فى مناسبة اليوم العالمى للكتاب، الذى يُوافق ال23 من إبريل من كل عام، افتتحت مكتبة جامعة الدول العربية معرضها الأوّل للكتاب. وكانت لنا هذه الجولة التى قادتنا فيها هالة جاد مستشار أوّل مدير إدارة المعلومات والتوثيق والترجمة التابعة لمكتبة جامعة الدول العربية، التى أخبرتنا بأن المعرض ضمّ ما يقرب من 2000 كتاب، ومتاح إهداؤها إلى مندوبى السفارات المختلفة. وكان الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط، قد أعلن خلال افتتاح المعرض عن فتح باب مكتبة الجامعة العربية للمثقفين وأساتذة الجامعات وجميع الباحثين والمكلفين، واعتبار ما تحويه من كتب ونفائس الكتب «مخزون استراتيجى». تُطبّق المكتبة الملحقة بالجامعة العربية سياسة الإهداء منذ 1958، ونصّت اللائحة على أن «كل النسخ الفائضة والزائدة عن الحد تقوم الجامعة العربية بإهدائها للمكتبات التى تتبع نفس السياسة وفى حاجة لتلك الكتب، سواء مكتبة عامة أو جامعية أو وطنية أو الريف والقرى، أو الدول الأخرى». تنوى المكتبة كذلك، ضخّ مجموعة هائلة من الكتب إلى مكتبة بنى سويف الوطنية، تصل إلى 200 كتاب. أمّا أكثر الدول إقبالاً واقتناء من المعرض، تُخبرنا هالة جاد بأنها دول المغرب وجيبوتى وتونس واليمن العراق، أمّا عن المجالات الأكثر إقبالاً فى الكتب فكانت السياسية والتاريخية والجغرافية وتاريخ فلسطين وأخيرا المجال الاقتصادى. بينما يتردّد على مكتبة الجامعة طوال العام، الباحثون من خارج البلاد العربية: كوريا واليابان وأمريكا وروسيا، من المتحدّثين باللغة العربية والمهتمّين بشئون فلسطين والشرق الوسط. أعرف من المستشارة هالة أن المكتبة تعتزم إهداء المكتبة الوطنية الصومالية ب1000 عنوان، فى إطار عمليّات إعادة إعمار الصومال، ستكون هذه الكتب بلغات ثلاث: العربية والفرنسية والإنجليزية، ويعود تاريخها إلى الستينيات والسبعينيات والثمانينيات. وقد شاركت الجامعة العربية قبل ذلك فى «تموين» مكتبة الصين الوطنية ب2500 كتاب باللغة العربية، تمّ توزيعها بعد ذلك على الجامعات الصينيّة. ومن الدول العربية التى تستعدّ لطلب كتب فى جميع المجالات خلال الفترة القادمة، هى دولة ليبيا، والعراق (جامعة الموصل)، فى العراق، ممّا يُمكن اعتباره «إعادة إعمار» لمكتبات تلك الدول. تُخبرنى هالة جاد أيضا أن عدد الكتب الموجودة فى مكتبة جامعة الدول العربية ككل يبلغ 75 ألف كتاب فى جميع المجالات، مربوطة بنظام آلى فى 9 قواعد بيانات. كما تحتفظ المكتبة بقسم خاص للدوريات العلمية والسياسية منذ عام 1945، ويعد القسم «ذخيرة حيّة ومرجعيّة قويّة للجامعة العربية»، يحضر إلى هذا القسم خصيصًا باحثون من الأممالمتحدة، وتعمل الجامعة على ترقيمه وربطه ببرامج الأرشفة والفهرسة فى شبكة المعلومات. تحوى مكتبة الجامعة العربية كذلك، قسمًا لافتًا لأمّهات الكتب. وهى نوعان: الأوّل يعود للكتب التى كانت تُترجمها الجامعة قديماً وتُعدّ من إصداراتها، لكن توقّفت منذ سنوات بسبب قلّة الموارد المالية. وكانت هذه الإصدارات تُضخّ عبر المشروع القومى العربى الذى أُطلق عبر المُعاهدة الثقافية العربية التى وُقّعت عام 1946، وانتقل المشروع بعد توقّفه فى جامعة الدول العربية إلى المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو) التى أكملت بدورها المشروع منذ السبعينيات حتى الآن. أمّا القسم الثانى من أمّهات الكتب، فهو ل«الكتب الخاصة». وهى الكتب التراثية التى تم اقتناؤها من مكتبات خاصة ومكتبات الأفراد، وقامت بجمعها لجنة المصادرة بعد ثورة يوليو من خلال مكتبات تنتمى إلى الأتراك ممّن رحلوا عن مصر فى ذلك التوقيت، وتركوا خلفهم مكتبات كاملة من أمهات الكتب، أودع معظمها، حوالى (7 آلاف كتاب) فى الجامعة العربية، وهى باللغات التركية والفرنسية والفارسية والإنجليزية، من بينها 50 مخطوطة، تعمل الجامعة على ترميمها وحصرها وتصويرها إلكترونيًا. ومن النوادر احتواء هذه المجموعة على مخطوطات باللغات الهولندية والنرويجية والدنماركية من القرن ال18 والقرن ال20، كما يوجد أقدم مخطوط للقرآن، يعود للقرن ال12. بعض هذه المعلومات متاحة على «بوابة الشبكة العربية»، وهو مشروع بدأته الجامعة من العام 2014، وأطلق رسميًا فى العام 2016 بهدف التوثيق الرقمى لجامعة الدول العربية ومقتنياتها من صور ووثائق وأفلام موجودة لدى أرشيف الجامعة، إضافة إلى مشروع ذاكرة مصر المعاصرة، وإصدار كتاب تذكارى ضمن سلسلة ذاكرة مصر المعاصرة، بمناسبة مرور 70 عامًا على تأسيس جامعة الدول العربية. تطرح الجامعة فى العيد الماسى الذى يحلّ فى العام 2020، أوّل متحف لجامعة الدول العربية، ويضمّ 200 ألف طابع بريد، وسيكون هذا المتحف بمثابة «ذاكرة الجامعة العربية».