الأشهر الثلاثة السابقة، عاشت فيها «هوليوود» فيلمًا واقعيّا.. فيلم تدور قصته حول نساء يعانين من شهوة الرجال!.. إلى أن ظهر البطل المُنقذ.. أول حرف من اسمه «هاشتاج»!.. البطل يُدعى MeToo # .. أتى ليُنقذ هؤلاء النِسوة من «التحرش»!. لنفهم المسألة أكثر.. فقط لنعُد قليلاً بالذاكرة للوراء.. تحديدًا فى الأسبوع الثانى من شهر أكتوبر 2017، عندما تناولت جميع صُحف العالم فضيحة المخرج والمنتج الأمريكى الشهير «هارفى واينستاين»، والذى تحرش بأكثر من 30 نجمة.. كلهُن شهدن ضده!.. كانت آخرهن النجمة «أوما ثورمان»، والتى شرحت فى حوارٍ لها مع جريدة NewYork Times يوم السبت الماضى تفاصيل الاعتداء عليها من قِبلهِ .. قالت : «واينستاين اعتدى على فى غرفة بأحد فنادق مدينة لندن، قبل أكثر من 25 عامًا، ثم هددنى بعدها بعرقلة مسيرتى المهنية»!. منذ بداية هذه الفضيحة انفرط العقد كله بعدها.. وفَتِح صندوق فضائح مُتحرشى هوليوود الكبار!.. كما صارت الصحف الغربية تكتب يوميّاً - حتى الآن - اسمًا جديدًا فى اللائحة السوداء للنجوم، مثل «كيفن سبيسي»، «جيفرى تامبور»، «وبريت راتنر»، «جيمس توباك»، وغيرهم الكثير.. ومن ثم أدت هذه الظاهرة إلى قيام النساء بإنشاء حركات مُناهضة لل«تحرش» .. أشهرها كان «هاشتاج» انتشر على مواقع التواصل الاجتماعى عُرِفَ باسم (MeToo#). (MeToo#) هى حركة تشجيعية للنساء لعدم تكميم أفواههن، وتطالبهن بفضح المُتحرشين، من خلال سرد المُعتدى عليها لكيفية تعرضها للمضايقات والاعتداءات الجنسية، وبالطبع وجد هذا ال«هاشتاج» طريقه بسهولة إلى أوسكار 2018 كعادة «التقاليع الجديدة»!.. وقد أكدت أغلب الصُحف الغربية أن كل من ارتكب جرائم - ك «واينستاين» - حُرِمَ من جوائز هذا العام، بل حُرِمَ من مُتعة السير على السجادة الحمراء فى الحفل المُقرر بشهر مارس المقبل!. ويعُد من أبرز هؤلاء النجم «جيمس فرانكو» - بطل الفيلم The Disaster Artist - فحسبما أوضحت جريدة «الواشنطن بوست» أنه تم حذف اسم «فرانكو» من ضمن المُرشحين لجائزة «أفضل ممثل» فى اللحظات الأخيرة!.. وذلك بسبب مزاعم اتهمته بسوء السلوك الجنسى والاستغلال تجاه أربع نساء شهدن ضده، رُغم حصوله فى شهر ديسمبر الماضى على جائزتى Golden Globe و Critic's Choice لأفضل ممثل عن نفس الفيلم!. كما تم تجاهل النجمة الشهيرة «كيت وينسيلت» من الترُشح لجائزة «أفضل ممثلة» عن فيلم Wonder Wheel، بسبب تأييدها ودفاعها عن مخرج الفيلم «وودى آلن»، الذى نبذه أغلب فنانى هوليوود، نتيجة لادعاءات ابنته المُتبناه «ديلان فارو» بأنه تحرش بها عندما كانت فى السابعة من عمرها!.. ورُغم نفى «وودى آلن» لتلك الاتهامات مرارًا؛ فإن قائمة كبيرة من الفنانين - وآخرهم «كولين فيرث» - أعربوا عن اعتذارهم عن العمل معه بعد هذا الحادث!. وعلى صعيد آخر، تم ترشيح «كريستوفر بلامر» لجائزة «أفضل ممثل مساعد» عن فيلم All the Money in the World ، ويرجح البعض - حسبما ذكر موقع «ديدلاين»- أن ترشيحه جاء نكاية فى النجم «كيفن سبيسي»، وذلك لأن «بلامر» كان قد حل محل «سبيسي» بناء على أمر من مخرج الفيلم «ريدلى سكوت»، بعد فضيحة «سبيسي» الجنسية، والتى صدمت جمهوره حول العالم، وذلك بعدما نشرت كل الجرائد واقعة تحرشه بالفنان «أنتونى راب»، عندما كان الأخير فى الرابعة عشرة من عمره!. ومن جانبها أوضحت صحيفة «الجارديان» أن النجم «كيسى أفليك» كسر تقاليد حفل الأوسكار هذا العام، بعد انسحابه من تقديمه لجائزة «أفضل ممثلة» فى الحفل القادم، نتيجة لذات «الهاشتاج»!.. فبحسب الجريدة فإن «أفليك» لا يريد أن يُلقى رواد حركة (MeToo) الضوء عليه خلال الحفل، نظرًا للادعاءات السابقة ضده بالتحرش الجنسى من قبل نساء من طاقم عمل فيلم I'm Still Here، والذى كان من بطولة وكتابة واخراج «كيسى أفليك» ذاته!.. كما ذكر أحد المصادر المُقربة من «أفليك» لجريدة «النيويورك تايمز» أن «أفليك» قد أبلغ الأكاديمية وأصر على أنه لن يحضر هذا الحفل!.. ذلك رغم أن التقاليد المعروفة فى الأوسكار هو أن يتم تقديم جائزة «أفضل ممثلة» هذا العام من قِبل الممثل الفائز بالأوسكار العام الماضى والعكس.. وكان «أفليك» قد فاز بجائزة أفضل ممثل العام الماضى عن فيلمه الشهير Manchester by the Sea. حركة (MeToo) لم تقُم فقط بالتأثير فى قرارات جوائز الأوسكار، فقد أثرت من قبل أيضًا فى نتائج جوائز Golden Globe الأخيرة، حيث تفاعل أغلب نجوم هوليوود مع الحركة من خلال ارتدائهم ملابس سوداء لإظهار التضامن مع أولئك الذين تعرضوا للإيذاء الجنسي، والمطالبة بتغيير طريقة معاملة النساء. وأوضحت جريدة «إكسبريس» أنه صار من الواضح مدى تأثير تلك الحركة النِسائية فى مجال صناعة السينما الغربية، خاصةً بعد اجتياح هذا ال«هاشتاج»، والذى أحدث تقلبات عديدة على حد وصف الجريدة، بل شاركت الكثير من نجمات «هوليوود» له، وتضامنهن الواضح معه على مواقع التواصل الاجتماعي، من بين هؤلاء النجمات: «بينيلوبى كروز»، «كيندال جينر»، «ريس ويذرسبون»، «مارجوت روبي»، وغيرهن، وكلهن لايزلن يطالبن بالكشف عن المزيد من داخل الصندوق الأسود للفضائح الجنسية فى «هوليوود»!.