عضو مجلس النواب يتقدم بمشروع قانون يعطى الزوجة الحق فى تطليق نفسها، هذا ليس بجديد، ففى حوار ل«روزاليوسف» مع الشيخ الشعراوى قال لى أنت تنازلت عن حقك سألته أى حق تنازلت عنه؟ قال حق أعطاه ربنا للمرأة بأن تكون عصمة الزواج فى يدها، أى أنها تستطيع تطليق نفسها وأن ذلك ليس ببدعة، ومع ذلك لم يذكر أحد من هيئة علماء الفتوى وهيئة كبار العلماء على مر السنين هذا الحق ولم يقولوا للرجال أن هذا حق أعطاه الله للمرأة وأنه حق لايمس كرامة الرجال.. إنه باب رحمة أتاحه الله للإناث على مذهب الحنفية، فلماذا نغلفه حسب الهوى، وقد بحثت لكى أتأكد، وكما قال الشيخ متولى الشعراوى قال الشيخ عطية صقر وكان رئيسًا للجنة الفتوى بالأزهر وعضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية رحمه الله أنه يجوز للزوج أن يفوض زوجته لتطليق نفسها منه وذلك آخذا من تخيير النبى صلى الله عليه وسلم لزوجاته كما جاء فى قوله تعالى «يا أيها النبى قل لأزواجك إن كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها فتعالين أمتعكن وأسرحكن سراحاً جميلاً، وإن كنتن تردن الله ورسوله والدار الآخرة فإن الله أعد للمحسنات منكن أجراً عظيماً» ويجوز أن يكون قبل العقد ومع العقد، فإذا قال الرجل لامرأته أن تزوجتك فأمرك بيدك تطلقين نفسك فى أى وقت ثم تزوجها صح هذا التفويض ولا يتقيد بزمن وذلك لعمومه، وكذلك إذا قالت امرأة لرجل زوجتك نفسى على أن يكون أمر الطلاق بيدى أطلق نفسي متى شئت وقال قبلت تم عقد الزواج وصح التفويض ولايتقيد بزمن لعمومه أيضاً. وتفويض المرأة فى طلاق نفسها أو جعل العصمة بيدها لايمنع الرجل من تطليق زوجته متى شاء. واختلاف العلماء رحمة، مادام هذا حقًا إلهيًا فلماذا أنكره علماء الدين؟ كما لم ينكروا حق الرجل فى الزواج من أكثر من واحدة، وكما ذكروا كل حقوق الرجال وأنكروا حقوق النساء حتى تظل المرأة غافلة عن حقوقها الأصيلة التى منحها الله لها حتى تظل مكسورة الجناح ولاحول لها ولا قوة. يلفظها بلا رحمة متى شاء ويمسكها وبلا رحمة كما يشاء أيضاً كالبيت الوقف كما نسمع فى الأفلام العربية. لماذا أوصياء الدين كما يقول د. سعد الهلالى لماذا لاتقولوا كل الأحكام التي نص عليها المولى عز وجل وماقالته المذاهب ونحن نأخذ ما يقر فى عقولنا وقلوبنا؟ إنما يخشى الله من عباده العلماء.