الجمهور دائما كان القادر على رفع معنويات لاعب أو فقدانه التركيز فى الملعب بالهتاف، الآن غاب الجمهور عن الملعب وأصبحت المدرجات هناك فى السوشيال ميديا ما بين «فيس بوك» و«تويتر». لاعب قد يعلو نجمه وآخر قد يتهم بأشياء غير واقعية لمجرد أن صفحة الفيس بوك لم ترض عنه، فأصبح «التحفيل» حسب لغة السوشيال ميديا هو الحرب النفسية على اللاعبين. الهجوم والهجوم المضاد قد يكون من فريقين متنافسين أو من جمهورهما، لكن الغريب أن الهجوم قد يكون من جمهور السوشيال ميديا على لاعب فى فريق لصالح لاعب آخر فى ذات الفريق لإبعاده عن التشكيل، حتى وصل الأمر إلى حد الاتهامات بين اللاعبين بأن هناك من يدعم هذه الصفحات ويوفر مرتبات للقائمين عليها، ووصل الأمر إلى تصيد أخطاء اللاعبين، ومؤخرا نشرت إحدى الصفحات لفظا خارجا لأحمد الشناوى حارس مرمى الزمالك فخرجت صفحة تدافع عنه وأخرى تهاجمه، والصفحة المؤيدة معروفة بوقوفها فى صف الحارس دائما والصفحة التى هاجمته معروفة بالوقوف بجوار محمود عبدالرحيم جنش الحارس الثانى للفريق. الأمر ذاته مع التوءم حسام وإبراهيم حسن وخاصة فى واقعة الاعتداء على أحد المصورين والقضية الشهيرة، فرغم اعتراف العميد بأنه أخطأ، خرجت علينا صفحة مؤيدة له لتدافع دون إعطاء فرصة للوم، وهناك صفحة أخرى مهما كان مستوى النادى المصرى تهاجمه وكأن وظيفتها الهجوم على المصرى ومديره الفني. الكرة فى الأصل للجماهير، فمن أجلها تلعب كرة القدم، لكن هل يمكن أن تصبح هذه الصفحات بورصة إعلامية ومزادات للهجوم والهجوم المعاكس على اللاعبين؟! هناك لاعبون أصبحوا يؤسسون صفحات باسمهم لتدافع عنهم، خاصة أن أندية كثيرة تمنع اللاعبين من التصريحات الإعلامية، وهناك لاعبون ينفون صلتهم بالصفحات ويرفضون أن تسمى باسمهم فتكون محبى «فلان» أو ألتراس «فلان» حتى لا تحسب آراء الصفحة عليه. بعض الصفحات فى كثير من الأحيان يكون لها تقييم بعيدا عن كرة القدم للاعب، فقد تتحدث عن تسريحة لاعب وتنتقده فيها، وقد تتجاهل نفس التسريحة للاعب آخر بنفس الفريق. القائمون على هذه الصفحات يقومون بعمليات شحن وشحن مضاد وكأنها معركة سياسية وليست كرة قدم. قريبا يمكن أن نرى على سبيل المثال جماهير الأهلى جبهة فلان وجبهة فلان وجماهير الزمالك جبهة فلان وفلان وكأنها أحزاب سياسية وانقسمت على نفسها. لا يمكن أن نصبر على هذا لنستيقظ على بورسعيد جديدة أو دفاع جوي، وليس معنى هذا مصادرة الصفحات أو التصدى للقائمين عليها، لكن أن نبتعد عن الشحن والشحن المضاد الذى يفرق ولا يجمع وأن يكون العمل إيجابيا عبر هذه الصفحات ليعود الجمهور إلى مقاعده الأساسية فى التالتة يمين والتالتة شمال وعاشقى الدروايش وأبناء المحلة وغيرهم. من هذه الصفحات على سبيل المثال لا الحصر صفحة المختلط 1911 والتى تنتقد باسم مرسى على طول الخط سواء أجاد أو أساء، وأيضا تدافع عن غيره حتى لو لم يلعب من الأساس. فهناك صفحة وجدت لتدافع عن صالح جمعة لاعب وسط الفريق حتى لو لم يشارك حتى على دكة البدلاء. الأزمة أيضا أن لاعبين بالأهلى والزمالك بدأوا فى توجيه الاتهامات لبعضهما البعض بأنهم وراء هذه الصحفات وأن بعضهم يقدم لها الدعم المالي. معظم هذه الصفحات لا تخلو فى حالات الحملات الممنهجة على بعض اللاعبين من السب والقذف بالأم والأب وتفتح بورصة للمزايدة على التطاولات وكأنها مراهنات لإخراج لاعب عن تركيزه لصالح غيره والعكس كذلك.