أثارت صفحة «تحت الأرض» أو «underground» على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» فزع المصريين والرأى العام مؤخرا، وتباينت ردود الفعل حول ماهية الصفحة والقائمين عليها، وعلاقة الصفحة بأحداث التفجيرات الأخيرة التى شهدتها كنيستا طنطاوالإسكندرية، خاصة بعد أن نشرت الصفحة بعض الشفرات والطلاسم التى ربط عدد من المحللين بينها وبين التفجيرات الإرهابية، إذ وقعت التفجيرات بعد أن نشرت الصفحة منشوراً جاء فيه «ابدأ الإشارة.. الخادم رقم 9.. تحقير وتفجير.. نراكم فى الشمال على البحر المتوسط.. أرض المدخل والمفترق الطرقى بيننا وبينكم.. صليب محروق من النهر فى بابل إلى نهر الشمال». «تحت الأرض» أطلقت على نفسها «عبدة الشيطان» وادعى القائمون عليها أنهم سيخرجون قريبا، وينشرون بعض الفيديوهات والصور المرعبة، وكذلك الطقوس الشيطانية والطلاسم والتعويذات. وفسر المحللون والمتابعون للسوشيال ميديا تلك العبارات باعتبارها شفرة، تعنى أن المدخل مقصود به الإسكندرية، والمفترق طنطا، والخادم رقم 9 يدل على تاريخ تنفيذ العمليتين الإرهابيتين فى 9 أبريل، والصليب المحروق يدل على حرق الكنائس، ومن النهر فى بابل إلى نهر الشمال، تعنى من قيادة تنظيم «داعش» الإرهابى فى العراق إلى القيادة فى مصر، الأمر الذى تأكد بعد أن نشرت الصفحة عقب الحادث صور آثار الانفجارات مصحوبة بتهديدات لضربات أخرى من خلال منشور جاء فيه: «فنيت قبلكم الكثير وسفكت دماء الملايين.. دائما نحن المخيرين المتمردين على الصانع.. لم تكونوا محور الكون ولستم أول الخلق.. النور بدأ بضرب أرضكم وسوف تغزوها احتفالاتنا بدمائكم.. لوسفير متعطش للمزيد». ورغم إعلان وزارة الداخلية القبض على بعض مسئولى تلك الصفحات، فإنهم مازالوا مستمرين فى نشر شفراتهم، حيث تم مؤخراً نشر شفرتين باللغة العربية، ومن خلال العديد من المتخصصين فى اللغات ورجال الدين والخبراء التشكيليين، كانت النتائج مذهلة، إذ تتخذ صفحات «تحت الأرض» من لوحة الفنان التشكيلى إليفاس ليفى، الذى رسمها عام 1865، والمسماة «بافوميت»، شعاراً لها، وهو مصطلح تداول أثناء محاكم التفتيش فى القرن الرابع عشر أثناء محاكمة فرسان الهيكل، وكان يدل على عبادة الأوثان أو الشيطان، و«بافوميت» هى «معزة خنثى» لها ثديان دليل الأنوثة، وقرنا جدى علامة للذكورة، وتظهر فوق رأسها شعلة من النار تدل على الحكمة والاستنارة، بينما وضع على صدرها صليب تتوسطه بقعة دماء، دليل على فساد العقيدة المسيحية، تلك الماعز التى يحملها فرسان الهيكل المسيحيون فى دلالة على أنهم أصبحوا يعبدون الشيطان ويتحكم فيهم ويضلهم، واتخاذ صفحات «تحت الأرض» الصورة رمزا، أمر مريب، فهل هم مسيحيون متطرفون يرون أن القيادة الكنسية أصبحت وثناً يعبده المسيحيون أم أنهم حقاً عبدة للشيطان الذى تمثله المعزة «بافوميت». وبواسطة بعض المحللين وعلماء اللغة، تم تفسير شفرة أخرى تقول: «الخادم رقم 9 ابدأ الإشارة حرق دامى وتحقير مدينة أبيدوس أخيتاتون سنسفه متقن بالسرقحوط أين أست بركتى كه موسى مرد حدة قبل از مركش قوم داد حدواند ازكواه سينا أمد أو أز كوه سعير طلوع كرد واز كوه فاران درخشيد داهاه هزار فرشته همرأه أو بودوند وأتشيمشتعل در دست راست لو»، فالعبارة كتبت بخليط من اللغة الفارسية والأرامية، وتمت صياغتها نطقاً باللغة العربية، و«أبيدوس أخيتاتون» مدينتان، الأولى «أبيدوس» تقع غرب البلينا فى محافظة سوهاج، وكانت إحدى المدن القديمة بمصر العليا، ويطلق عليها «العرابة المدفونة»، أما «أخيتاتون» تعنى أفق قرص الشمس، وهى مدينة قديمة يطلق عليها حاليا «تل العمارنة» بمحافظة المنيا، وتقع شرق النيل، أما الشفرة فتعنى: «مثل البركة التى أخذها الأرقط موسى عند طلوعه على جبل سعير سيناء وجبل فاران واشتعلت من عن يمينه نيران الشريعة ومعه عشرة آلاف من الملائكة»، وهى مأخوذة من إحدي آيات العهد القديم فى سفر التثنية ونصها: «وَهذِهِ هِيَ الْبَرَكَةُ الَّتِى بَارَكَ بِهَا مُوسَى، رَجُلُ اللهِ، بَنِى إِسْرَائِيلَ قَبْلَ مَوْتِهِ، فَقَالَ: جَاءَ الرَّبُّ مِنْ سِينَاءَ، وَأَشْرَقَ لَهُمْ مِنْ سَعِيرَ، وَتَلأْلأَ مِنْ جَبَلِ فَارَانَ، وَأَتَى مِنْ رِبْوَاتِ الْقُدْسِ، وَعَنْ يَمِينِهِ نَارُ شَرِيعَةٍ لَهُمْ». وتتحدث الآية عن رفض اليهود للشريعة عندما نزلت عليهم فى جبل فاران وقبلوها عندما نزلت على موسى فى جبل سعير فى سيناء وأشرقت عليهم من سيناء، وبالربط بين هذه الشفرة وحوادث التفجير، فالأمر يعنى أن العمليات الإرهابية سوف تشرق من سيناء إلى المنطقة الواقعة بين مدينتى أبيدوس وأخيتاتون، أى أن العمليات سوف تنتقل من سيناء إلى الصعيد، وسوف تتم بنفس طريقة التفجيرات للخادم رقم 9 الذى نفذ حادثتى الإسكندريةوطنطا، وقد تكون تلك العمليات موجهة نحو بعض الأديرة التى تمتلئ بها تلك المنطقة. وفى الشفرة الثانية «لوسفير متعطش للدماء.. سيكتمل الهرم 666.. الخادم رقم 18» وفك تلك الشفرة كان الأسهل ف«لوسفير»، هو اسم الشيطان باللغة اللاتينية فى الإنجيل، ومعناه «زهرة بنت الصبح»: «كَيْفَ سَقَطْتِ مِنَ السَّمَاءِ يَا زُهَرَةُ، بِنْتَ الصُّبْحِ، كَيْفَ قُطِعْتَ إِلَى الأَرْضِ يَا قَاهِرَ الأُمَمِ»، أما الرقم 666، يرمز إلى الشيطان فى سفر الرؤيا: «هُنَا الْحِكْمَةُ! مَنْ لَه فَهْم فَلْيَحْسُبْ عَدَدَ الْوَحْشِ، فَإِنَّه عَدَدُ إِنْسَانٍ، وَعَدَدُهُ: سِتُّماِئَةٍ وَسِتَّةٌ وَسِتُّونَ»، أما الرقم 18 فهو رقم البابا تواضروس، فهو البابا 118 فى تعداد بطاركة الإسكندرية والشفرة هنا لا تحتاج إلى تفسير.