فرضت التطورات المتسارعة للأحداث فى المنطقة العربية فى ضوء الأزمة القطرية وتداعياتها؛ نفسها على جدول أعمال اللقاء الذى جمع الرئيس عبدالفتاح السيسى بالملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البحرين، والذى استمر قرابة ساعتين؛ حيث تضمن اللقاء الذى جرى يوم الخميس الماضى ترتيبات «مصرية - بحرينية» تتم بلورتها حاليا لمواجهة النفوذ الإيرانى، والحد من الأنشطة الإرهابية التى تدعمها دولة قطر فى المنطقة؛ خصوصا أنها تأتى بعد أيام قليلة من القرار الجماعى بقطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر لتمويلها جماعات إرهابية وتهديدها للأمن القومى العربى والخليجى. قالت مصادر دبلوماسية لروزاليوسف إن لقاء الرئيس المصرى وملك البحرين تناول آليات اتخاذ خطوات تصعيدية فى ظل تقارب طهرانوالدوحة والتصدى للتمدد الإيرانى فى منطقة الخليج العربى، مشيرة إلى وجود أدلة وقرائن لدى المنامة تفيد بأن قطر قد خططت لزعزعة نظام الحكم فى المملكة بالتنسيق مع إيران. كان الملك حمد بن عيسى وصل إلى القاهرة قادما من جدة بعد لقائه بالعاهل السعودى فى وقت كان من المنتظر انعقاد قمة خليجية «استثنائية» فى حضور أمير قطر فى حال موافقته على الشروط العشر التى وضعتها المملكة العربية السعودية للمصالحة، أهمها التزام الدوحة بوثيقة الرياض التى وقع عليها تميم فى 2014. غير أن الدول الثلاث «السعودية، والإمارات، والبحرين» لم تر أهمية فى انعقاد القمة قبل التزام قطر بالمطالبات السعودية وتنفيذها ومن ثم تنظر الرياض فى عودة العلاقات مع الدوحة تدريجيا خلال عام. من جانبه قال السفير علاء يوسف المتحدث باسم الرئاسة إن اللقاء تطرق إلى مختلف جوانب العلاقة بين البلدين؛ حيث بحث الجانبان عددا من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك، منها القرار الجماعى بقطع العلاقات مع قطر؛ حيث أكد الزعيمان أن هذا القرار جاء بعد تمسك وإصرار قطر على اتخاذ مسلك مناوئ للدول العربية، وبعد أن فشلت محاولات إقصائها عن دعم التنظيمات الإرهابية، فضلا عن إصرارها على التدخل فى الشئون الداخلية لمصر والبحرين والدول العربية بصورة تهدد أمنها واستقرارها وتضر بالأمن القومى العربى ووحدة الدول العربية. وأشار المتحدث الرسمى إلى أن الرئيس السيسى أعرب لجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة خلال اللقاء عن امتنانه لمنح مستشفى سرطان الأطفال مصر «57357» جائزة «عيسى لخدمة الإنسانية» تقديرا لما يقوم به المستشفى من عمل إنسانى فى معالجة أطفال مصر والدول العربية.
