تبدأ خلال أيام.. جدول امتحانات الصف الثالث الإعدادي محافظة القاهرة 2024 الترم الثاني    محافظ كفر الشيخ يتفقد أعمال تطوير شارع صلاح سالم    وزير الاتصالات يفتتح المقر الجديد لشركة أرتشر الأمريكية بالقاهرة الجديدة    رئيس الهيئة المصرية للمعارض يفتتح معرض الأثاث بالقاهرة    أوكرانيا تعلن عن ضربة بمسيرة على مصفاة نفط روسية على بعد 1200 كلم من حدودها    نائبة في الكنيست الإسرائيلي: إن لم تزودنا واشنطن بصواريخ دقيقة سنستخدم غير الدقيقة    مدبولي: العمل على زيادة حجم الاستثمارات المتبادلة بين القطاع الخاص بمصر والأردن    طلب عاجل من محامي الشيبي بعد مطالبات التأجيل 3 أشهر    تعليم الغربية: لا صعوبات أو شكاوى من امتحانات النقل اليوم    تعرف على أهم القطع الأثرية بمتحف جامعة الزقازيق    بعد إثارتها للجدل بشأن عودة ياسمين عبد العزيز للعوضي.. رشا سامي العدل: "أنا مين علشان أعلن"    رابطة العالم الإسلامي تدين اعتداء المستوطنين الإسرائيليين على مقر أونروا في القدس    تحذير عاجل لحاجزي شقق الإسكان.. مهلة شهر لسداد الأقساط المتأخرة    توخيل يوضح سبب استبدال هاري كين أمام ريال مدريد بدوري أبطال أوروبا    شباب الشرقية: استمرار فعاليات المشروع القومي لتنمية مهارات الأيتام    "الخشت" يستعرض زيادة التعاون بين جامعتي القاهرة والشارقة في المجالات البحثية والتعليمية    استفز لاعبي الأهلي | نص مرافعة دفاع حسين الشحات في قضية الشيبي    بنك ناصر يرعى المؤتمر العلمي الدولي ال29 لكلية الإعلام بجامعة القاهرة    قائد المنطقة الجنوبية العسكرية يلتقي شيوخ وعواقل حلايب وشلاتين - صور    ثورة الفلاحين .. عرض مسرحي لفرقة قصر ثقافة المحلة    حزب حماة وطن يكرم الآلاف من حفظة القرآن الكريم في كفر الشيخ    بسبب فأر، سحب خبز شهير من أسواق اليابان    وزير الصحة: دور القطاع الخاص مهم للمساهمة في تقديم الخدمات الطبية    سر اختفاء الأدوية.. صيدليون: الأسعار هترتفع أول يوليو.. و"تصنيع الدواء": الشركات تعطش السوق    حكم هدي التمتع إذا خرج الحاج من مكة بعد انتهاء مناسك العمرة    محافظ الغربية يوجه بتسريع وتيرة العمل في المشروعات الجارية ومراعاة معايير الجودة    عضو «تضامن النواب» تثمن دور القومي للمرأة في استقلالية قرار المنح المقدمة له    لو بتبحث عن وظيفة|ردّد دعاءً واحدًا يرزقك الله بالعمل من حيث لا تحتسب    تأجيل محاكمة المتهمين في قضية فساد التموين ل 8 يوليو    "العمل": تحرير عقود توظيف لذوي الهمم بأحد أكبر مستشفيات الإسكندرية - صور    هل يقترب مدافع الوداد السابق من الانتقال للأهلي؟    وزيرة التضامن تشهد انطلاق الدورة الثانية في الجوانب القانونية لأعمال الضبطية القضائية    الشعب الجمهوري يعقد اجتماعًا تنظيميًا لأمناء المرأة على مستوى محافظات الجمهورية    إيرادات فيلم "فاصل من اللحظات اللذيذة" بعد 4 أسابيع من طرحه بالسينمات    حسين فهمي ضيف شرف اليوبيل الذهبي لمهرجان جمعية الفيلم    البيتي بيتي 2 .. طرد كريم محمود عبد العزيز وزوجته من الفيلا    مستشفى العباسية.. قرار عاجل بشأن المتهم بإنهاء حياة جانيت مدينة نصر    القبض على المتهمين بغسيل أموال ب 20 مليون جنيه    21 مليون جنيه.. حصيلة قضايا الإتجار بالعملة خلال 24 ساعة    ما حكم قطع صلة الرحم بسبب الأذى؟.. «الإفتاء» تُجيب    هل تصح الصلاة على النبي أثناء أداء الصلاة؟.. الإفتاء توضح    لليوم الرابع على التوالي.. إغلاق معبر كرم أبو سالم أمام المساعدات لغزة    السيسي يستقبل رئيس وزراء الأردن    السياحة والآثار: لجان تفتيش بالمحافظات لرصد الكيانات غير الشرعية المزاولة لنشاط العمرة والحج    اكتشفوه في الصرف الصحي.. FLiRT متحور جديد من كورونا يثير مخاوف العالم| هذه أعراضه    مفاجآت سارة ل5 أبراج خلال شهر مايو.. فرص لتحقيق مكاسب مالية    مكاسب البورصة تتجاوز 12 مليار جنيه في منتصف تعاملات اليوم    عاجل| مصدر أمنى رفيع المستوى يكشف تطورات جديدة في مفاوضات غزة    أحمد عيد: سأعمل على تواجد غزل المحلة بالمربع الذهبي في الدوري الممتاز    دفاع حسين الشحات يطالب بوقف دعوى اتهامه بالتعدي على الشيبي    معدل التضخم السنوي لإجمالي الجمهورية يسجل 31.8% في أبريل الماضي    مصدر عسكري: يجب على إسرائيل أن تعيد النظر في خططها العسكرية برفح بعد تصريحات بايدن    جهاد جريشة يطمئن الزمالك بشأن حكام نهائي الكونفدرالية أمام نهضة بركان    12 صورة بالمواعيد.. تشغيل قطارات المصيف إلى الإسكندرية ومرسى مطروح    تامر حسني يقدم العزاء ل كريم عبدالعزيز في وفاة والدته    طقس اليوم: شديد الحرارة على القاهرة الكبرى نهارا مائل للبرودة ليلا.. والعظمى بالعاصمة 36    احتفالات جنونية من لاعبي غزل المحلة مع الجماهير بعد الصعود للممتاز (فيديو وصور)    «أسترازينيكا» تبدأ سحب لقاح كورونا عالميًا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المزين والخياط... وأحدث صيحة فى الحرية
نشر في روزاليوسف الأسبوعية يوم 27 - 10 - 2018

الملابس هى إحدى علامات الهوية الثقافية للشعوب وهى تحمل فى داخلها ملامح الشخصية الوطنية وتعكس طريقة التفكير الجمعى فى الحياة، ولذلك يأتى حرصى على متابعة آخر خطوط الأزياء، وكلما تيسر التفاعل مع صناع «الموضة» فى مصر سارعت بالمشاركة لأننى أراهم أحد أهم صناع الفنون التطبيقية على أرض الواقع، كما أنهم أحد أهم صناع الفنون الجميلة فى الأعمال الدرامية والفنية، وطريقة النجوم فى تصفيف الشعر وارتداء الملابس تنعكس بلا أدنى شك على الشارع المصرى وتحدد مبيعات بيوت الأزياء وشركات صناعة الملابس، وذلك فى إطار العلاقة التفاعلية بين الواقع والخيال.
ولذلك كانت استجابتى لدعوة شديدة اللطف لتكريمى ضمن مجموعة من الفنانين فى حفل أقيم برعاية وزارة السياحة المصرية الأسبوع الماضى لمجموعة نجوم الموضة «Fashion stars»، ومنهم مجدى فكرى وجمال عبدالناصر وحلمى عبدالباقى ومنال عبداللطيف ومها أحمد ولقاء سويدان وغيرهم، وذلك فى إطار احتفاء نجوم الموضة بالمشوار الإبداعى للمكرمين وذلك لأن رئيس الملتقى الإعلامى وصانع الموضات محمد شرف يدرك هذه العلاقة الوثيقة بين الفن وملابس الناس وطريقتهم فى التزيين.
إنه مفهوم المزين الذى يصنع للناس زينتهم وهي مهنة تاريخية فى مصر، عندما كانت للمهن المتنوعة ملابس دالة عليها يعتز بها أصحابها وتعرفهم بها وتجلب لهم احترامًا واضحًا لأدوارهم المهنية مثل ملابس ساعى البريد والعامل والفلاح والطاهى وعامل المقهى وغيرهم، هذا وقد لاحظت معجبًا فى الحفل الساهر ميولًا ثقافية لدى عدد من مصففى الشعر ومصممى الأزياء، إذ على سبيل المثال تحدث المصمم «مايكل منفرد» عن تصميم لمجموعته يحمل ملامح مسرحية ويقيم تشابهًا بين المجموعة، ويستخدم الألوان الرمادية والسوداء فى تصفيف الشعر، ويلغى الملامح الإنسانية لصالح وحدة ملامح العرائس المتكررة ويضع على الأفواه كمامات، ويعلن فى نهاية العرض أنه يتحدث عن الهوية والحرية فى الوطن العربى، أدهشنى هذا الخيال والوعى، ومحاولة الاشتباك عبر الأزياء والتصفيف بمفهوم الأداء المسرحى أو العرض أو الاستعراض القصير، ليقترب من صناعة دلالات معنى مهم غائب عن الملايين فى مصر والوطن العربى، ألا وهو عودة القدرة على التعبير وحمل دلالات المعنى فى الملابس المصرية، والتى كانت مصدرًا للإلهام والتقليد طوال القرن العشرين فى الوطن العربى وعدد من مراكز العالم، سواء على مستوى النخبة ونجوم الفن والمجتمع أو فى الصعيد والدلتا والصحراء، طابع خاص أصيل مميز لكل إقليم، ملابس الفلاحة المصرية الواسعة ذات الأكمام الطويلة ذات الورود والألوان الزاهية المبهجة، الجلباب الفلاحى والصعيدى برباط الرأس الذى يمنح الجسد داخله حرية الحركة، المتسع بمهابة وأناقة لمنح الرجل خصوصية لملامح جسده ولمنح المرأة جمالًا وبهجة وحرية فى الحركة والعمل لا تقصد إخفاء الجسد، لكنها تحترم إنسانيته، هذه الملابس التقليدية البلدية هى الزى الجميل الذى يجب استعادته والزهو به، كما تزهو المرأة اليابانية بزيها التقليدى الذى هو زى السهرة الرسمى فى حفلات الأعياد الوطنية وحفلات الاستقبال الدبلوماسية وغيرها من المناسبات العامة والخاصة هناك.
ولذلك أود أن أهمس فى أذن صناع الموضة والأزياء فى مصر بالعودة للهوية المصرية، والابتعاد عن الولع بتقليد ما هو غربى لأنه يحصر الصيحات الجديدة فى شريحة اجتماعية صغيرة، ترتدى تلك الملابس فى معازل اجتماعية خاصة فى التجمعات السكنية الجديدة وحفلات الفنادق ذات السبعة نجوم، لأننا نود للموضة أن تصبح سهلة ومنتشرة وصانعة للبهجة وقادرة على التواصل مع عموم الناس حتى تعود الملامح الخاصة بالهوية المصرية لأن الملابس طريقة تعبير عن الاعتقاد ورؤية وأسلوب خاص فى الحياة وتعبير عن الانتماء للجماعة الوطنية، وهى مكون مادى مهم فى الثقافة العامة عند فهم الثقافة بأنها سلوك الناس، وما هى فى جوهرها إلا سلوك وأفعال بعيدًا عن الرطانة الثقافية والكلام الكبير، ولذلك سعدت بحضور هذا الملتقى للأزياء والتصفيف وأتأمله بصفته أحد أنواع الفنون التطبيقية، وأود أن أذكر صناع الصور المرئية فى مصر وصناع الفنون الجميلة الدرامية وغيرها، بأن عودة نماذج الإشعاع فى الأناقة وعودة خصوصية الملابس المصرية وجعلها مصدرًا للإلهام فى الوطن العربى والمراكز الإقليمية الأخرى، لهو دور مهم لا يقل عن استعادة ريادة الأغنية والفيلم والمسرحية المصرية، وهو الأمر الجدير بتأكيد دور مصر المحورى فى إنتاج الثقافة والفنون.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.