فاجأنى البلبل وطار.. ذهب بعيدا يحلق فى السماء.. ترك القفص الذى طالما كان يتمنى أن يشاركه فيه رفيقة حياته كنت أستيقظ دوما أنا وأولادى على أنغامه فى الصباح وأستأنس بوجوده فى المساء وأنتبه فجرا على صوت تسبيحه وصلاته. ترك عشه وأصبح حرا طليقا يسبح فى ملكوت السماء والأرض لا يعلم مكانه ولا مكانته سوى الله سبحانه وتعالى، لكنه بلاشك يغرد الآن فى جنة الخلد مع الشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا، فقد كان مهموما بالشهداء الذين يتساقطون يوما بعد يوم بيد الإرهاب الأسود الحقود، كان يعلم أنهم أحياء عند ربهم يرزقون فذهب ليغرد لهم ومعهم فى جنة الخلد التى وعد الله بها المتقين. رحم الله أمواتنا وشهداءنا وحمى مصر من كل غدر وإرهاب.