فلسفة الجمهور المصرى فى إبداء رأيه عند زواج أى فنانة أو فنان لا تختلف عن رأى «محمود المليجى» فى فيلم «عودة الابن الضال» من أنه (فلسفيّا ومنطقيّا وعلم نفسيًا لازم الولد يسافر ويجيب شهادة أكبر من البنت علشان يضربها كل يوم قلمين تلاتة).. لذلك لا يمكن أبدًا أن تقرر فنانة الزواج من فنان أقل منها شُهرةً أو نجاحًا أو أى شىء دون أن تتعرض لضربات السياط اللاذعة، والتاريخ يشهد على ذلك منذ عشرات السنين، من خطبة «أم كلثوم» ل«محمود الشريف»، زواج «فاتن حمامة» من «عمر الشريف»، «ميرفت أمين» و«حسين فهمى»، «منى زكى» و«أحمد حلمى»، «سمية الخشاب» و«أحمد سعد» حتى وصلنا سالمين لأحدث زواج فى الوسط الفنى «شيرين» و«حسام حبيب»، والغريب أن الواقع أكد على حقيقة تتكرر بانتظام مع كل تلك الزيجات، وهى بعد مرور سنوات قليلة من الزواج، نجد فجأة نجم الفنان - الأقل شُهرة من زوجته - يبدأ فى اللمعان والتألق ليضاهى وأحيانًا ليطغَى على نجم الزوجة. الجمهور يريد أن يختار هو للفنان/ الفنانة العُزّاب، الزوج / الزوجة المناسبين، دون الوضع فى الاعتبار أننا لا نعرف شيئًا عن تفاصيل حياة أى منهما أو طبيعة شخصياتهما أو مدَى التوافق والمشاعر التى لا تعترف بحسابات الشهرة والجماهيرية والنجاح. وحبيب وزوج «شيرين» الذى وجدته البنات أحلى منها ووجده الشباب أقل منها، لا يمكن أن نقيّمه كفنان مغمور، صاعد تزوج من فنانة مشهورة ولامعة.. «حسام حبيب» من الأصوات شديدة التميز، كما أنه ملحن موهوب.. وربما لو كان أكثر دأبًا على العمل لأصبح له شأن أعلى بكثير، كانت بدايته شديدة القوة من خلال تلحينه لواحدة من أجمل أغانى «إليسا»، «عايشالك» ومن خلال ألبومه الأول «لسّة»، فى عام 2004، لكنه كان قليل الإنتاج الفنى على المستويين - التلحين والغناء - طوال ال14 عامًا الماضية.. لذلك نتمنى أن يكون الزواج إعادة انطلاقة جديدة ل«حبيب» ونتفاجأ بعد سنوات قليلة بمطرب وملحن كبير، ونجم لامِع، وربما تنقلب الآية حينها، من الحديث عن «معبودة الجماهير» للحديث عن «الفنان الشهير».