حاول أن تنسى قليلا، وضع جانبا الآن جميع الاجتماعات المغلقة والمفاوضات التجارية، والدراما الحقيقية التى حدثت فى قمة آسيا «آبيك» المنعقدة فى العاصمة الصينيةبكين من زعماء العالم أمام الكاميرات، والرئيس الروسى «فلاديمير بوتين» يلف السيدة الأولى الصينية «بنج لى يوان» بشال لأنه لم يرغب بأن تشعر سيدة الصين الأولى بالبرد، خلال عرض للألعاب النارية، فى ملعب «عش الطائر»، ومبادرة بوتين إلى التحدث مع نظيره الأمريكى أوباما عن قاعة الاجتماعات الصينية المزخرفة بقوله: «إنها جميلة، أليس كذلك؟»، ورد أوباما بفتور قائلاً: «نعم»، وسخرية بوتين من أوباما بعد مصافحة فاترة، وهو يسير بجواره فى القمة ويضغط برفق على ظهره ولا يهم الآن كيف يريد الرئيس أوباما إنقاذ الإنترنت، ولا ما هى أهمية تدشين موسكو لمركز إعلامى جديد «سبوتنك» يضم مئات الصحفيين ل«تخليص العالم من الدعاية الغربية العدائية»، ولا مطالبة الرئيس الأمريكى باحترام حقوق الإنسان وحرية الصحافة فى الصين، ولا المحادثات الصريحة والمعمقة التى تتضمن الخلافات حول: «احترام حقوق الإنسان والقرصنة المعلوماتية والنزاعات التجارية أو البحرية، وجعل اليوان قابلا للتحويل ووضع ضمانات بمعاملة أكثر عدالة مع الشركات الأجنبية على أراضيها». ويبدو لى بعد التشاور مع عدد من الإعلاميين والمتخصصين الأمريكيين أن الأجهزة الأمنية والسياسية بالولاياتالمتحدة، تعرف جيدا كيف تدير العجلة الإعلامية والسيطرة على وسائل التواصل الاجتماعى خاصة «فيس بوك وتويتر» بما يشغل بال وشهية القراء والمشاهدين، لصرف النظر عن اتفاقيات سرية وقرارات وتصرفات لا تود للشعب الأمريكى التمعن فيها والتفكير بعمق فى جميع أبعادها، خاصة إذا كانت تمس شخصية الرئيس وتصرفاته فى قمة آسيا «آبيك» المنعقدة فى العاصمة الصينيةبكين مع زعماء العالم، والتى أثارت انتقاد الجمهوريين بشدة، فيما يتعلق بالصفقة التاريخية السرية مع الصين حول «تغير المناخ» وحماية البيئة، وإعلان الرئيس الأمريكى أيضا اتفاقا لتوسيع منح التأشيرات للصينيين الذين يتوجهون إلى الولاياتالمتحدة للدراسة أو للعمل والذين بلغ عددهم 8,1 مليون العام الماضى. أيضا الطريقة التى كان يمشى بها الرئيس أوباما، وهو يمضغ «علكة النيكوريت» فى محاولة لمحاربة الرغبة الشديدة فى التخلص من تدخين السجائر، أثارت غضب الرئيس الصينى «شى جين بينج» المضيف، وضيوفه الكثيرين، واعتبرت أوباما ارتكب زلة دبلوماسية، ويتفق معهم على ذلك عدد كبير من المحللين السياسين بالولاياتالمتحدةالأمريكية، ويرون أنه تصرف غير لائق وغير مسئول وفيه استهانة بالدولة المضيفة وزعماء العالم الذين حضروا القمة، وربما تكون ابتسامات «بوتين» الساخرة من أوباما، وضربه بلطف واستهانة على ظهره وهو يسير بجواره، وراء حالة الغضب العارم التى حلت بالبيت الأبيض والكونجرس الأمريكى، كما أن معظم التقارير الواردة من الصين، وعدد كبير من الخبراء السياسيين يعتقدون أن أوباما بدا وكأنه «مستهتر» أو «كمغن للراب» عندما وصل إلى قاعة الحدث الكبير. بينما يعتبر الكثيرون أن الرئيس الروسى «فلاديمير بوتين» بدا بمظهر الرجل الشهم، وهو يلف السيدة الأولى الصينية «بنج لى يوان» بشال فى قمة التعاون الاقتصادى لآسيا والمحيط الهادئ فى بكين، لأنه لم يرغب بأن تشعر سيدة الصين الأولى بالبرد، خلال عرض للألعاب النارية، فى ملعب «عش الطائر» تصرف جرىء لجنتلمان، قوبل بالإعجاب والتقدير من السيدة الأولى الصينية «بنج لى يوان» ومن كثيرين بالصين ومعظم دول العالم. كل ما سبق، غير مهم بالمرة فى الشارع الأمريكى، فأهم حدث يشغل بال الأمريكيين الآن هو الصور الفاضحة التى أطلت علينا من أغلفة مجلة «بيبر» بنيويورك لنجمة الفضائح «كيم كارداشيان»، وأدت إلى تحطيم وانقطاع الإنترنت بسبب الرقم القياسى غير المعهود من قبل الذى حاول الدخول على المواقع التى تحمل الصور، فور علمه بالخبر، لأخذ لقطات من مفاتن «كيم كارداشيان». فلا حديث بالمرة فى شوارع الولاياتالمتحدة خاصة فى لوس أنجلوس مقر إقامة «كيم كارداشيان» وعائلتها، عن مغزى ونتائج استعادة الجمهوريين السيطرة على مجلسى الشيوخ والنواب الأمريكى وإلحاق هزيمة قاسية بالحزب الديمقراطى (حزب الرئيس أوباما) ، ولا عن ماذا يحدث فى العالم من أزمات ومشكلات، ولا عن نتائج قمة آسيا «آبيك» المنعقدة فى العاصمة الصينيةبكين، ولا عن «علكة النيكوريت» لأوباما، ولا عن شهامة ورجولة الرئيس الروسى «فلاديمير بوتين». معظم الأحاديث والنميمة فى الشوارع والمقاهى والبرامج والتوك شو ومعظم وسائل الإعلام عن الصور الجريئة جدا المفعمة بالحيوية والسخونة والانسيابية والسيولة التى التقطتها المجلة النيويوركية لجسد ومؤخرة الفاتنة الأمريكية-الأرمنية «كيم كارداشيان». ويبدو أن القائمين على فنون تشتيت الرأى العام وعدم انشغاله بما يديره أولى الأمر من أجهزة أمنية وسياسية بالولاياتالمتحدة، وعباقرة العلاقات العامة، لم يجدوا وسيلة أخرى لإثارة اهتمام أمريكا والعالم من جديد، والبعد عن قادة السياسة وهمومها وقضاياها الشائكة، والتركيز على نجمة الفضائح وشو الواقع الأستاذة فى فن العرى والإثارة، وهى اللغة التى تتقنها «كيم كارداشيان» جيدا، خاصة بعد المنظر الباهت الذى ظهرت به بعد الولادة مؤخرا، ولأنهم يعرفون قدراتها جيدا، وأنها غبية وعنيدة وسيئة جدا بشكل مذهل ومدهش فى جميع الأنشطة الأخرى، أرادوا من خلال الصور الفاضحة التصريح للعالم كله بأن كيم كارداشيان الأم الساخنة جدا، فقدت وزنها الزائد بعد الولادة، وعادت من جديد لتظهر قدراتها وأنوثتها الفائرة المثيرة التى اشتهرت بها، لتمتع أمريكا من جديد. للأسف الشديد شعبية «كيم كارداشيان» كاسحة ومؤثرة، وأخبارها وصورها وفضائحها قادرة على طمس أية أخبار أو تغطيات غير مرغوب فى انتشارها، وتداولها بأجهزة الإعلام، ووسائل التواصل الاجتماعى، وشبح الإنترنت بأمريكا والعالم، ويكفى أن تعرف عن تأثير وقوة «كيم كارداشيان» فى الميديا وحجم جمهورها العريض، أذكر هنا أن أحد السياسيين (من أصل أرمنى) أشعل مؤخرا حملة إعلامية شرسة ومسيئة ضد هذه الفتاة التى لا تحمل موهبة أو مؤهلاً أو مهنة سوى عرض مفاتنها بوسائل التواصل الاجتماعى، بأنها عار على أرمينيا (على حد قوله)، وبمجرد أن تصدت له كارداشيان، وأعلنت أنها تنوى النزول إلى الانتخابات للمنافسة ضده فى دائرته بمدينة «جلنديل» بمقاطعة لوس أنجلوس التى يقيم بها السياسى ومعظم الأرمن الأمريكيين، والترشح لمنصب عمدة المدينة، قرر السياسى الاعتذار لها رسميا. ويكفى أن تعرف أيضا أن أجر «كيم كارداشيان» للحضور بالحفلات الخاصة وكازينوهات لاس فيجاس ولو30 دقيقة فقط، كضيفة شرف مع زوجها «كانى وست» بلغ أكثر من نصف مليون دولار، ويدفع الحضور نحو ألفى دولار للفرد لمجرد الدخول إلى الحفل، والتطلع إلى النجمة الفضائحية الشهيرة. والكل يشهد أن الحفل الخاص الذى أقيم مؤخرا بفندق «ميراج لاس فيجاس» الذى حضرته كيم كارداشيان، وزوجها، كان الأكثر ازدحاما ورغبة جنونية على الحضور، وتسلطت الكاميرات على الطلة والهيئة الجديدة لكارداشيان بعد الولادة. وهناك تزاحم وتنافس وسباق مجنون بين فنادق لاس فيجاس لدعوتها إلى حضور حفل ليلة رأس السنة. كما أن خط ملابس وأزياء «كيم كارداشيان» بالإنترنت يحقق لها مكاسب قدرت ب34 مليون دولا سنويا. «كيم كارداشيان» بعد فشل زواجها من المنتج «دايمون توماس»، كانت صديقة الموسيقى «راى جى»، بعد ذلك كانت على علاقة ب«ريجى بوش»، وتزوجت من لاعب كرة السلة «كريس همفريز» وأخيرا طلقت منه بعد حصولها على ملايين الدولارات لم يصرح بها، ومتزوجة الآن من مغنى الراب «كانى ويست» ولها طفلة واحدة من مغنى الراب. اتسعت شهرة «كيم كارداشيان» فى الولاياتالمتحدة والعالم بعد تسريبها إلى أحد المواقع الفاضحة بالإنترنت مشاهد جنسية صارخة مع عشيقها فى ذلك الوقت المغنى والموسيقى «راى جى» أثارت الكثير من الجدل والسخرية من معظم الأمريكيين، والقبول والإعجاب والارتياح من «كيم كارداشيان» وأسرتها بعد الضجة الإعلامية الهائلة حول فتنتها الثائرة. صور«كيم كارداشيان» الأخيرة فى مجلة «بيبر» النيويوركية التى نشرت منذ أيام حصلت على الكثير من الاهتمام فى هوليوود ومن جميع وسائل الإعلام الأمريكية والعالمية، واختلطت المشاعر والتعليقات بين الإعجاب والتأييد والسخط واللعنة، وبصفة خاصة أثارت الصور كثيرا من الحسد والحقد على زوج «كيم كارداشيان»، مغنى الراب الشهير «كانى ويست».∎