انطلاق (بودكاست ماسبيرو) بحوار حصري مع الدكتور أحمد عمر هاشم قبل رحيله يروي فيه قصة حياته في 12 دقيقة    رئيس الوزراء: السلام الحقيقى بالشرق الأوسط لن يتحقق إلا بقيام الدولة الفلسطينية    المستشار سامح عبد الحكم ينعى وفاة العالم الجليل الدكتور أحمد عمر هاشم    ألمانيا تحيى الذكرى الثانية للسابع من أكتوبر دون ذكر لشهداء غزة    ماروتا: رونالدو يحلل مكونات المياه المعدنية قبل الشرب    مصارعة – كيشو يستعد لتمثيل منتخب أمريكا    سبورت: برشلونة قرر خوض مباراة جيرونا على ملعب مونتجويك    عرض عصام صاصا وصاحب ملهى ليلى وآخرين على النيابة فى مشاجرة المعادى    وزير التربية والتعليم يهنئ الدكتور خالد العناني بمناسبة فوزه بمنصب مدير عام اليونيسكو    6المستشار حامد شعبان سليم يكتب عن : أكتوبر وا التحدى الوجودي    نائب وزير الصحة يعرب عن استيائه من مستوى النظافة داخل مستشفى قطور بالغربية    انطلاق البرنامج التدريبى "خفض الولادات القيصرية غير المبررة طبيا" بصحة سوهاج    أوكرانيا: نفذنا هجوما بالمسيرات على مصنع ذخيرة ومحطة نفط ومستودع أسلحة في روسيا    محافظ بورسعيد للطلاب: عليكم بالتمسك بالأخلاق الحميدة التي يرسخها الأزهر الشريف    بعد عامين من الدراسة.. طالب يكتشف أنه «دخل الكلية بالخطأ» في بني سويف    رحيل مداح النبي، لمحات من حياة الدكتور أحمد عمر هاشم بعد وفاته (بروفايل)    الأهلي يحيل ملف ثلاثي الفريق إلى لجنة التخطيط لحسم مصيرهم    جنى محمد زكي تسحق لاعبة إسرائيل في بطولة العالم للناشئين للشطرنج بألبانيا    ارتفاع سعر الجنيه الذهب بالصاغة مساء اليوم فى مصر    تفاصيل ضبط تشكيل عصابي متخصص في سرقة الدراجات البخارية بالدقهلية    طقس خريفي معتدل الحرارة بشمال سيناء    ضبط 16 طن دقيق مدعم بالسوق السوداء خلال 24 ساعة    انخفاض 5 أنواع، أسعار الجبن اليوم الثلاثاء في الأسواق    ليلى عز العرب ضيفة شريهان أبو الحسن في "ست الستات"    «طاعة الحرب» يحصد المركز الأول في ختام الدورة الثامنة ل«القاهرة للمونودراما»    غادة عادل تكشف عن شروط خوضها تجربة عاطفية: «يكون عنده عطاء ومفيش مصالح»    «مش بيحبوا يتحملوا مسؤولية».. رجال 5 أبراج يعتمدون على الغير بطبعهم    سعر كيلو الأرز اليوم في الأسواق 2025.10.7    الدكتور أحمد عمر هاشم يتحدث عن حب آل البيت ومكانتهم في قلوب المصريين (فيديو)    حكم الرجوع في التبرعات الموجهة للمؤسسات الخيرية.. دار الإفتاء توضح    أمين عام التجمع يكشف حقيقة اجتماع المكتب السياسي لسحب الثقة من رئيس الحزب    6 قرارات عاجلة ومهمة لمجلس الوزراء، تعرف عليها    ب«نص كيلو لحمة».. طريقة عمل برجر اقتصادي في البيت بنفس طعم الجاهز    لجنة مشتركة بين غرفتي الإسكندرية وباكستان لدراسة فرص استثمارية بين البلدين    المصري يكشف حقيقة طلب الأهلي قطع إعارة عمر الساعي    موعد عزاء الدكتور أحمد عمر هاشم فى الشرقية اليوم    وزير الاتصالات يفتتح مركز «فاوندإيفر» لخدمات التعهيد فى الأقصر    كم شخص حصل على جائزة نوبل فى الفيزياء حتى الآن وماذا حدث فى آخر مرتين    إزالة مخالفات بناء فى حملة للتنمية المحلية على 3 محافظات.. تفاصيل    وزير العمل: الخميس إجازة مدفوعة للعاملين بالقطاع الخاص بدلاً من 6 أكتوبر    معاكسة فتاة تنتهى بنشوب مشاجرة وإصابة شخصين فى أوسيم    من عمر 6 سنوات.. فتح باب التقديم لمسابقة بورسعيد الدولية لحفظ القرآن الكريم والابتهال الديني    ضبط بؤرة مخدرات فى السويس بحوزتها سموم ب180 مليون جنيه    ضبط 99 ألف مخالفة مرورية متنوعة خلال 24 ساعة    وزير الكهرباء: إقامة 27 محطة محولات في سيناء باستثمارات 15 مليار جنيه    التضامن الاجتماعي تشارك في فعاليات معرض "إكسبو أصحاب الهمم الدولي" بدبي    «الجيزة» توضح حقيقة احتجاز طفل داخل ماسورة غاز بقرية ناهيا    ترامب يلغى الجهود الدبلوماسية مع فنزويلا.. نيويورك تايمز: تصعيد عسكرى محتمل    الزمالك ينتظر عودة فيريرا لعقد جلسة الحسم    مفاجآت فى واقعة اختفاء لوحة أثرية من مقبرة بسقارة.. فيديو    إسرائيل دخلت «العزل»    وزير الصحة لمجدى يعقوب :الحالات مرضية كانت تُرسل سابقًا للعلاج بالخارج واليوم تُعالج بمركز أسوان للقلب    عاجل- جوتيريش يدعو لوقف الهجمات الإسرائيلية في غزة واغتنام خطة ترامب لإنهاء الصراع    وزير الصحة يوافق على شغل أعضاء هيئة التمريض العالي المؤهلين تخصصيا لوظائف إشرافية    مواقيت الصلاة بأسوان الثلاثاء 7 أكتوبر 2025    «بعد 3 ماتشات في الدوري».. إبراهيم سعيد: الغرور أصاب الزمالك واحتفلوا بالدوري مبكرا    اشتباكات عنيفة بين قوات «قسد» والجيش السوري في حلب    تعرف على فعاليات اليوم الرابع لمهرجان نقابة المهن التمثيلية في دورته الثامنة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



دم الأرمن فى رقبة أردوغان وأجداده

كل ما يفعله الرئيس التركى «أردوغان» من مؤامرات واعتداءات على جيرانه من الشعوب العربية، ليس غريبا عن تاريخ أجداده، الذين قاموا عام 1915 بأبشع مذبحة عرفها التاريخ بالنصف الأول من القرن العشرين، حينما أنهوا صراعهم الطويل مع الأرمن، أصل البلاد، بمؤامرة، قاموا من خلالها بإبادة 5,1 مليون أرمنى، وبقلب بارد نهبوا البيوت، وذبحوا الأطفال، وقتلوا الرجال، واغتصبوا النساء!
ويجىء عام 2015 ليتمم مرور قرن من الزمان على وقوع تلك المذبحة، بينما تستعد الجاليات الأرمنية المنتشرة فى العالم، ويقدر عددها بنحو 7 ملايين أرمنى، للاحتفال بذكرى شهداء الوطن، ومطالبة تركيا والمجتمع الدولى بالاعتراف بالمذابح، وإدانتها لإبادة الشعب الأرمنى، وتمزيق دولة أرمينيا الضاربة فى الحضارة، كما يقول نيافة المطران «كريكور أوغسطينوس كوسا» أسقف الاسكندرية بمصر والسودان، وسائر دول أفريقيا للأرمن الكاثوليك.
∎ ما دليلكم على صدق روايتكم الخاصة بمذابح الأرمن على أيدى العثمانيين؟
- دليلنا هو ما يذكره التاريخ من وقائع سبقت أحداث المذبحة بين العنف والاضهاد، والقتل العمدى على أيدى الأكراد والشراكسة والأتراك! فالمذبحة لم تبدأ حرفيا عام 1915 بل بدأت عام 1891 واستمرت لعام 1920 بسبب غيرة وحسد الأتراك من تفوقنا الحضارى، ومن كل الوظائف التى كان الأرمن يشغلونها فتآمروا علينا، وأججوا العدواة بيننا وبين الشعب، ثم أعدوا الخطة لذبحنا وإبادتنا، حتى إن هناك مقولة شهيرة كانت تتردد فى ذلك الوقت، تقولً لنذبح الأرمن ونترك أرمينيا واحدا، لنضعه فى المتحف، ونقول كان ياما كان وفى قديم الزمان.. شعب اسمه الأرمن»!
∎ كيف لأقلية عرقية أن تغلب الأكثرية؟
- كان عددنا ذلك الحين، نحو 2 مليون ومائة ألف أرمنى، أمام تعدادهم فكان يترواح بين 14- 20 مليون تركى! كما أننا لدينا شهود وصور ووثائق تاريخية تؤكد وقوع المذبحة، والتى قامت جريدة الأهرام بتسجيل أحداثها فأين وثائقهم ليثبتوا العكس؟ وقد اعترفت الحكومة العثمانية نفسها بالمذابح عام 1919 أثناء محاكمة النظام لتورطه فى مساندة ألمانيا، بالحرب العالمية الأولى. بل إن «كمال أتاتورك» نفسه وصف تلك المجازر بالفظاعات، فى حديثه لجريدة «لوس أنجلوس إيجزمير» عام 1920 مثلما كتب السفير الألمانى لوزارة الخارجية عام 1916: إن ما يدعيه الأتراك بأنه تهجير لأسباب أمنية، إنما هي عملية إبادة للشعب الأرمنى! وكذلك شهادات السفير الأمريكى وقتها «هنرى مورجان ثاو»، والمسئول البريطانى «هربرت جيبس»، والنرويجى، وغيرهم! ويبقى الدليل الأخير، وهو شهادة الشعب الكِلدانى والأشورى، الذى قتل العثمانيون الكثيرين منهم، ليقولوا للعالم إن الأتراك لم يقتلوا الأرمن فقط، بل قتلوا كذلك أبناءنا!
∎ وكيف يمكن أن يكون الحسد لتفوقكم الحضارى، هو السبب فى وقوع جريمة بحجم المذبحة؟
- هذه طبيعة الأتراك، الذين لم يكونوا أكثر من شرذمة قبائل هبطت من آسيا الوسطى على الأناضول، واستولوا على بلادنا، منذ سقوط المملكة الأرمنية عام 1375 ووقوعها فريسة بين تركيا، وروسيا، وفارس. ثم احتلالها أخيرا عام 1514 على يد السلطان «سليم الأول» فقاموا باستغلالنا لكوننا متعلمين وحرفيين، حيث يشهد التاريخ على نشاط الأرمن وذكائهم، وإخلاصهم، وانتمائهم الوطنى، وتميزهم ثقافيا، واقتصاديا، وعمليا، خاصة فى بعض الحرف اليدوية كالصياغة، وصناعة النحاس، والساعات، وميكانيكا السيارات، والسكك الحديدية! فكان المثل يقول: إذا أردت البناء فاطلب أرمنياً، واذا أردت الهدم فاطلب تركيا!
لم يكن الأتراك يخفون مظاهر كراهيتهم لنا، حيث كان مجرد وقوع ظل أرمنى على رجل تركى يثير غضبه لدرجة كبيرة تجعله «يمسح بكرامته الأرض».. كما نقول فى مصر! أرهقونا بالضرائب الباهظة، فاضطر الكثيرون منا للهجرة إلى سوريا ومصر ولبنان وغيرها. وهو ما يحاول «أردوغان» أن يفعله ليومنا هذا، أسوة بأجداده، حيث يشجع الإرهاب فى سوريا، ليحولها لإمارة تركية، فيتمكن من وضع يديه على خَيرْ مدينة «حلب» وصناعها المهرة فى صناعة الذهب والفضة، ويبيد تاريخها مثلما أباد أجداده مدينة قيليقية الأثرية الشاهدة على حضارتنا، لمحو تاريخنا تماما! ولكن خسئوا.. يقول «المطران كريكور» لأننا رغم استشهاد 5,1 مليون أرمنى، لانزال موجودين ومنتشرين فى العالم كأطباء وعلماء ومهندسين وصحفيين، حاملين رسالتنا وثقافتنا وحضارتنا وديانتنا وصناعتنا، لنقول للعالم ها نحن هنا، رسل محبة، وبناة سلام!
∎ صف لنا فظائع المذابح التى ارتكبها الأتراك وخصوصاً أنها الأكثر دموية فى التاريخ؟
- ألقى الجيش العثمانى القبض على المفكرين، والمثقفين، واعتقلوا الأعيان فى اسطنبول، وأجبروا القرويين على العمل كحمالين فى الجيش، ثم قاموا بإعدامهم مثلما قاموا بإخلائنا قسريا من بيوتنا التى نهبوها، وأحرقوها بساكنيها، ثم هدموا كنائسنا وأديرتنا، وأجبرونا على السير لمئات الأميال فى صحراء دير الزور، والحسكة، والرقة، بسوريا والموصل، بدون طعام أو شراب، فمات الكثيرون فى الطريق مثلما يحدث من داعش حاليا! بعدها قاموا بالتخلص من الرجال شنقا، وذبحا، ورميا بالرصاص أما النساء، فلم يكتفوا باختطافهن واغتصابهن، بل قاموا بصلبهن عاريات، مثلما قاموا بفتح بطون الحوامل منهن بالسيوف، وأخرجوا الأجنة، لضمان موت الأم والجنين معا! ولاتزال الوثائق تذكر كلمات «طلعت باشا» وزير الداخلية التركية، فى إحدى برقياته إلى الوالى العثمانى فى «حلب»، قائلا: «بالرغم من أن قراراً قد صدر منذ أمد غير بعيد بإبادة العنصر الأرمنى، فإن الظروف لم تكن سانحة لتحقيق هذا المشروع المقدس. أما الآن فقد حان الوقت. إننا نهيب بكم أن تتجردوا من أى إحساس بالشفقة والرحمة إزاء حالاتهم المفجعة. كما نطلب منكم أن تعملوا جاهدين للقضاء عليهم ومحو الاسم الأرمنى بالذات»!
∎ ولكن، هل تعتقدون أن الاعتذار الذى قدمه «أردوغان» العام الماضى، عما بدر من أجداده فى حق شعبكم، هو إحساس حقيقى بالأسف؟.
- «أردوغان» لم يعتذر عن المذبحة، بل صرح مجرد تصريحات، قدم فيها العزاء لشعبنا، معربا عن أمله أن يُخَلَد أجدادنا الذين «قتلوا» فى سلام! مؤكدا أن ما وقع بنا، كان مجرد «ترحيل»، حدثت معه «تبعات غير إنسانية»! ونحن نقول له: إن الاعتراف بالمذبحة أهم من الاعتذار، لأنه من ناحية يعنى الكف عن القتل والذبح وأعمال الإرهاب التى يقوم بها فى سيناء وسوريا والعراق! ومن ناحية أخرى يكلفه تغيير مناهجه المدرسية، وتصحيح مسار التاريخ، ليعترف هو وشعبه بإساءتهم لنا، وللشعوب العربية أيضا! وها أنا أقولها له من هنا: كفاك قتلا وإرهابا، وعد إلى ذاتك، وافحص ضميرك، لكى يتسنى لك المشاركة فى بناء عهد جديد من الحرية والديمقراطية..
∎ وبم تفسرون دعوة «أردوغان» - مؤخرا- لرئيسكم «سيرچ سركيسيان»، للمشاركة فى مراسم الاحتفال بالذكرى المئوية لحملة «جاليبولى» يوم 24 أبريل 2015 أى نفس تاريخ احتفالكم بمئوية المذابح؟
- أدرك المغزى لدعوة «أردوغان» فى هذا التوقيت، ووجه له خطابا شديد اللهجة، مستهجنا استمرار سياسات تركيا فى إتقان تشويه التاريخ وإنكار الحقائق! فمعركة «جاليبولى» لم تكن أكثر من محاولة فاشلة لاحتلال اسطنبول، قامت بها القوات البريطانية والفرنسية فى 18 مارس 1915 واستمرت حتى أواخر يناير 1916! فما الداعى للاحتفال بمئويتها فى 24 أبريل، إلا لصرف انتباه العالم عن الذكرى المئوية لمذابحنا؟
∎ وهل اعترفت أمريكا بالمذبحة الأرمنية؟
- إن الرئيس الأمريكى «ويلسون» هو أول من طالب تركيا بتقديم المساعدة لشعبنا فى محنته، عقب معاهدة سيفر 1920 مع ضمان حماية باقى الأقلّيات، ومنحهم فرص النمو والاستقلال! بينما استدعى الأمر 90 عاما حتى صَوّت الكونجرس الأمريكى عام 2010 للاعتراف بالإبادة الجماعية لشعبنا، فتشجعت 42 ولاية من الولايات الأمريكية على الاعتراف بها أيضا!
وأخيرا، تمنى نجاح الدعوى القضائية التى أقامتها «الجبهة الشعبية لمناهضة الأخونة» باسم مصر للاعتراف بمذابح الأرمن، تأكيدا لدورها الريادى بعد مرورها بثورتين كبيرتين، واستمرارا لكشف تلاعب الحكومة التركية على مشاعر البسطاء بالعالم العربى، باسم عودة الخلافة العثمانية، وكأنهم جميعا لا يدرون أن الزمن لا يمكن أن يعود للوراء!∎


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.