انتهت أيام العيد، ولكن التنافس بين أفلامه الخمسة لم ينتهِ بعد، فالأفلام تنوعت بين الكوميدى والأكشن وحتى «الفلسفى».. هذا التنوع شهد معه صعوداً وهبوطاً مفاجئاً لأبطالها. هروب اضطرارى: تقول الناقدة «ماجدة موريس»: «جمهور أفلام العيد عارف إن السقا مبخيبش أمله، وبرومو جواب اعتقال كان أوفر، فكم الضرب والمشاهد والعنف كانت كثيرة وغير مُقنعة، فنجم رمضان بالتالى انخفض لأنه نجح فى توليفة الشعبى والفتوة واللى بيضرب ويجيب حق الناس زى رفاعى فى الأسطورة ومعاه واحدة حلوة، لكن الذى قدمه رمضان فى جواب اعتقال جعل الجمهور يتراجع عن الذهاب له، خاصة أن برومو فيلم السقا كان أكثر احترافية». بينما يختلف الناقد «رامى عبدالرازق»، فيقول: «هروب اضطرارى فيلم بدون محتوى أو فكرة، والسيناريو فيه متواضع، مليء بمشكلات ترتبط بمنطقية الأحداث وكشف الغموض وإدارة الحبكة والحدوتة». فى النهاية «هروب اضطرارى»- كما يقول الناقد «محمود عبدالشكور»- قد تعامل مع توقعات الجمهور بشكل مناسب، فالفيلم مليء بمشاهد الأكشن، ولكن على قدر امتلائه بالممثلين وضيوف الشرف والمطاردات هنالك مشكلة فى السيناريو المليء بالثغرات فى بناء الحبكة، والتى أضرت بتفاصيل العمل، فتجد أموراً غير منطقية وثغرات بالجملة.. وفتحى عبدالوهاب هو نجم الفيلم الحقيقى. جواب اعتقال: يصف الناقد «رامى عبدالرازق» الفيلم بأنه «تافه» على جميع المستويات، ويضيف: «الفيلم يتصف بسذاجة غير طبيعية فى التعامل مع قضية الإرهاب وأيديولوجيا التطرف شديدة التعقيد، والبناء الدرامى لشخصية خالد الدجوى غير مفهومة، فهل هو الشخص الفقير المتمرد على طبقته؟.. أم الشخص المتدين الذى يحث أقرانه على الجهاد والقتل وسفك الدماء فى سبيل الله؟.. أم هو شخصية الإرهابى المتعافى والعائد من التطرف؟!.. ولا نعلم فى النهاية ما الذى يريد أن يقوله الفيلم». الأصليين: هو فيلم جيد سواء على مستوى الفكرة أو التنفيذ- كما تراه الناقدة «ماجدة خير الله» - وهو مُحترم، نوعية معينة من الجمهور تحب التأمل، رغم أن جمهور العيد معظمه من المراهقين الذين يأخذون «العيدية» ويريدون رؤية فيلم على هواهم، ف«هروب اضطرارى» كان مناسباً أكثر لهم.. و«الأصليين» عايز «روقان» وتأمل وبحث، وبالتالى يريد من الجمهور «استطعام الفكرة»، وهو ما لا يفهمه «جمهور العيد»، لكنى أتوقع أن «الأصليين» بعد العيد ه«يشد حيله»، فهو فيلم جيد ومُشجع .. والغريب أنه أفضل إيرادات من فيلم «هنيدى»، رغم أن جمهور العيد يميل أكثر إلى الأفلام الكوميدية أو الأكشن!. يرى الناقد «محمود عبدالشكور» أن «الأصليين» تجربة ومغامرة فنية فى العيد، وبه عدة مشكلات فى السيناريو، تحديداً فى الثُلث الأخير منه، لكن الفيلم على مستوى الصورة والمشاهد التى صورها «مروان حامد» مُبهر فنياً، وفى رأيه هو أفضل فيلم فى العيد من الناحية الفنية. «الأصليين» مشكلته- كما يقول عنها الناقد «رامى عبدالرازق»- تكمن فى توقيت عرض غير مناسب، فالعيد معروف أنه موسم خفيف، أما المشكلة الثانية فهى أنه فيلم بدون نجوم وسط موسم لا يعترف إلا بالنجوم، بالرغم أن «الصاوى» و«الكدوانى» من أهم الممثلين، ولهما شعبية كبيرة، ولكن غير مناسبين لجمهور العيد، والذى يبحث عن نجوم بمعايير جذب خاصة مثل «السقا» و«رمضان» و«تامر حسنى» فهو فيلم نخبوى ودخلته زى ما خرجت منه. عنتر ابن ابن ابن ابن شداد: الناقد «محمود عبدالشكور» يرى أن: «الفيلم للأسف إفلاس، فهو يستخف بعقول الجمهور، حتى الحقبة التاريخية التى اختارها هنيدى لأحداث فيلمه تعامل معها بإفيهات مش بتضحك، وهنيدى كان أكثر تألقاً فى إعلانات رمضان عن الفيلم نفسه!.. شيء مؤسف!.. ولقد كنت وحدى فى القاعة أشاهد الفيلم، وكأن الجمهور يرسل لهنيدى رسالة بأنه أصبح يستخف به فى السنوات الأخيرة، فهنيدى مثل محمد سعد، الاثنان موهوبان فنياً، لكنهما يستسهلان ما يقدمانه للجمهور، والهزار يختلف عن الكوميديا». تصبح على خير : «تامر حسنى» كالعادة يقدم نفسه بنفس الأسلوب والأداء.. هذا ما قالته الناقدة «ماجدة خير الله»، وتضيف: «التكرار ضد الفنان دائماً، فتامر منذ سبع سنوات يقدم نفس شخصية الشاب الهوائى، بتاع الستات واللى بيتدلع من أيام عمر وسلمى.. أصبح تامر شيئًا سخيفًا!.. ولو النجم- أياً كان- لم ينتبه إلى تغير فى الإيرادات والاختيارات سيضيع، فالناس بتدخل الفيلم متوقعة هتشوف إيه الجديد، والمراهقون الذين كانوا يشاهدون تامر حسنى قد انتهوا من الدراسة الجامعية واتجوزوا، بالتالى المُراهق سيقبل الدلع والهجص من شاب فى سنهم زى أحمد مالك لكن مش من تامر حسنى الذى اقترب من سن الأربعين»!. السقا ورمضان : الناقدة «ماجدة موريس» تقول عن أسباب صعود «هبوط اضطرارى» عن «جواب اعتقال» لأن «السقا» أهم نجم لأفلام الأكشن حتى الآن، بينما «رمضان» نجمه صعد فى الأكشن منذ عامين فقط!.. و«السقا» له تاريخ قديم فى الأكشن عن «رمضان» الذى أقحم فى فيلمه الجديد النزعة السياسية، والتى لا تهتم بها شريحته المُقبلة على أفلامه القديمة. تقارن الناقدة «ماجدة خير الله» بين «رمضان» و«السقا» بأن ما يميز الأخير أنه لا يدعى طرح قضايا، بمعنى عدم إقحام أى قضية سياسية عن الإرهاب ومكافحة التطرف لأن الناس قد سئمت من هذا الحديث، مما ساهم فى نجاح «هروب اضطرارى» أكثر.. كما أن «جواب اعتقال» لم يُصنع بالشكل الفنى المناسب، وهو ما أضر بشعبية «رمضان»، ف«المُباشرة» و«الصوت العالى» تتسبب فى نتائج سلبية فى نهاية الأمر . الناقد «محمود عبدالشكور» له رأى مختلف، فالإيرادات حساباتها ليس لها علاقة بالمستوى الفنى للفيلم، فجمهور العيد له طبيعة خاصة و«مش عايز فيلم ثقيل»، فهو ينتظر الأكشن بالقدر المبهر، و«هروب اضطرارى» ناجح فى هذا أكثر من «جواب اعتقال»، فنجد مطاردات ومشاهد أكشن مبتكرة سواء بالحصان أو بالموتوسيكل!.. برأيى «رمضان» لم ينتهِ، فالجمهور مُتقلب، ونحن ليس لدينا دراسات للجمهور أو عينة نستطيع منها قياس اتجاهاته. الناقد «رامى عبدالرازق» يُنهى الحديث بقوله إن الجمهور لايريد «رمضان» المُصلح الاجتماعى، فهو يقدم فى فيلمه آيات قرآنية ونقاشات أيديولوجية وخُطباً عن الدولة والدين بمشاهد أكشن قليلة، فجمهور «رمضان» لا يفهم سياسة ولا يريد تنظيراً سياسياً وخطباً عصما .. والجمهور كان يتوقع أن يدخل «جواب اعتقال» ليجد شخصية «رمضان» تقاتل بالأسلحة فى الحارة الشعبية، ويأخذ منه الجُمل والإفيهات، لكن جاء توقعه العكس، لهذا جاء فيلم «جواب اعتقال» أشبه بأفلام «مكافحة الإرهاب التوعوية»، والتى كانت تقدم خلال موجة الإرهاب فى أواخر الثمانينيات والتسعينيات، فجمهور العيد يحب «البطل الشجيع»، الذى يقفز بالموتوسيكل ومعه حبيبته، فهو جمهور لا ينشغل ب«الحدوتة» بقدر انشغاله ب«ضرب النار».