختيارها «أحمد العطار» المدير الفنى للمهرجان قائلاً: «الاختيار نابع من إدراك فنى معاصر حول الفنون، وهذا ربما يكون المصدر الفكرى الملهم للفن المعاصر، تلك المساحة غير الواضحة بين ما يمكن اعتباره فنًا وما لا يعتبر فنًا. تقدم النسخة الثامنة أكثر من 41 فاعلية من عروض موسيقية، أدائية، بصرية، سينمائية، ندوات ورش، بحضور 12 دولة؛ المجر، ألمانيا، فرنسا، المغرب، مصر، أمريكا، سوريا، إيران، كندا. ويوضح «العطار» أن المهرجان يستخدم 12 مساحة فنية بالإضافة إلى المساحات العامة بالتعاون مع محافظة القاهرة والتى تحتوى فاعلية «روح المدينة» فى شارع الشريفين بوسط البلد وكذلك «مبنى تمارا» وهو مبنى قديم تم إعادة ترميمه. ويحتوى المهرجان هذا العام على برامج مختلفة مثل الفنون الأدائية التى يُقَدم من خلالها 7 عروض، وبرنامج الموسيقى فيه 8 حفلات موسيقية، أما برنامج روح المدينة سيُقدَم من خلاله 3 عروض، أما برنامج فنون الميديا الحديثة فسوف يُقدَم من خلاله عرضان، وبرنامج الفيلم سيُعرَض من خلاله فيلمان. وذلك إلى جانب برنامج الفعاليات الخاصة الذى يوجد فيه العديد من الورش التدريبية المتاحة لفئات الجمهور المتعددة فى مجالات متنوعة مثل صناعة الفيلم والموسيقى. وأشار «العطار» إلى أن إحصاءات المهرجان تشير لنجاحه خلال السنوات الماضية، فالأرقام لها أهمية بالتأكيد، لكن الأهم هو الإقبال والتواصل الذى يحدث مع الجمهور، كذلك جودة العروض التى تشجع الجمهور على الإقبال ومتابعة المهرجان، وهذا يوازى الأرقام فى أهميته، كما أن هذا يشجع أكثر على العمل، يضيف قائلاً: «مهرجان (دى – كاف) فخور بإحضاره كل عام تجارب فنية جديدة تثير حماس الجمهور.. وهناك تجربتان فنيتان يقدمهما المهرجان فى نسخته الثامنة؛ وهما أول عرض دمج فنى رقص معاصر لمتحدى الإعاقة بنسبة %100 إذ إن الراقصين والمدربين المشاركين فى العرض جميعهم مصريون، والعرض من تصميم الفنانة شيماء شكرى.. والعرض الثانى هو «بدون خسائر» لمصمم الرقصات المصرى محمد فؤاد، وهو من إنتاج دى كاف العام الماضى، وقد حقق نجاحا دوليًا فى كندا، فرنسا، هولندا، وحرصنا على إعادة تقديمه للجمهور المصرى مرة ثانية، وهو عبارة عن مجموعة رقصات متنوعة يتم فيها التفاعل مع الجمهور، ويطرح العرض مجموعة أسئلة عن معنى النجاح والشهرة ومعنى أن يتعرف عليك الجمهور فى المجال العام». العروض الراقصة بالمهرجان تأتى ضمن برنامج «روح المدينة» والذى يقدم فى الساحات العامة وخاصة شارع الشريفين بوسط البلد، بدعم وتعاون محافظة القاهرة لخروج هذا البرنامج بصورة ناجحة. ولا يقتصر دور المهرجان فقط على العروض الفنية، بل يتضمن ورشا وندوات وعروضا، وكذلك تدريب الشباب على اكتساب خبرات عملية فى المجال التقنى مثل ( فنيين – إضاءة – نجارة – إدارة خشبة المسرح )، وهذا يتحقق بالتعاون مع جمعية تواصل بعزبة خير الله، ويؤكد «العطار» قائلا: «لقد نجحنا فى تدريب 12 شابا وفتاة على هذه المجالات الفنية المختلفة منذ 3 شهور، من أجل اكتساب الكوادر الشابة مهارات فنية، تُمكنهم من الدخول فى المجال العملى بالوسط الفنى كتقنيين وإداريين وفنيين، والعمل سواء مع (دى كاف) أو مع المؤسسات الثقافية الأخرى وهدفنا استكشاف وسط البلد بمخزونها المعمارى الفريد، حيث يختار المهرجان كل عام مكانا مميزا يتم إعادة اكتشافه من جديد من جانب الجمهور مثل صيدناوى العام الماضى، وسينما راديو، ومبنى القنصلية الفرنسية القديمة، وهذا العام نذهب لمبنى تمارا الرائع بعد إعادة ترميمه..كما يحرص المهرجان على تقديم العروض الفنية التى تجمع لقاء بين الفنانين المصريين والأجانب، لأن العرض يكتسب حالة مميزة ويصبح تجربة فريدة، لاهى محلية 100 % ولا أجنبية تماما». افتتاح المهرجان جاء من خلال العرض الأدائى الدنماركى « تراب» فى مسرح الفلكي، والذى يجمع بين أشكال فنية مختلفة مثل المسرح والأوبرا وفن العرائس المتحركة، إذ يقترب بالجمهور من عالم مليء بالاضطرابات والمآسى من خلال مجموعة من الأغانى المعاصرة.. ويأتى ضمن العروض عرض «صدق أو لاتصدق» للفنان البريطانى «انت هامبتون»، وهو عرض مسرح تفاعلى للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 8 و11 سنة، حيث يقومون خلاله بتشكيل لجنة من الخبراء من بينهم، بحيث يحصل الأطفال على سماعات ويقومون بإعادة ما يقومون بسماعه دون أى تحضيرات، حيث تتلى عليهم مجموعة من الحقائق غير العادية والصادمة فيرددونها فى شكل محادثة تجمع ما بين الجدية والفكاهة، والممتع فى هذا العرض أن الجمهور سيجلس أثناء العرض بشكل يجعلهم خارج اللعبة لكنهم جزء منها فى نفس الوقت، مما يخلق وعيا شديدا بالمسئولية المشتركة بين جميع الحاضرين..كما يعرض حكايات تتعلق بالرغبات والمصائر الإنسانية فى مرحلة نهاية العالم، من خلال عرض أوبرالى تظهر فيه خمس عرائس مصنوعة من السيليكون بنفس الحجم البشرى. وقد تم العمل على صناعة هذه العرائس لمدة سنوات من أجل هذا العرض، وهو من إخراج وتأليف وأداء «سفند كريستنسن، جسبر بيدرسن، بيتر كولميتز موللر، ريجينا أونور أولافسدوتير». عرض آخر يحمل معه رحيق الفن المغربى،بعنوان «ارقصوا كازابلانكا» وهو عرض فنى راقص يستدعى روح مدينة كازابلانكا والحالة العاطفية والطاقة المتفجرة لدى الشباب المغربى، إذ يحول العرض هذه الحالة وتلك الطاقات من الشارع للمسرح. العرض من تصميم وأداء «قادر عاطو ومراد مرزوقى». وتأتى هذه النسخة من المهرجان بمساحة أكبر لبرنامج الفيلم وذلك من خلال عرض فيلم (يوم الدين)، الذى تلقى إشادات نقدية وجماهيرية واسعة حول العالم، ولاسيما بعد عرضه فى مهرجان كان السينمائى الدولى العام الماضى، وحصوله على العديد من الجوائز العالمية. وسوف يقوم المهرجان كذلك بتقديم ورشتين عن الفيلم، الأولى فى كيفية كتابة السيناريو والإخراج السينمائى يديرها المخرج «أبوبكر شوقى»، كما تقدم المنتجة «دينا إمام» ورشة عن الإنتاج الإبداعى السينمائى. يتميز مهرجان وسط البلد للفنون المعاصرة فى نسخته الثامنة بالحضور النسائى المميز والذى يظهر فى العديد من البرامج ومنها الموسيقى؛ سوف يتم تقديم فرقة (تي-سيسترز) الأمريكية، وهى فرقة تُقدِم موسيقى الإندى فولك أمريكانا، وسوف تشارك الفنانة المصرية «شيرين عبده» الفرقة فى عمل ثنائى غنائى مصرى أمريكى لأول مرة على المسرح. وكذلك يستضيف المهرجان فرقة «ماسيف سكار إيرا» وهى أول فرقة ميتال مصرية، تضم مجموعة من العازفات المصريات، هاجرن إلى كندا.. كما تشارك فى برنامج الموسيقى المغنية النوبية «مرام» التى نجحت من خلال تقديمها للتراث النوبى فى الأغانى بعد بث أغانيها على الإنترنت والتى حققت نسبة مشاهدات عالية. أما الحفلة الختامية للمهرجان، تقدمها الفنانة الفرنسية السورية «نيسم جلال» وهى واحدة من أهم عازفى الفلوت بالشرق الأوسط، وتقدم «نيسم» بالتعاون مع عدد كبير من الفنانين المصريين ألبومها «أم العجايب» كرسالة حب موسيقية لمصر التى عاشت فيها لمدة خمس سنوات .