يبدو أن العلاقات التاريخية بين مصر وغانا التى بدأت منذ الخمسينيات ضمن دعم حركات التحرر الأفريقية ضد الاستعمار من خلال علاقة الرئيس الغاني نكروما وجمال عبدالناصر استمرت في التواجد المصري والاستثمار في غانا، حيث تمكن رجل الأعمال المصري د. سعيد دراز من الفوز بجائرة الذهب الأفريقية لعام 2018، حيث تمنح هذه الجائزة لأكثر الشركات تميزا في مجال الاستثمار، والأسبوع الماضي تسلم د. سعيد دراز رجل الأعمال المصري المستثمر في غانا الجائزة من وزير الخارجية الغاني عن مشروعه مصفاة الذهب جولدكوست أحد مشروعات المستثمر المصري بعد تصنيفها الأولي أفريقيًا والخامسة عالميًا والتي تم افتتاحها من قبل الرئيس الغاني في نوفمبر الماضي، وأن نجاح الاستثمار المصري في غانا ليس فقط في مجال الذهب بل أيضا هناك العديد من المشروعات الضخمة في مجال المياه وإقامة المستشفيات بجملة تكاليف نصل إلي مليار ونصف المليار دولار. وهذه الاستثمارات المهمة تأتي في إطار توجه القيادة السياسية بضرورة تواجد الاستثمار المصري في أفريقيا وعودة مصر للاهتمام بأفريقيا. وهذا التقدير الغاني لرجل الأعمال المصري لم يأت من فراغ إنما هو استثمار للعلاقات القوية بين مصر وغانا منذ الخمسينيات والتي وصلت إلي المصاهرة، حيث تزوج الرئيس الغاني الأسبق نكروما من سيدة مصرية تدعي فتحية رزق بوساطة من جمال عبدالناصر عام 1958 لدرجة أنها تحولت إلي سيدة غانا الأولي وأحبوها وأطلقوا اسمها علي ملابسهم ولقبوها بالسيدة الجميلة. وعادت إلي مصر مرة أخري وعاشت حتي رحل زوجها عام 1972 وتوفيت في 2007 وطالب الرئيس الغاني جون كوفور بدفنها بجوار زوجها في غانا ووافقت أسرتها وكتب علي قبرها الزوجة الحبيبة للرجل العظيم التي واجهت الأزمات بشجاعة واقتدار. هذه العلاقات التاريخية هي التي دفعت رجال الأعمال المصريين للاستثمار بغانا وعلي رأسهم د. سعيد دراز لما يلقاه الاستثمار المصري الجاد من رعاية واهتمام وهو عودة قوية لقوة مصر الناعمة في أفريقيا. ■