كشف وزير التربية ووزير التعليم العالى الكويتى د.محمد الفارس، منذ أيام، أنه أعطى تعليمات لبحث ووضع الخطوات الإجرائية مع السفارة الفلسطينية فى الكويت لاستقدام المعلمين الفلسطينيين، على أن يتم الانتهاء من الإجراءات اللازمة ليتم الاستعانة بهم خلال هذا العام، خاصة أن الوضع مع المعلمين الفلسطينيين قد يتطلب إجراءات خاصة وعند الانتهاء منها سيتم استقدامهم والاستفادة من خبراتهم. الأسبوع الماضى أعطت وزارة الداخلية الكويتية، ممثلة بالإدارة العامة لشئون الإقامة الضوء الأخضر لوزارة التربية للتعاقد وجلب مدرسين فلسطينيين للبلاد من حملة جواز سفر السلطة الفلسطينية، وإمكانية عمل إقامة لهم بالبلاد بحسب حاجة الوزارة أسوة بما هو معمول به لبقية الجنسيات العربية الأخرى وفق قانون إقامة الأجانب بالبلاد، وهو ما يعنى إزالة العقبة الرئيسية التى كانت تحول دون الاستعانة بالمعلمين الفلسطينيين نظراً لوضع ما يسمى ب «القيود الأمنية» عليهم. وقالت إدارة شئون الإقامة فى ردها على كتاب وزارة التربية التى طلبت فيه إفادتها بإمكانية جلب مدرسين فلسطينيين من حملة جواز سفر السلطة الفلسطينية ومدى إمكانية عمل إقامات لهؤلاء المدرسين من حملة ذلك الجواز بالبلاد أسوة بالمقيمين العرب: إنه بعد قرار نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الصادر فى شهر أكتوبر الماضى الخاص بالسماح بمعاملة الفلسطينيين حملة جواز السلطة الفلسطينية من المقيمين بالبلاد كبقية الوافدين العرب من حملة الجوازات العربية الأخري، من حيث الإقامة بالبلاد على ذلك الجواز، وإمكانية إلحاق الأبناء والزوجة من حملة نفس الجواز على المقيم بصفة التحاق بعائل، بعد أن تم اعتماد ذلك الجواز بشئون الإقامة وبرمجة النظام على ذلك تمهيداً لمنحهم إقامات سارية، فلا يوجد ما يمنع أن تقوم وزارة التربية من استقدام مدرسين من حملة جواز سفر السلطة الفلسطينية بناء على رغبتكم وحسب احتياجاتكم، وفق قانون إقامة الأجانب وبالتالى إمكانية عمل إقامات نظامية لهم بالبلاد. فى المقابل وفى ظل الهجمة التى تعرضت لها الجالية المصرية على مدار الشهور الماضية، غابت السفارة المصرية كعادتها عن المشهد ورفعت شعار «لا أرى لا أسمع لا أتكلم»، وحتى عندما منعت وزارة الداخلية الكويتية المصريين من الاحتفال بفوز مصر فى مباريات بطولة الأمم الأفريقية الأخيرة، عبر أكثر من بيان يهدد ويتوعد الجاليات المقيمة بالإبعاد فى حال الاحتفال بفوز فرق بلادها، وهو القرار الذى استهدف بشكل واضح الجالية المصرية، اكتفت السفارة بإصدار بيان حثت فيه الجالية على عدم الاحتفال والامتثال للقرار، بينما أصيبت السفارة بالعمى والصمم عندما هاجمت النائبة صفاء الهاشم الجالية المصرية مرارا وتكراراً حتى إنها تطاولت على المعلمين المصريين واتهمتهم بأنهم وراء تخلف التعليم الكويتي، بل واتهمت التعليم المصرى بالتخلف، ولاذت السفارة بالصمت المطبق. فى هذا السياق جاء الرد من قبل المعلمين المصريين الذين أصدروا بيانا ثأروا فيهم لكرامتهم ولكرامة دولتهم بعدما تخاذلت سفارتهم. واشتمل بيان المعلمين المصريين على 10 نقاط إيضاحية، جاء فيه «طوال أسابيع مضت وأنت تؤذين مسامعنا ومشاعرنا بكل ما لا يسر ولا يطيب لأى وافد على أرض الكويت يعمل بشرف وجد واجتهاد ووقتها اعتبرنا ذلك شأنا داخليا يخص الكويت ولا يحق لنا التعقيب عليه، إلى أن صدمنا بالتطاول الصريح فى حق جمهورية مصر العربية وفى حق كل مصرى وافد على أرض الكويت، وللأسف كلامك مبنى على أباطيل وجهل بحقيقة الأمور والآن أصبح لنا حق الرد». وأوضح المعلمون «أن إجمالى عدد المعلمين حسب إحصائية وزارة التربية الأخيرة بلغ 61595 معلما ومعلمة منهم 37227 معلما ومعلمة كويتيون بنسبة %60 فيما بلغ عدد المعلمين والمعلمات الوافدين 24368 بنسبة %40 مما يشير إلى أن معلوماتك مغلوطة ولا نعلم إن كان ذلك عن قصد أو دون قصد». وأشاروا إلى أن «نتائج اختبارات تيمز الأخيرة التى أظهرت تدنى مستوى الطلاب فى الكويت طبقت على طلاب وطالبات الصف الرابع الابتدائى والمرحلة الابتدائية التى تم «تكويت» هيئتها التدريسية بنسبة تصل لأكثر من %80». وقالوا رداً على تطاول الهاشم على مصر بحجة أن مصر فى التعليم الأخير بأنه «كان على أساس البنية التحتية من عدد المدارس وكثافة الطلاب وجودة الأبنية التعليمية وعدم توفر الإمكانيات وتقنيات التعليم المختلفة نظرا للظروف الاقتصادية وليس على أساس مخرجات التعليم». وأضاف المعلمون: «إن معلمى مصر هم من علموا معلمينك الأوائل من الفلسطينيين، وبكل فخر مصر صدرت الآلاف من العلماء ونجوم الأدب والثقافة والسياسة ومازالت وستظل أكبر المصدرين فى كل تلك المجالات ولسنا فى حاجة لسرد أسمائهم فالعالم أجمع يعلمهم». وتابع المعلمون أن «المعلم المصرى المتواجد فى الكويت هو نفس المعلم المصرى المتواجد فى قطر والتى حصلت على المرتبة الرابعة عالميا فى التعليم، فكيف تقدمت قطر والإمارات على الكويت علميا؟!!». واختتم المعلمون بيانهم «نقول للنائبة الفاضلة الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها، كلنا إخوة عرب كفانا حقدا وكراهية وتشويها فى بعضنا البعض بالباطل».