لافتة صغيرة من المعدن تحمل اسم حارة «الصالحية» أعلى الأسوار القديمة فى أحد الشوارع المتفرعة من شارع المعز، تعد دليلا كافيا لآلاف الزوار إلى أكبر سوق للعلاج الروحانى والعضوى بالأحجار الكريمة كما قال سكانها.. زوارها من كل الجنسيات، لا يقتصر الأمر على المصريين من جميع المحافظات القريبة والبعيدة، فأكثر المقبلين عليها سياحًا وعربًا من كل الجنسيات ومشاهير.. الأحجار الموجودة على كل شكل ولون وحجم تجذب الانتباه للتعرف على تفاصيلها ذات الخلطة السرية، فتوجد لافتات تشرح تفاصيل العلاج باللغة الإنجليزية والعربية ليشاهدها ويعرف هويتها الزوار الجدد. «روز اليوسف» قامت بجولة فى حارة الصالحية للتعرف على روشتة العلاج الروحانى عن طريق الأحجار الكريمة فى أكبر سوق لهذا النوع من العلاج فى مصر. بعد تجاوز اللافتة الصغيرة التى تؤكد أن هنا حارة «الصالحية» للأحجار الكريمة، كان على اليمين والشمال محلات صغيرة وكبيرة، جميعها تقدم عروضا لأشكال الأحجار وأنواعها على هيئتها الأولى، والأخرى مجزأة فى شكل إكسسوار، تظهر المحلات أنها قائمة على التجارة فقط، إلا أنها من الداخل ملحق بها ورش صغيرة لتصنيع الحجر، جميع عمالها يعملون كخلية نحل. يقف على جانبى حارة الصالحية شباب فى مقتبل العمر لاستقبال الزوار والزبائن ليكونوا دليلا سريعا للمطلوب من داخل الحارة التى يوجد بها أكثر من 150 محلا صغيرا وكبيرا متلاحمين، لا توجد مسافات فى الحارة الأثرية. وبالاقتراب من أحد الشباب الموجودين فى «الحارة»، وبسؤاله «معى روشتة وأريد الحصول على الدواء الموجود بها، لكن فى شكل أحجار كريمة من حارة «الصالحية» كما وصف الطبيب المعالج»، ابتسم الشاب الذى أعلن عن نفسه سريعا بأنه يدعى محمود، مؤكدا أن العلاج متوفر لكل الأمراض عن طريق الحجر، وأنه سوف يكون الدليل للمعلومات عن الحارة وما عليَّ سوى اتباع الخطوات للسير إلى المطلوب سريعا، مشيرا إلى أن وقوفه هنا من أجل الزوار الأجانب لأنهم يعطونه «بقشيش» جيدا جدا، وفى بعض الأحيان بالعملة الصعبة، لكن دوره الإرشادى للمصريين مجانا مشيرا إلى أن المصرى يبحث عن الشفاء وابن بلده. ومن هنا قدم محمود دليلًا فوريا لثلاثة محلات كبرى لها تاريخ فى المنطقة فى العلاج بحارة «الصالحية»، مؤكدا أنه لابد من الانتباه للشراء بالقطعة وليس ب«الجرام» حتى لا تكون التكلفة كبيرة، مضيفا أن البيع هنا حظ، والخبراء بالأحجار الكريمة والتجار القادمون على المنطقة هم الرابحون فى المقام الأول. تابع محمود: المئات من الزوار يترددون يوميا من كل الجنسيات، ولابد من التجول فى جميع المحلات القديمة فى الحارة لعدم الوقوع فى الاستغلال أو الحصول على الأحجار الصينى، فلابد من البحث عن الحجر ذى الأصول البرازيلية واليمنية فهما الأجود، وتتوافران بأسعار جيدة، لكن الزوار الناصحين لا يقبلون عليهما. واختتم محمود كلماته بأن الحارة يوجد بها أطباء فى الصيدلة متخصصون فى تحديد كل نوع حجر فى علاج مناطق 7 بالجسم تسمى «الشاكرات» وهى مناطق الطاقة فى الجسم يتم من خلالها العلاج. المحلات مزينة بالأحجار حصلنا على تفاصيل الجولة الصحيحة، ونصائح محمود لفك شفرات دخول الحارة، دخلنا الحارة، المحلات وسط أسوار حجرية قديمة ذات اللون الأصفر، إلا أنها عبارة عن «فاترينات» زجاجية للعرض، يوجد بها أشهى ما تنتظره الأعين، من جمال طبيعى لشكل الأحجار الملونة اللافتة للأنظار. فتشعر أنك أمام متحف مرتب متناسق فى شكل لوحة فنية ضخمة، فى مقدمة الحارة حرص أصحاب المحلات الصغيرة والكبيرة، على تقديم الأحجار بأنواعها فى أبهى الأشكال فهى عنوان الحارة، ومنهم من أبدع فى تقديم الأحجار فى شكل قطع صغيرة جدا على الصدف ناصع البياض، أو فى بلورات مضيئة من الداخل تظهر فيها ملامح الحجر بوضوح، وهناك من زين المحل الخاص به بشكل الحجر فى شكل فنى متناسق، وهناك من وضعه فى أطباق صغيرة بشكل مرتب كأنها سفرة طعام جاهزة لكن بوجبة خاصة للأحجار. والطريف فى الأمر أن هناك بعض المحلات وضعت طاولات ضخمة فى مقدمة محلاتها يوجد عليها كمية ضخمة من الأحجار بجميع الألوان، تتوسطها قطعة حجر كبيرة، تشعر أنك أمام مغارة لأشهى وأجمل الأحجار الكريمة فى العالم. طريقة العلاج أبرزنا روشتة العلاج، الموجود بها أحجار، وأعلنا البحث عن مجموعة من الأحجار لعلاج التالى، «القلب والتوتر، والاكتئاب وغيرها، بعد رصد تفاصيل المحلات التجارية البارزة بالأحجار الكريمة، كان الرد سريعا من أكبر المحلات المعالجة بالأحجار الكريمة وهو محل «عصام رشاد» الذى وضع لافتة وسط المحل تؤكد العلاج بالأحجار الكريمة. صاحب المحل الكبير الذى يعج بالزوار من جميع الجنسيات، الصينى والروسى والأمريكى والخليجى كما رصدنا من لهجاتهم وكلماتهم أثناء البحث عن الأحجار، قال: العلاج بالأحجار مهنتى، فالعلاج روحانى وعضوى فى الحارة، وهو أمر معترف به فى أوروبا والعالم العربى، وحاليا أصبح معروفا فى مصر عن طريق بعض المعالجين، وهنا فى محلى أقدم الطرق للعلاج عن طريق السبع «شاكرات». الشاكرات ال 7 لعلاج جميع الأمراض: أكد الحاج عصام كمعالج، «الشاكرات» هى عن مراكز الطاقة السبعة فى جسم الإنسان التى تعالج عن طريق الحجر، وتتحكم فى حالته النفسية والجسمانية. هناك أهمية كبيرة فى معرفة الشاكرات الموجودة بداخل كل منا وكيف يمكن التأثير عليها وتنشيطها لإمداد الجسم بالطاقة الإيجابية المتزنة من خلال لون الحجر، مما يضمن أسلوب حياة أفضل، وتنقسم الشاكرات لقسمين، شاكرات ذات أرقام فردية وأخرى ذات أرقام زوجية. وأوضح الحاج عصام «الشاكرات الفردية» تهتم بالطاقة الخارجة من الجسم للعالم المحيط وهى خصال ذكورية مثل إظهار القدرات، والرغبات، والتحكمات النابعة من الفرد لكل ما حوله، أما الشاكرات الزوجية فهى تهتم بالطاقة الكامنة والداخلة للإنسان من البيئة المحيطة، وهى خصال أنثوية مثل الشعور بالطمأنينة، والهدوء، والتفتح، والحكمة. ووصف الحاج عصام مراكز العلاج فى الجسم عن طريق لون الحجر بالطريقة الروحانية، وأماكن العلاج فى الجسم وهى «شاكرا الجذر أو القاعدة» يستخدم فيها حجر كريم باللون الأحمر، لعلاج نهاية العمود الفقرى، لأن تلك المنطقة تمثل أساس الإنسان والمسئولة عن الشعور بالأمان والثبات من الجانب المعنوى، أما من الجانب المادى فهى تحقق أكبر استفادة من أساسيات المعيشة مثل المال والطعام، تنشط شاكرا الجذر عند تناول الأطعمة ذات اللون الأحمر مثل التفاح، والتوابل الحارة، الخضروات المزروعة داخل الأرض مثل البطاطس والجزر وأيضا البروتينات الحيوانية، ويمكن تفعيل طاقة هذه «الشاكرا» عن طريق عدة تمرينات «خبط قدميك الحافيتين على الأرض»، أو الإقدام على اليوجا. «شاكرا العجز» ويستخدم لها الحجر ذو اللون البرتقالى، لعلاج أسفل السرّة بخمس سنتيمترات للداخل، شاكرا العجز هى المسئولة عن الرغبة الجنسية لدى الإنسان، والقدرة على الإبداع وتقبُّل التغيير، تنشط هذه الشاكرا عند تناول الأطعمة ذات اللون البرتقالى مثل البرتقال واليوسفى بالإضافة إلى جميع أنواع المكسرات، أما التمرينات فتكون عن طريق الحركات الترددية لمنطقة الحوض أو عمل وضعية «الكوبرا» فى رياضة اليوجا. شاكرا الضفيرة الشمسية يستخدم حجر باللون «الأصفر»، لعلاج منطقة المعدة أعلى البطن المسئولة عن الشعور بالثقة بالنفس وقدرة الإنسان على التحكم فى مسار حياته، تنشط شاكرا الضفيرة الشمسية عند تناول الأطعمة ذات اللون الأصفر مثل الذرة، والألياف مثل حبوب القمح الكاملة والغرانولا، بالإضافة للمشروبات الطبيعية مثل شاى البابونج (شاى الكاموميل) والنعناع، والتمرينات الروحانية المستخدمة لتنشيطها عن طريق الرقص أو عن طريق اليوجا. وأضاف الحاج عصام، لقائمة العلاج شاكرا القلب، ويستخدم لها الحجر الأخضر، لعلاج فوق القلب مباشرة فى منتصف الشاكرات ويمثل رقم 4 التوازن همزة الوصل بين الثلاث شاكرات السفلية (عالم الحاسة) والثلاث شاكرات العلوية (عالم العقل)، شاكرا القلب هى المسئولة عن الحب بشكل عام، فهى تتحكم فى قدرة وقوة الحب فى حياة الإنسان، والشعور بالفرح والسلام الداخلى، تنشط هذه ال«شاكرا» مع تناول الأطعمة ذات اللون الأخضر مثل الخضروات الورقية والسبانخ وعند شرب الشاى الأخضر، والتمرينات الخاصة بتفعيلها اليوجا، وحب الذات والآخرين. أما شاكرا الحنجرة فيستخدم لها الحجر الأزرق التركواز، لعلاج منطقة الحنجرة المسئولة عن القدرة على التواصل مع الآخرين، والصراحة والتعبير عن النفس. تنشط شاكرا الحنجرة عند تناول الفاكهة بشكل عام وشرب الشاى والعصائر الطبيعية، ويتم تنشيطها عن طريق الغناء والتراتيل والأناشيد، وشاكرا الحاجب أو العين الثالثة، يستخدم لها حجر باللون النيلى، وتتواجد فى منطقة منتصف الجبهة بين العينين وهى المسئولة عن القدرة على التركيز، والتخيل، والتصور، والحكمة، والتفكير والقدرة على اتخاذ القرارات. تنشط شاكرا العين الثالثة عند تناول الأطعمة ذات اللون البنفسجى الداكن مثل العنب والتوت، والشوكولاتة والمشروبات والتوابل بنكهة اللافندر، تمرينات العين، وتمرينات اليوجا عن طريق الانحناء إلى الأمام، وشاكرا «التاج» والأخيرة فى مناطق العلاج فى الجسد يستخدم لها الحجر البنفسجى والأبيض، وهو اللون الناتج عن خلط جميع الألوان معا وتقع هذه ال«شاكرا» فى أعلى الرأس. هذا بالطبع يعبر عن مدى أهمية شاكرا التاج فهى المسئولة عن الشعور بالجمال الداخلى والخارجى والتواصل الروحى. لا يمكن تنشيط هذه الشاكرا بتناول الطعام، فهى تعتمد بشكل أساسى على تنشيط الروح، ويستخدم معها التأمل والجرى. كانت طريقة الحاج عصام فى وصف العلاج لا يفهمها سوى المقبلين على شراء الأحجار، فهى طريقة معقدة. الدكتورة دعاء طبيبة صيدلانية، كما قدمت نفسها لنا ويناديها الزوار فى المحل الذى تقف فيه فى الحارة، لتصف العلاج بنوع الحجر بالمسمى قائلة: إن أشهر الأحجار المعالجة هنا فى الورش هى أحجار المرجان والياقوت والعقيق والكهرمان والزفير والفيروز، ونقدمها فى شكل بندول يوضع فى الرقبة به سبعة ألوان خاصة بتفاصيل ال«شاكرات»، لعلاج كل الأمراض ب500 جنيه للبندول، ويتم تحديد السعر حسب وزن وحجم قطعة الحجر، مؤكدة أن أسعار الأحجار قد تصل إلى 4 آلاف جنيه للقطعة الواحدة حسب ندرتها لأن معظمها مستورد. وأضافت الدكتورة دعاء، وهى تقلب فى الحجر: أكثر المقبلين على الحارة من الأجانب والعرب والباحثين والقليل من المصريين، فنحن أكبر سوق للأحجار فى مصر.