نشر «الاتحاد الأمريكى للحريات المدنية» وثيقة حكومية، تابعة لوزارة الأمن الداخلى الأمريكية، كشفت عن برنامج سرى تجريبى جديد، من شأنه إنشاء عملية مسح دقيق للأوجه، التى تدخل «البيت الأبيض»، أو فى محيطه، وهى خدمة جديدة من المفترض تنفذيها ابتداءً من يوم الثلاثاء القادم. المسئولون الأمنيون الأمريكيون ابتكروا تلك التقنية من أجل معرفة، إن كان فى إمكانهم التعرف على الأشخاص، الذين يدخلون «البيت الأبيض» ويغادرونه. وتعتمد تلك الخدمة السرية بالطبع على إشارات الكاميرات الموجودة بالفعل، والتى تم نشرها من قبل وكلاء الأمن. وذكرت وثيقة وزارة الأمن الداخلى الأمريكية، أن أى شخص خارج «البيت الأبيض»، أى فى محيطه، قد لا يدرك أنه يجرى مسح وجهه تلقائيًا، بواسطة تقنية التعرف على الوجوه. مضيفة أن النظام سيحذف تلقائيًِا الصور التى لا تعتبر مطابقة. يذكر أن عملية مسح البصمات، أو الأوجه، وتصوير العامة، للتجسس عليهم، ومن ثم تسجيل بياناتهم تفصيليًا، فكرة لطالما سيطرت على عقول رجال الأمن الأمريكى، الذين صاروا يسابقون الزمن لتطوير تقنيات التجسس. كان هذا العام مليئًا بالعديد من القصص، التى اعتبرها الشعب الأمريكى مريبة، رغم محاولات الصحافة الأمريكية، وبعض المسئولين السياسيين بإقناع الجمهور، بقبول مثل تلك التقنيات.. وكان آخرها، نشر طائرات شرطة بدون طيار، مجهزة بالميكروفونات، وهى –وفقًا لادعاءات المسئولين- ستساعد فى إعادة إحياء وسط المدينة، وإنشاء روابط مجتمعية..فى الوقت الذى اعتبره العامة، هى أداة جديدة من أدوات اختراق الخصوصية، والتجسس عليهم. يذكر أن برنامج الطائرات بدون طيار هذا، تابع لإدارة الطيران الفيدرالى الأمريكى. وفى الشهر الماضى، كُتب مقال بموقع «نكست-جوف»، المتخصص فى أخبار التكنولوجيا، والأمن الإلكترونى، تحت عنوان: «رأى الجمهور فى مدينة تستخدم كموقع اختبار طائرة بدون طيار فيدرالية»، ذكر وسط سياق الكلام، أنها طائرات استطلاع تابعة للشرطة الأمريكية، ولكن إدارة الطيران الفيدرالية ادعت أنها تخطط للسماح باستخدام تلك الطائرات لتوصيل الطعام، أو الدم، والمستلزمات الطبية. وكتبت المقالة: «كانت مدينة (سان دييجو) واحدة من المدن، التى تم اختيارها، لاختبار البرنامج لمدة عامين، بسبب المجال الجوى المزدحم غير المعتاد فى المنطقة، ووجودها على الحدود الدولية مع دولة (المكسيك)، حسبما قال مسئولو المدينة». وقال المدير التنفيذى لمكتب الأمن الداخلى بالمدينة، «جون فالنسيا»، إنه: «منذ شهر مايو الماضى،كان شركاؤنا مشغولين بتقييم استخدامات الطائرات بدون طيار، التى ستفيد السكان والشركات، بالإضافة إلى «الوكالات الحكومية». الجملة الأخيرة، التى اعتبرها بعض المحللين الأمريكيين مريبة وغامضة! كشفت مدينة (سان دييجو) أيضًا، أن شركة «كوالكوم» -وهى شركة أمريكية متخصصة فى مجال نظم الاتصالات، وتعتبر الآن الأولى عالميًا فى إنتاج، وتصميم معالجات الهواتف الذكية- تعمل مع إدارة الطيران الفيدرالية الأمريكية، للمساعدة فى اتصالات الطائرة بدون طيار الأولى. وهو ما اعتبره المحللون أيضًا ضمن «الشراكات» المخيفة، نظرًا لاتهام الشركة مسبقًا بأعمال تجسس نفذت فى أكشاك عامة، بجانب تثبيت برامجها فى ألعاب شركة «ماتيل»، وهى شركة لاستيراد ألعاب الأطفال، وأنظمة ألعاب الفيديو. لذلك فإن تعاون الشركة مع وزارة الأمن الداخلى الأمريكية، لن يثمر – حسب وجهة نظرهم- نتائج جيدة. ومن جانبها، تخطط إدارة نقل ولاية (كانساس) لاستخدام طائرات «GeoFencing» للتجسس على العامة. مستخدمة فى عملياتها مجموعة من التقنيات، مثل: الاتصالات عبر الأقمار الصناعية، وتقنية (ADS-B) هو نظام مراقبة يستخدم فى التحكم فى الحركة الجوية للطائرات، وأيضًا تقنية (DAA) وهى تقنية تدعى «اكتشاف وتجنب». وأخيرًا، يعد ما سبق مجرد نقطة فى بحر عمليات تجسس الدولة العميقة فى الداخل الأمريكى.