البيان الاستباقى المشترك الذى أصدرته دول مقاطعة قطر الأربع، المملكة العربية السعودية، ودولة الإمارات العربية، ومملكة البحرين، وجمهورية مصر العربية، مساء الثلاثاء الماضي، رداً على توقيع مذكرة تفاهم بين الدوحة وواشنطن بشأن مكافحة تمويل الإرهاب يعد بياناً فى منتهى الذكاء من جانب دول المقاطعة الأربعة، خاصة أن هناك انحيازًا واضحًا لقطر منذ اندلاع الأزمة الخليجية الأخيرة، عندما صرح وزير الخارجية الأمريكى للصحفين فى الدوحة بعد توقيع مذكرة التفاهم بأن قطر طرحت آراء منطقية خلال هذه الأزمة، وتناسى وزير الخارجية الأمريكى الدور الذى لعبته قطر بمساعدة بلاده فى الاحتجاجات التى شهدتها ليبيا عام «2011»، وأدت إلى الإطاحة بنظام العقيد القذافى عندما قامت الولاياتالمتحدةالأمريكية بتزويد قطر بالصواريخ بشكل سرى لترسلها قطر إلى ليبيا فى الأيام الأولى من عام «2011» إبان الاحتجاجات، ولو كان استمر حكم الرئيس باراك أوباما لأمريكا حتى الآن، لدعم قطر فى الأزمة الحالية وفى أى شيء آخر تقوم به، ورغم أن البيان الاستباقى للدول العربية الأربع قد ثمن جهود الولاياتالمتحدةالأمريكية فى مكافحة الإرهاب وتمويله.. إلخ، إلا أنه ركز أيضاً على دأب السلطة القطرية على نقض كل الاتفاقات والالتزامات، وآخرها كان اتفاق الرياض «2013»، والذى أدى إلى سحب السفراء وعدم إعادتهم إلا عقب توقيع السلطات القطرية على الاتفاق التكميلى فى «2014» واستمرارها فى التدخل والتحريض والتآمر واحتضان الإرهابيين وتمويل العمليات الإرهابية ونشرها لخطاب الكراهية والتطرف، مما لا يمكن معه الوثوق فى أى التزام يصدر عنها تبعاً لسياستها القائمة دون وضع ضوابط مراقبة صارمة تتحقق من جديتها فى العودة للمسار الطبيعى والصحيح، وإذا كان البيان أكد على أن الدول الأربع مصرة على استمرار إجراءاتها الحالية ضد قطر إلى أن تلتزم السلطات القطرية بتنفيذ المطالب العادلة كاملة، إلا أن البيان يتضمن أيضاً تصريحًا ضمنيًا بأن هناك نوعًا من اللف والدوران من الجانب الأمريكى والقطرى للتدليس على أفعال قطر والضغط على الدول العربية بالرضوخ فى مقابل الرشوة للأمريكان خاصة أننا جميعاً نعلم أن أمريكا وأوروبا شركاء فى نشر الفوضى والإرهاب فى منطقة الشرق الأوسط كلها، وعلينا فى النهاية أن ننتظر. وللحديث بقية.. وتحيا مصر.