فى احتفالية كبيرة ملأتها المشاعر من أسر الخريجين قرر المعهد العالى الدولى للإعلام بأكاديمية الشروق تسمية دفعته الأخيرة من الخريجين دفعة «روزاليوسف»، وخصص كبرى قاعاته باسم المؤسسة تقديرًا لتاريخها الصحفى لمدة أكثر من تسعين عامًا فى خدمة القضايا الوطنية. وأعلن رجل الأعمال محمد خميس فريد، رئيس مجلس أمناء الأكاديمية هذه اللفتة الكريمة فى حفل التخريج الذى حضره الكاتب الصحفى محمد عبدالقدوس، حفيد فاطمة اليوسف مؤسسة المجلة، وعبدالصادق الشوربجى رئيس مجلس إدارة «روز اليوسف» وإبراهيم خليل رئيس تحرير المجلة.
وأقيم الحفل بقاعة الاحتفالات الكبرى فى مدينة الشروق بالقاهرة، بحضور الهلالى الشربينى وزير التربية والتعليم والتعليم الفنى واللواء أبوبكر الجندى رئيس الجهاز المركزى للمحاسبات واللواء خالد سعيد محافظ الشرقية وعدد من كبار الإعلاميين. وتضم الأكاديمية ثلاثة معاهد هى: المعهد العالى للهندسة والمعهد العالى للحاسبات وتكنولوجيا المعلومات والمعهد الدولى للإعلام. وقال المهندس عبدالصادق الشوربجى رئيس مجلس إدارة روزاليوسف إن أسرة «روزاليوسف» تقدر هذه اللفتة الكريمة، وتعتبرها مبادرة طيبة من قبل الأكاديمية، مؤكدًا أن أبواب المؤسسة ستبقى مفتوحة لتدريب خريجى الأكاديمية من المتفوقين علميًا والموهوبين. وأضاف أن «روزاليوسف» ستظل مدرسة الموهبة فى الصحافة المصرية، التى تجدد دماءها دائمًا بالكوادر الشابة المبدعة، ممن يجدون فيها صحافة حديثة متطورة تستوعب الأفكار الجديدة والمبتكرة. وفى كلمة ألقاها على هامش الحفل قال خميس فريد إن المؤسسات الصحفية القومية هى التى تصنع الوعى فى المجتمع، وليس مقبولا بحال من الأحوال بيعها. وأضاف «رغم أن الصحافة المستقلة حركت مياهًا راكدة فى المجتمع المصري، لكن تبقى الصحف القومية بما لديها من تقاليد رصينة وأخلاقيات مهنية متماسكة أكثر قدرة على ضبط إيقاع العمل الصحفي». وتوجه فريد بالكلمة إلى الخريجين قائلا: «عليكم أن تواصلوا تحصيل العلم، وتطلبوه من المهد إلى اللحد، ولا تتأخروا عن استكمال الدرسات العليا، بالتوازى مع السعى للالتحاق بوظيفة تناسب ميولكم واهتماماتكم، وبعدئذ عليكم أن لا تدخروا جهدًا فى العمل.. فأنا أعمل يوميًا ما لا يقل عن 12 ساعة». وأضاف «أن الوطن بحاجة إلى شبابه، ولن يحقق طموحاته بغير سواعدهم، وعلينا نحن الكبار أن نفتح عقولنا وقلوبنا لأفكارهم الاستثنائية» مشيرًا إلى أنه خصص جائزة مالية بقيمة ألف جنيه لكل طالب يتقدم بمقترح ذى علاقة بتنمية مصر أو علاج واحدة من المشكلات التى تشكو منها. وتطرق محمد فريد إلى العلاقة بين الشعب والجيش قائلا: «نصيحتى للخريجين أحبوا جيشكم، أنا لست عسكريًا لكن لولا الجيش المصرى لكان مصيرنا مثل سورية والعراق وليبيا، ربنا بعث لنا الرئيس عبدالفتاح السيسى هدية من السماء». وقال: «أنا خائف على الرئيس لأنه يؤدى مجهودًا فوق طاقة البشر، ويؤسفنى أنه يسعى بمفرده لتنمية الوطن، وهناك الكثيرون ممن لا يفعلون شيئا إلا الانتقاد من حوله».. «يجب علينا جميعًا أن نقف إلى جواره، حتى نتجاوز المرحلة الراهنة». وأضاف: «الجيش المصرى هرم متين، وعلينا جميعًا أن نكون وراءه فى مساعيه الصادقة لرفعة الوطن والنهوض به» مشيرًا إلى أن المتربصين بالبلد يسعون إلى الوقيعة بين الشعب وجيشه وهو الأمر الذى لن يكون مهما دبروا وتآمروا. وانتقل إلى الحديث عن تطوير التعليم فى الأكاديمية قائلا: إن الأكاديمية تدخل عامها ال21 أى سن الشباب وهى أكثر ثقة فى قدرات خريجيها الذين حققوا أعلى مراتب العلم وتفوقوا فى الحياة العملية، مؤكدًا حرص الأكاديمية على تبنى وسائل التعليم المتطورة ونظرياته المستحدثة بما يرفع المستوى النوعى لمخرجاتها. وأعلن أن الأكاديمية ستتحمل المصروفات الدراسية عن 30 طالبا بكل معهد لإعداد رسائل الماجستير منتقدًا قرار عدم تعيين معيدين إلا من خريجى الجامعات الحكومية. وقال: «خريجو الأكاديمية يحصلون على الماجستير والدكتوراه بتفوق من الجامعات الحكومية، وليس عادلا حرمانهم من التعيين». من جهته أكد رئيس الأكاديمية اللواء الدكتور أحمد عبدالرحيم، حرص الأكاديمية على الارتقاء بمستوى الدراسة فيها مشيرًا إلى أن التعليم الخاص يبقى رافدا لدعم الحكومى وليس منافسا له. وإذ تقدر «روزاليوسف» اللفتة الكريمة من الأكاديمية، فإنها تؤكد تمسكها بالمعايير المهنية التى اتبعتها منذ تأسيسها وعلى رأسها الانحياز للإنسان المصري.