أخيرًا وصل فيلم «الكنز» إلى محطة التنفيذ بعد السيطرة على الأزمات التى طاردته منذ لحظة الإعلان عنه كأضخم فيلم سينمائى مصرى بعد «الثورتين». فيلم «الكنز» هو باكورة أعمال رجل الأعمال أحمد أبو هشيمة فى السينما بمشاركة المنتج وليد جلال ورجل الأعمال كامل أبو على، وكانت النية تتجه إلى اجتماع النجمين أحمد السقا ومحمد رمضان فيه، لكن فجأة انسحب «السقا» لرغبته فى تجسيد شخصية على الزيبق وهى نفس الشخصية التى قدمها المخرج شريف عرفة لمحمد رمضان، ورغم الصداقة التى تجمع «عرفة» و«السقا» فإن المحاولات فشلت لإعادته واستقرت الأوضاع بترشيح النجم الكوميدى محمد سعد لدور «السقا» ويبدو أن اجتماع نجمى الشباك سيكون أهم حدث فى سينما 2017. الفيلم يشارك فى بطولته سوسن بدر وهند صبرى وهيثم أحمد زكى وأحمد رزق وروبى وأمينة خليل ومحيى إسماعيل ونهى عابدين وأحمد صيام. والآن وبعد الاستقرار على الأبطال بدأ المخرج شريف عرفة بالكشف عن الملامح الأولية للسيناريو الذى تدور أحداثه خلال 4 فترات وحقب تاريخية فى مصر بداية من العصر الفرعونى ومرورًا بالعصر المملوكى فالعثمانى ثم مرحلة السبعينيات، والفيلم يستعرض تاريخ الفساد وسطوة رجال الدين منذ الحكم المملوكى لمصر، وعبر العصور التالية وتأثيرها على السلطة والتعاملات المزيفة والسيئة مع الشعب، وكيفية إقحام الدين فى السياسة من أجل الحصول على مناصب، خصوصًا أن هناك رجال دين تعمدوا التلوين والتزييف فى هذه الحقبة الزمنية لكى يكونوا هم الأقوى ويحافظوا على مراكزهم. المخرج شريف عرفة يرى أنه حقق حلمه فى إخراج فيلم تاريخى بإنتاج ضخم، بطولة نجم الشباك محمد رمضان الذى حلم هو الآخر بالظهور بشخصية تاريخية. «رمضان» يجسد شخصية تحاكى الشخصية الشهيرة «على الزيبق» وهو الفارس الذى ظهر فى العصر المملوكى وكان ينتصر للفقراء على الأغنياء ويعيد الحقوق لأصحابها. أما محمد سعد بديل «السقا» فيجسد دور رئيس البوليس السياسى الذى يستخدم سطوة نفوذه وقوته ضد الشعب فى عهد الملكية فى الأربعينيات من القرن الماضى، إلى أن يزول حكم الملكية بعد ثورة يوليو من عام 1952 والتى بأثرها يبدأ الحكم الجمهورى فى مصر، ليحاكم أمام الرئيس محمد أنور السادات، على جرائمه. بينما تلعب سوسن بدر دور «فاطمة الفيومية» وهى شخصية تاريخية كانت تعيش فى مصر أثناء العصر المملوكى، وهى زوجة حسن رأس الغول وأم لأحد «الشطار» الذين ظهروا فى ذلك العصر، أما هند صبرى التى بدأت تصوير مشاهدها قبل أن يعود محمد رمضان الذى يقضى فترة التجنيد فى الجيش، والتى رفضت الإفصاح عن دورها فى الفيلم، ولكنها اعتبرت دورها مفاجأة لها ولجمهورها، لأنه دور ملحمى مختلف تمامًا عما قدمته من قبل. المخرج شريف عرفة والكاتب عبدالرحيم كمال بعد أن نجحا فى الجمع بين رمضان وسعد، أعادا القدير «محيى إسماعيل» للأعمال التاريخية وللسينما، حيث اختاره «عرفة» لتجسيد شخصية من الشخصيات المحورية، وهى «فرعون مصر». «روزاليوسف» توجهت للسيناريست عبدالرحيم كمال المعروف بكتابة القصص التاريخية ذات البعد الاجتماعى، بعد تألقه مع يحيى الفخرانى فى أعمال رمضانية مثل «دهشة» و«الخواجة عبدالقادر» و«شيخ العرب همام» و«ونوس» و«الرحاية» مع نور الشريف. «عبدالرحيم» قال إنه ربط بين الأربعة عصور بفكرة واحدة هى العصب الذى يقوم عليه فيلم «الكنز»، وهو ما سيقرأه المشاهد خلال العرض فى السينما. وأضاف: لم يؤثر تبديل الممثلين خلال اختيار الأدوار على السيناريو، لأن القصة لم تكتب على مقاس شخص بعينه، لكن تم الاختيار حسب ما هو موجود بالقصة وليس العكس. وأوضح عبدالرحيم أن حصره فى أن كتاباته تخص الصعيد فقط، ليس منصفًا، فعلى سبيل المثال فيلم «على جنب يا أسطى» بطولة أشرف عبدالباقى لم يكن له علاقة بالصعيد، مشيرًا أن سيناريو فيلم «الكنز» لا يتطرق إلى صعيد مصر فى أى جزء فيه. مؤلف فيلم «الكنز» كشف أن الفيلم يتكون من جزءين وأن الجزء الثانى من الفيلم لن يكون مغايرًا عما سيأتى فى الجزء الأول مؤكدًا أن الجزئين مكملان لنفس القصص التاريخية.