فى أغسطس الماضى اتُهم رئيس الوزراء الماليزى السابق «نجيب عبدالرزاق» بثلاث تهم غسيل أموال تقدر بحوالى 10 ملايين دولار من صندوق الاستثمار الحكومى «ماليزيا 1 للتنمية بيرهاد»، ونقلها إلى حسابه البنكى الشخصى، وذلك فيما يعرف بأكبر قضية فساد دولية. كان ذلك بعد اعتقاله وفتح تحقيق موسع معه من قبل السلطات الماليزية فى أعقاب خسارته المدوية فى الانتخابات أمام «مهاتير محمد» . الأسبوع الماضى اتخذت القضية منحنى مختلفًا تمامًا عن نسقها السياسى، إذ برز اسم النجم العالمى «ليوناردو دى كابريو» كأحد الشهود الرئيسيين بالقضية، بعد أن نشرت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية تقريرًا مطولاً قالت فيه إن الممثل الأمريكى أدلى بشهادته سرًا أمام محكمة بالعاصمة الأمريكيةواشنطن، وذلك ضمن تحقيق موسع تجريه وزارة العدل الأمريكية حول قضية صندوق «ماليزيا 1 للتنمية بيرهاد»، أو ما يعرف أيضًا بصندوق الاستثمار الماليزى الحكومى. وحملت شهادة «دى كابريو» تفاصيل مثيرة حول رجل أعمال ماليزى هارب يدعى «جو لو» قام باختلاس ملايين الدولارات من صندوق «ماليزيا 1»، ثم ضخّ أموالاً كثيرة فى حملة لوبى لعرقلة تحقيق وزارة العدل الأمريكية، وهو نفس الشخص الذى اتهمه القضاء الفيدرالى الأمريكى،العام الماضى، بغسيل الأموال والاختلاس. ورغم أن «دى كابريو» لا يزال شاهدًا وليس متهمًا وأن وكيل أعماله رفض الكشف عن تفاصيل شهادته ل«واشنطن بوست»، إلا أن مجلة «هوليوود ريبورتر» أشارت إلى أن شهادة النجم الأمريكى تتعلق بعلاقة مؤسسته التى تقدم خدمات لحماية الحياة البرية الضعيفة والمناخ، بالصندوق الماليزى، إضافة إلى شبهة وجود عملية غسيل أموال بغرض تمويل فيلم «The Wolf of Wall Street» الذى صوره «دى كابريو» عام 2013. وبحسب تقرير المجلة الأمريكية فإن اسم «دى كابريو» ظهر لأول مرة فى قضية الفساد الماليزى فى أكتوبر عام 2009، إذ كانت هناك علاقة وثيقة ب«جو لو» و«رضا عزيز»، المنتج الماليزى ونجل زوجة «نجيب عبدالرزاق»، الذى شارك فى تأسيس شركة تدعى «ريد جرانيت»، التى أنتجت «The Wolf of Wall Street» وأفلاما أخرى شهيرة. وقد اعترف «عزيز» أثناء التحقيق معه منذ سنوات، وبعد إنكار طويل، بأنه أسس الشركة بأموال مختلسة من الصندوق الماليزى بلغت أكثر من مليار دولار، كما أقر بأنه استخدم شركة الإنتاج كغطاء للتربح بشكل غير قانونى لحساب «عبد الرزاق». وتشير «هوليوود ريبورتر» إلى أن قضية فيلم « The Wolf of Wall Street» كانت أحد الأسباب الرئيسية للقبض على «عبدالرزاق» و«عزيز»، الذى حصل على حوالى 230 مليون دولار وقام بغسلها من خلال الشركة، وضخ ما يقرب من 60 مليونًا فى إنتاج الفيلم. وسرعان ما فتحت وزارة العدل الأمريكية تحقيقها حول هذا الأمر، وسرعان ما شرعت فى إبرام صفقة مع الشركة بعد اعتراف «عزيز» بحيث يتم دفع 60 مليون دولار لإغلاق القضية، وفى المقابل تتوقف وزارة العدل الأمريكية عن إجراءات مصادرة الشركة وأملاكها. أما «لو»، وبحسب صحيفة «ذا ستار» الماليزية، فقد كان يعكف على استقطاب نجوم هوليوود من خلال أموال مختلسة من صندوق الاستثمار الماليزى، بلغت حوالى 700 مليون دولار، ومن هؤلاء النجوم «باريس هيلتون» و«جيمى فوكس»، فى حين كشفت «هوليوود ريبورتر» أنه كان على علاقة رومانسية بعارضة الأزياء الأسترالية الشهيرة «ميراندا كير». ووفقًا لوثائق القضية، التى اطلعت عليها «واشنطن بوست»، فإن مغنى الراب الأمريكى «براس» كان بمثابة سمسار ل«لو»، إذ قام بإنشاء حسابات مصرفية وهمية تلقى من خلالها أموالًا من «لو» ضمن حملة عرقلة التحقيق معه، كما دفع «براس» أموالاً إلى صاحب شركة استثمار يدعى «إليوت برودى» بغرض عرض القضية على إدارة الرئيس «دونالد ترامب» من أجل طمسها تمامًا.