أكد عدد من الصحف العالمية المعنية بمتابعة أجهزة الاستخبارات والأمن أن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب يفكر جديا فى التعاقد مع شركات خاصة لتكون بديلة لأجهزة الاستخبارات الأمريكية، لضمان ولائها له. وكشف تقارير عالمية عن اجتماع جرى بين «دونالد ترامب» و«أريك برينس» مؤسس شركة «بلاك ووتر» والتى تعمل فى مجال الأمن الخاص وجون ماجواير الضابط السابق بوكالة الاستخبارات المركزية والذى يعمل حالياً بمجموعة أمينتور للأمن الخاص، بهدف تزويد مدير الوكالة «مايك بومبيو» والبيت الأبيض بشبكة تجسس عالمية خاصة من شأنها خداع ومراوغة المجتمع الاستخباراتى الأمريكى الرسمى، من خلال استخدام جيش من الجواسيس دون غطاء رسمى فى عدد من الدول منها كوريا الشماليةوإيران. نظريات المؤامرة التى تسيطر على ترامب منذ صعوده إلى السلطة باتت تشكل أزمة ثقة بينه وبين المجتمع الاستخباراتى الذى لا يثق ترامب فى تقاريره ويرى أن قيادات الاستخبارات الأمريكية تسعى لإفشاله، ولذلك قرر الرئيس الأمريكى الاستغناء عن وكالات الاستخبارات الرسمية السبعة عشر وإنشاء وكالة جديدة خاصة ترسل تقاريرها مباشرةً له ولمدير وكالة الاستخبارات المركزية «مايك بومبيو»، وهو الشخص الوحيد داخل المجتمع الاستخباراتى الذى نجح فى الاستحواذ على ثقة ترامب فى زمن قياسى وأصبح من المقربين من الرئيس. وانتقد المحللون قرار ترامب مؤكدين أن إنشاء وكالة خاصة يعزز من احتمالات استخدام تقاريرها وأنشطتها الاستخباراتية فى تبرير الأجندة السياسية لإدارة ترامب. وكان أحد كبار مسئولى الاستخبارات الأمريكية والذى طلب عدم ذكر اسمه صرح للصحف الأمريكية بأن بومبيو نفسه لا يثق فى عمل وكالة الاستخبارات التى يرأسها ولذلك فهو بحاجة إلى وكالة خاصة تزوده بمعلومات وتقارير استخباراتية يمكن الوثوق بها. وأضاف المسئول الاستخباراتى أن المعلومات والتقارير التى ستقدمها الوكالة المزمع إنشاؤها ستكون سرية ولن يتم إطلاع أى من مسئولى المجتمع الاستخباراتى الأمريكى بها ولا مسئولى وكالة الاستخبارات المركزيةCIA بخلاف مدير الوكالة بالطبع. وأشارت الصحف إلى مشاركة الكولونيل «أوليفر نورث»، الكاتب ومقدم البرامج على شبكة قنوات FOX الإخبارية الأمريكية التى يفضل ترامب مشاهدتها لدعمها للأفكار اليمينية، فى اجتماعات ترامب ومؤسس «ووتر جيت» بشأن وكالة الاستخبارات الخاصة. وكان اسم الكولونيل نورث تردد مراراً فى الإعلام مرتبطاً بعدد من الأحداث الكبرى وعلى رأسها ما عرف ب«إيران جيت»، ففى العام 1986 أدلى نورث بشهادة أمام الكونجرس عن بيع أسلحة أمريكية بشكل سرى لإيران وهى الشهادة التى أصابت إدارة الرئيس السابق «رونالد ريجان» بهزة قوية، وكان الاتفاق يقضى بأن تسلم الولاياتالمتحدةالأمريكية أسلحة متطورة إلى إيران مقابل إطلاق سراح عدد من المحتجزين الأمريكيين فى لبنان. وكان عدد من الأشخاص المقربين من ترامب والمقتنعين بفكرة إنشاء الوكالة اجتمعوا سراً مع كبار رجال الأعمال المؤيدين لترامب للحصول على دعمهم المادى لتمويل عمليات الوكالة الجديدة وقبل توقيع العقود الرسمية لإنشاء الوكالة. وبينما ينكر برينس وماجواير عملهم المشترك على هذا المشروع، يؤكد مسئولو الاستخبارات الحاليون والسابقون اشتراك الرجلين فى التخطيط للوكالة الجديدة، حيث اجتمع الرجلان فى سبتمبر الماضى مع عدد من مسئولى وكالة الاستخبارات المركزية بأحد مطاعم فرجينيا لمناقشة خصخصة الحرب فى أفغانستان. وأكدت التقارير أن موظفى شركة امينتور التى يعمل بها ماجواير التقوا مجموعة من المتبرعين فى جناح بأحد فنادق ترامب فى واشنطن فيما وصفوه بمكان مناسب لاجتماعات آمنة، وتشير تقارير إلى أن جون ماجواير على يقين بأن ما سماه «الدولة العميقة» تخطط للإطاحة بترامب من البيت الأبيض فى غضون عام وبالتالى فهو يرى الاجتماعات السرية وسيلته لتأمين الرئيس من مخططات الدولة العميقة.