جولة الانتخابات الرئاسية الأمريكية فى نوفمبر المقبل، ستكون الأكثر سخونة فى تاريخ الولاياتالمتحدة، فالصراع لم يعد مقتصرًا فى «النبش» عن أخطاء المرشحين الشخصية، على غرار ما حدث مع بيل كلينتون حينما هاجمه الجمهوريون كونه تهرب من الخدمة العسكرية، ولا كما حدث مع بوش الابن حينما كشف الديمقراطيون عن أنه كان مدمن مخدرات فى فترة ما.. فالأمر امتد إلى ما نسميه نحن العرب ب«العرض»، عقب نشر مجلات تدعم مرشحة الديمقراطيين هيلارى كلينتون صورًا لزوجة منافسها «دونالد ترامب» عارية. وقالت صحيفة «ديلى ميرور» البريطانية إن صور زوجة المرشح الرئاسى للحزب الجمهورى أثارت ضجة كبري، ومن المتوقع نشر صور أخرى فى الأيام المقبلة. وأضافت الصحيفة «أن صور ميلانا كناوس ترامب ليست مجرد صور لامرأة حسناء عارية، لكنها تظهرها سحاقية أيضًا».. واعتبرت أن الصور ستلتهم الكثير من شعبية ترامب». ورغم تحرر المجتمع الأمريكى تبقى الفضائح الجنسية موضوعًا يشغل الرأى العام هناك إلى حد كبير، فالمسألة لا تتعلق بالسباق إلى المكتب البيضاوى فحسب، ويبدو أن اهتمام الصحف والمواقع الأمريكية بنشر الصور يرجع إلى قاعدة «الجمهور عاوز كده». دخول الصراعات السياسية «منطقة الجنس» ليس أمرًا جديدًا فى الولاياتالمتحدة، فالعلاقة بين الرئيس الراحل جون كيندى ومارلين مونرو كانت شأنًا يشغل الصحافة الأمريكية والعالم بأسره، كما أن فضيحة مونيكا لوينسكى هددت مستقبل الرئيس كلينتون السياسى الذى اضطر على إثرها للاعتذار للشعب. بدأت فضيحة ميلانيا كناوس ترامب وهى عارضة سلوفينية سابقة ولدت فى سيفنيكا، وحصلت على الجنسية الأمريكية عام 2006 فى 26 أبريل 1970 وتقيم حاليا فى مدينة نيويورك ولها ابن واحد يدعى بارون ترامب، ومهنتها عارضة ومصممة مجوهرات وسيدة مجتمع الآن عندما أعادت صحف أمريكية نشر صور قديمة لها حينما كانت «عارضة». بعض الصور تعود إلى عام 1987 أى قبل أن تلتقى بزوجها الملياردير بثلاث سنوات، حيث ظهرت على غلاف نيويورك بوست الأمريكية عارية، فى حين أن بعضها يعود إلى عام 2001 على علاف «جى كيو» البريطانية، ووقتها كانت صديقة ترامب قبل أن تتزوجه فى عام 2005. معظم الصور التى نشرت لها عارية وهى فى العشرينات من عمرها وستظل تحت دائرة الضوء مع استمرار معركة زوجها للوصول إلى البيت الأبيض، وهناك صور أخرى التقطت من قبل المصور الكسندر ديباسفيل اتخذت فى عام 1996 لمجلة ماكس للرجال، وهى مجلة شهرية فرنسية أثناء تعرية الثدى مع وضع يديها على فرجها حتى لا يظهر فى الغلاف رغم ظهور ثدييها والحلمتين والمؤخرة بوضوح. ولم يبد ترامب استياء من نشر الصور قائلا: «كانت امرأة جميلة، من المهم إظهار جمال الأنثي، أنا فخور بها، هذه الصور دليل على أنها حسناء، وتمثل احتفاء بها». والصور الأكثر إثارة للجدل التى كانت تظهرها وهى مستلقية فى السرير مع الموديل والعارضة الإسكندنافية إيما أريكسون فى جلسة تصوير لمثليى الجنس، وصورة أخرى وهى تستعد لأن تضرب بالسوط من قبل إيريكسون أثناء جلسة التصوير المثلية النسائية لعام 1995 والتى استغرقت يومين وجرت فى مانهاتن بنيويورك وفى صورة أخري، ظهرت إيريكسون وهى ترتديا جوربا شفافا طويلاً وصديرية كاشفة وحذاء ذا كعب عال وتعود كل تلك التصميمات إلى المصمم جون جاليانو. وقد ذاعت شهرة ميلانيا وهى فى عمر ال 17 عندما دخلت مجال العارضات العاريات مع المصور الشهير جيركو، وقد التقى بها ترامب فى حفل أسبوع الموضة فى نيويورك فى سبتمبر 1998 وتزوجا فى يناير 2005 ولهما ابن واحد، بارون عمره 10سنوات وقد لعبت دورا أساسيا فى حملة ترامب للوصول إلى البيت الأبيض، ومع ذلك تسبب ميلانيا الحرج فى المؤتمر الوطنى للحزب الجمهورى فى كل مرة. واشتركت ميلانيا فيما بعد فى أحد الإعلانات المرتبطة بسجائر كاميل، وهناك بعض الصور تبرزها وهى تمد شفتيها أمام الكاميرا بطريقة مثيرة، بينما لا ترتدى شيئا سوى حذاء أسود اللون، وفى صورة أخرى ظهرت وهى تقف أمام حائط وظهرها فى مواجهة الكاميرا بينما ترفع ذراعيها لأعلي. ورأى دونالد ترامب أن ميلانيا كانت من أنجح عارضات الأزياء، وقد ظهرت فى عديد من الصور، بما فى ذلك الصور التى ظهرت على أغلفة المجلات وكذلك التى ظهرت فى كثير من المجلات المعروفة، وقد التقطت تلك الصورة لإحدى المجلات وكانت تلك الصور شائعة ومواكبة للموضة فى أوروبا فى ذلك الوقت. وظهرت ميلانيا فى أغلفة عديد من المجلات مثل مجلة سبورتس ومجلة فوغ، كما عملت مع كبار مصورى الفوتوغرافيا مثل هيلموت نيوتن وماريو تيستينو. صور ميلانيا ترامب أثارت ردود فعل متضاربة على موقع «تويتر» للرسائل القصيرة، وجاء فى واحدة من الرسائل «عار على نيويورك بوست، تقدم ميلانيا ترامب على أنها مومس»، وكتب فى تعليق آخر «صدمت» بهذه الصور «كره النساء هو كره النساء»، وأدانت تعليقات أخرى «محاولات إثارة شعور بالعار لدى ميلانيا ترامب». تساءل مراقبون ماذا سيكون رد فعل المسيحيين المحافظين؟ ومدى انعكاس ذلك على السباق الرئاسي، والحيلولة دون أن تصبح ميلانيا ترامب سيدة أمريكا الأولي. وأظهر استطلاع حديث للرأى أن نسبة التأييد لهيلارى كلينتون ارتفعت 4 نقاط فى أعقاب المؤتمر الوطنى للحزب الديموقراطي، مما سمح بتقدم مرشحة الحزب فى السباق إلى البيت الأبيض 7 نقاط على منافسها الجمهورى دونالد ترامب. وبحسب الاستطلاع الذى أجرته شبكة «سى بى إس نيوز» فإن نسبة التأييد لكلينتون بلغت %46 مقابل %39 لترامب، وقالت «سى بى إس» إنه بعد مؤتمر الجمهوريين، وقبيل مؤتمر الديموقراطيين، ارتفعت نسبة التأييد لترامب بنقطتين وباتت النتائج متقاربة.