(فيدرير) فاز ببطولة أستراليا المفتوحة، إحدى البطولات الأربع العظمى نسخة 2017. قبل نحو عشر سنوات كان مثل هذا الخبر عاديا جدا وغيره صدمة لعشاق (المايسترو)، لكنه الآن معجزة. فيدرير انتزع اللقب من غريمه التقليدى الإسبانى (رافاييل نادال) وأكثر المتفائلين من عشاق فيدرير كان يتمنى الرحمة فى هزيمته، ذلك أن اللاعبين التقيا 33 مرة، فاز نادال فى 22 لقاء وفاز فيدرير فى 11 مرة. الثنائى الرهيب يمثلان الكلاسيكو الأهم والأغلى والأقوى فى تاريخ اللعبة على مر العصور، ولقاؤهما الأخير فى نهائى إحدى بطولات (الجراند سلام) - الأحد الماضى - كان الحلم الذى انتظره عشاق اللعبة منذ سبع سنوات وبدا عصيا عليًّ أن يتحول لواقع فى ظل توحش تسونامى التنس الصربى (نوفاك جوكوفيتش)، والقلب الشجاع البريطانى (آندى موراى). (فيدرير) دخل نهائى أستراليا المفتوحة كأحد المعمرين القلائل جدا فى تاريخ اللعبة - 35 سنة - ومنذ حوالى 8 سنوات يلعب متحررا من ضغوط التصنيف العالمى، يراهن فقط على اصطياد بطولة جراند سلام يرفع بها الرقم القياسى المسجل باسمه من 17 إلى 18 ليصعب كسره خاصة أنه قبل ثلاث سنوات فقط كان نادال قد حقق البطولة رقم 14 فى الجراند سلام. نادال دخل النهائى بطموح استعادة مستواه المفقود ومجده المنهار بشكل مؤسف منذ عامين، مستوى (الماتادور) الإسبانى كان يعانى من نوبة هبوط حاد فقد معه كامل عرشه واستسلم عشاقه إلى أنه لن يعود أو ستكون له قيامة جديدة بعد أن فقد آخر وأهم حصونه فى (فيليب شاتريه) تحفة رولان جارون البطولة الأكثر رومانسية فى العالم، فاز بلقبها 9 مرات، لم يخسر خلالها سوى مباراة واحدة فقط، وفى نهائى أستراليا بدت البطولة نظريا وبالأرقام ذاهبة ل (الماتادور) فهو الغريم الذى طبق سيناريو الأهلى والزمالك بحذافيره مع فيدرير، فيدرير نكل بالجميع، ونادال حرفيا أذله. كثيرون يعتبرون أن الحظ كان فى أعلى درجات كرمه مع (فيدرير) لحظة احترافه، التصنيف العالمى مرتبك بالنسبة للمصنف الأول والثانى، الملاعب بأنواعها كانت تعيش مخاض ولادة ثنائى يغطى اعتزال الثنائى الأمريكى الأسطورى (بيت سامبراس) - المصنف رقم واحد - (وأندريا أجاسى) - المصنف الثانى، الفراغ نفسه شمل بقية قائمة العشرة الأوائل، وهذا ما أعطى المساحة والمجال كاملا أمام فيدرير، الذى رفضه التجنيد السويسرى لأنه غير لائق طبيا، ليس فقط لتصدر التصنيف وإنما لتأميم اللعبة، تصدر التصنيف العالمى 237 أسبوعاً متتالى، فاز بذهبية زوجى الرجال أولمبياد بكين 2008، وفضية الفردى فى أولمبياد لندن 2012، فاز بجائزة اللاعب المفضل لدى مشجعى موقع رابطة المحترفين ATP12 مرة على التوالى، وجائزة (ستيفان إديبرج) للروح الرياضية التى يتم التصويت لها من اللاعبين 10 مرات، جائزة (آرثر آش) الإنسانية مرتين، جائزة (لوريوس) العالمية عن أفضل رياضى فى العالم أربع مرات متتالية وهو رقم قياسى، لقب ب(إكسبريس) اختصارا للتعبير عن البنك الاحتياطى الفيدرالى أو فيديكس. وفيما احتكر فيدرير التنس كان نادال يصنع أسطورته على الملاعب الترابية - قطة ضعف فيدرير - حتى صار ملكها عبر التاريخ، وراح يمارس هوايته فى تحطيم الأرقام القياسية، فهو صاحب الرقم القياسى فى الفوز متواليا على الملاعب الترابية برصيد 81 انتصاراً وكان الرقم القياسى 53، أى أنه ظل 5 سنوات كاملة بلا هزيمة على الملاعب الترابية، حتى أوقفه فيدرير فى نهائى بطولة هامبورج للماسترز فى نسختها الأخيرة حيث تم استبدالها ببطولة شنغهاى، صاحب الرقم القياسى فى الفوز ببطولات الماسترز فئة 1000 نقطة، فاز بذهبية بكين 2008، كون مع فيدرير الكلاسيكو الأقوى فى تاريخ اللعبة، وأصبح عقدة مروعة للمصنف الأول حتى أزاح فيدرير عن صدارة التصنيف، توالت عليه الألقاب التى تعكس قوته النفسية وصموده المبهر، واللياقة البدنية الفذة منها «الماتدور». فيدرير هو صاحب أعلى رصيد مالى من بين لاعبى التنس، حيث زادت قيمة جوائزه على 80 مليون دولار أمريكى، كان أول تنس، سيدات ورجال فى تاريخ اللعبة، الذى يكسب أكثر من 50 مليون دولار من الجوائز، وظل فى هذا التفرد حتى تلاه نادال فى قائمة أكثر عشرة لاعبين دخلاً فى العالم، والاثنان يسبقان ميسى ورونالدو. كيف استمر فيدرير وعاد نادال إلى أن التقيا فى نهائى أستراليا المفتوحة 2017؟ - فيما جرى التسليم بأن رافاييل نادال قد أنهى أسطورة فيدرير، ثم جاء الصربى «نوفاك جوكوفيتش» ليحطم أسطورة نادال، حتى إن مدربه قال إن رافا يحتاج الدخول فى مواجهات نارية مع المصنفين العشرة الأوائل حتى يستطيع مجاراة «نوفاك»، عاد الجريحان عندما استعانا بمدربين اكتشفا علة كل منهما وسبب انهيار مستوى اللاعبين، كلاهما احتاج أن يعرف أن هناك شيئًا اسمه «فن إدارة المجهود»، فيدرير حريف مزاجنجى لا يحتمل الضغط النفسى، صعب عليه العودة فى المباراة إذا تقدم عليه منافسه، ينهار لضياع نقطة، نادال كل اللاعبين حفظوا طريقته، يقاتل بشراسة كبيرة على كل نقطة مهما كان الفارق كبيرًا لصالحه، ضرباته اللولبية فقدت تأثيرها، ضعفه فى الهجوم جرأ عليه غير المصنفين. سويسرا لم تعد فقط دولة البنوك والرفاهية والرولكس، وإنما الدولة التى أنجبت «فيدرير»، فوضعت صورته على طابع البريد بينما كان عمره 24 سنة، وهو الذى أرشد نادال لأهمية العمل الخيرى، وإسبانيا صنفت «نادال» كأفضل رياضى فى تاريخها، ومنحته درة ألقابها «أرمادا» اسم الأسطول البحرى الإسبانى الذى روع العالم كله فترة طويلة فى أزمنة سحيقة، ولو كان «فيدرير» قد اعتزل عند الثلاثين، أو فشل «نادال» فى العودة إلى منصات التتويج، فذلك لم يكن ليغير ما بدا راسخا عن عشاق اللعبة، الذين يجمعون على أن لقب أفضل لاعب فى تاريخ اللعبة على مر العصور يتأرجح بين اللاعبين، والأغلب أنه إذا تم إعداد قائمة لأفضل عشرة لاعبين فى تاريخ التنس فإن فيدرير سيتصدرها، يليه نادال فى المركز الثانى. فيدرير - أنشأ مؤسسة فيدرير الخيرية لمساعدة الفقراء. - فى 2005، باع المضرب الذى فاز به ببطولة أمريكا المفتوحة فى مزاد علنى، خصص المبلغ لمساعدة ضحايا إعصار كاترينا، وخلال بطولة إنديان ويلز للماسترز، رتب مباراة خيرية تجمع كبار نجوم ونجمات التنس، ذهب عائدها إلى ضحايا تسونامى، وأخرى خصص العائد لضحايا زلزال هايتى. - تم تعيينه سفيرًا للنوايا الحسنة من قبل اليونيسيف وظهر فى إعلاناتها الخاصة برفع مستوى الوعى العام بمرض الإيدز، واختاره المنتدى الاقتصادى العالمى «قائد الشباب العالمي». نادال - شارك فى مشروع غرس «مليون شجرة للملك» فى تايلاند. - إنشاء مؤسسة نادال التى تهتم بالطفولة والشباب يقول نادال: «أنا أفعل كل ما بوسعى وأننى مدين للمجتمع لمساعدتهم لي». - شارك إيكر كاسياس فى حملة دعائية لمكافحة الملاريا لصالح الصليب الأحمر. - أنشأ أكاديمية ومدينة رياضية فى أنانتابور الهندية الفقيرة.