حالة من الهيستريا انتابت الإخوان بعد الخروج الأسطورى للمصريين فى الخارج للتصويت فى انتخابات الرئاسة التى جرت الأسبوع الماضى فى المملكة العربية السعودية ودول الخليج، التى شهدت الطوابير لأول مرة، فى حالة استثنائية نادرة على مدى خمسة أيام، عبر خلالها المصريون فى الخارج عن تمسكهم بالمستقبل، وتشبثهم بالأمل والاستقرار، ورفضهم للإرهاب، ووثنية أتباع حسن البنا، والخداع باسم الدين. نتيجة تصويت المصريين فى الخارج شكلت صدمة للجماعة المارقة، أفقدت أعضاءها وعملاءها عقولهم، وأدخلتهم فى نوبة حادة لا تنتهى من الردح والسباب والقذف لكل المصريين، وصفوا خلالها الشعب المصرى بأقذع الألفاظ، وملأوا صفحات التواصل الاجتماعى بكل ما هو خارج وغير لائق، عبر «الإخوان» فيها عن سلوكياتهم الرديئة، وأخلاقياتهم الوضيعة بشكل فاضح، كمن يمارس العهر فى وضح النهار.. الصدمة فضحت تدينهم المصنوع، وأفقدتهم توازنهم فظهروا عراة على حالهم، قى حالة لا شفاء منها إلا بدواء النار.
لقد توارى الإخوان واختفوا بعدما أثبت المصريون أمام صناديق الاقتراع فى 124 دولة أن 30 يونيو ثورة كاملة الأركان والأوصاف، لقد شدا المصريون فى عواصم العالم، وفى واشنطن، وأمام السفارة المصرية فى الدوحة وعلى مقربة من قصر تميم بأغنية تسلم الأيادى، الأغنية التى باتت الأشهر فى العالم وترمز إلى موقف الجيش المصرى الذى قضى على عمالة الإخوان وإرهابهم. إن مشهد قوافل المصريين الذين خرجوا فى رحلة سفر طويلة من شتى أنحاء المملكة، بدأوها قبيل الفجر سعيا للتصويت فى السفارة المصرية بالرياض والقنصلية العامة بجدة، لهى دليل على أن مصر قادمة من بعيد، وأن العالم سيقف حتما أمام مشهد تاريخى اعتاد المصريون صناعته.
لقد نجح المصريون فى الخارج فى تحطيم الرقم الخاص بأعداد الناخبين المشاركين فى الانتخابات الرئاسية الماضية فى عام 2012 عن طريق التصويت المباشر داخل السفارات والذين لم يتعد عددهم 160 ألفا، فى حين بلغت أعداد الناخبين عن طريق التصويت داخل السفارات هذه المرة الضعف أى أكثر من 318 ألف صوت، كما تخطى المصريون أعداد المشاركين فى استفتاء دستور ,2012 والذى شارك فيه نحو 244 ألف ناخب مصرى.
وطبقا لبيان ائتلاف المصريين فى الخارج الذى تلقت «روزاليوسف» نسخة منه فإن أعداد المصوتين من المصريين فى الخارج تعدت أى أعداد صوتت من قبل فى أى انتخابات خاصة مع إلغاء التصويت البريدى الذى فتح الباب واسعا أمام الإخوان للتزوير، وقد تكبد آلاف المصريين فى الخارج فى انتخابات 2014 مشقة السفر آلاف الأميال من محال إقامتهم للمقرات الانتخابية.
وأشار البيان إلى أن نتائج الفرز جاءت متسقة فى النسب حول العالم، وبالتالى جاءت معبرة عن إرادة المصريين فى الخارج بكل طوائفهم والذين يمثلون جميع شرائح المجتمع المصرى، ويغلب عليهم أيضا انتماؤهم للطبقة المتوسطة المصرية، ويعبرون عن تلك الطبقة كأفضل تعبير من حيث التنوع الثقافى، والفكرى، والتعليمى، والمهارى.
وشدد الائتلاف أن المصريين فى الخارج خرجوا للتصويت بإرادتهم الحرة بدون أى تأثير من أى جهة كانت، ودحروا على الأرض دعاوى المقاطعة غير المسئولة التى حاولت بعض الجماعات والتيارات الترويج لها بين المصريين فى الخارج لمصالح ضيقة وللتشكيك فى نتائج الانتخابات لمصالح سياسية لهم.
لقد رسم المصريون الذين توافدوا على اللجان الانتخابية فى السعودية صورة حضارية ستظل خالدة محفورة فى جدار الزمن، ساهم فى بلورتها السفير عفيفى عبد الوهاب سفير مصر لدى المملكة الذى كان دائما عند الباب، فى استقبال وتوديع الناخبين، متسلحا بالابتسامة والترحاب، واجه بهما الوفود المتقاطرة من مسافات بعيدة فى قيظ الرياض، المدينة التى تضربها الصحراء من كل جانب، لم تثنه اتهامات غربان الإخوان وأكاذيبهم، وفساد ضمائرهم عن أداء دوره بحيادية مطلقة، تعامل مع الجميع بضمير القاضى، وحنكة الدبلوماسى، وزهد الراهب، استوعب الفرقاء بصمت بليغ يحمل أعتى الكلمات، وأقوى المواقف، يعود إليه الفضل فى إخراج هذا المشهد البديع الذى تناغم فيه المصريون وقالوا كلمتهم للتاريخ، وقذفوا عام الإخوان ب 77 ألف حجر، هم إجمالى عدد الناخبين الذين صوتوا فى السفارة المصرية بالرياض والقنصلية العامة فى جدة.
السفير عفيفى عبد الوهاب، تحدث لروزاليوسف عن انتخابات المصريين فى السعودية قال إنه من بين (76609) ناخبين شاركوا فى الانتخابات، التى استمرت لمدة خمسة أيام فى الفترة من 15 إلى 19 مايو الحالى، حصل المرشح «عبدالفتاح السيسى» على أصوات (70267) ناخبا، فيما منح ( 5213) ناخبا أصواتهم للمرشح «حمدين صباحى»، بينما بلغ عدد الأصوات الباطلة (1129) صوتا.
وأوضح أن إجمالى المصوتين فى لجنة الرياض بلغ (39519) ناخبا، فيما بلغ عدد الأصوات الصحيحة (39012) ناخبا والأصوات الباطلة (507 ) ناخبين، وحصل المرشح «عبدالفتاح السيسى على (35963) صوتا بنسبة (18,92 ٪) بينما حصل المرشح «حمدين صباحى» على (3049) صوتا بنسبة (82,7٪).
أما بالنسبة ل«لجنة جدة»، فقد بلغ إجمالى المصوتين (37090)، فيما بلغ عدد الأصوات الصحيحة (36468) صوتا، والأصوات الباطلة (622) صوتا، وحصل المرشح «عبد الفتاح السيسى» على (34304) أصوات بنسبة (94٪) من إجمالى الأصوات الصحيحة، بينما صوت (2164) ناخبا للمرشح «حمدين صباحى» بنسبة (6٪).
وأضاف السفير عفيفى عبد الوهاب سفير جمهورية مصر العربية فى الرياض أن عملية الاقتراع تمت فى هدوء ويسر، سواء فى مقر السفارة فى الرياض أو مقر القنصلية العامة فى جدة، مشيدا بالتعاون الكبير من قبل السلطات السعودية طوال فترة الاقتراع، كما أشاد بالسلوك الحضارى والوطنى لأبناء الجالية المصرية، وهو ما ساهم فى خروج الانتخابات بشكل يليق برقى وأخلاق الشعب المصرى العظيم، حيث مرت عملية التصويت والفرز دون وقوع حادثة واحدة تعكر صفوها.
ونوه السفير المصرى بالجهد الكبير الذى بذله فريق العمل المشارك فى العملية الانتخابية، سواء من أعضاء السفارة ومكاتبها الفنية، أو الزملاء الموفدون من وزارة الخارجية، حيث قدموا صورة مشرفة للأداء الراقى والحس الوطنى، خاصة فى ظل الإقبال الكبير الذى شهدته الانتخابات.
وكان المستشار الدكتور عبدالعزيز سالمان، الأمين العام للجنة الانتخابات الرئاسية، ورئيس اللجنة العامة لتصويت المصريين بالخارج أعلن نتائج فرز أصوات المصريين بالخارج، موضحا أن 318 ألفاً و33 ناخباً أدلوا بأصواتهم فى 141 مركز اقتراع حول العالم ، وأن عدد الأصوات الصحيحة 313 ألفاً و835 صوتاً، مضيفا أن السيسى حصل على 296 ألفاً و628 صوتاً بنسبة 5,94٪ تقريباً مقابل 17 ألفاً و207 أصوات لصباحى بنسبة 5,5٪ تقريباً.
من جانبه قال، محمد سعد غز أحد نشطاء الجالية المصرية فى السعودية، وأول مصرى يحرر توكيلا للمشير عبدالفتاح السيسى لإدارة شئون البلاد فى 9 مارس 2013 إبان عهد الرئيس المعزول محمد مرسى، إن كان أداء سفير مصر فى السعودية يستحق الإشادة، إلا أن الشكوك تخيم حول موقف القنصل العام فى الرياض حسام عيسى من استمرار قنصليته فى إيواء الإخوان، والتستر عليهم، وترك أموال صندوق رعاية المصريين تحت تصرفهم، ولماذا يصم أذنيه عن مطالب الجالية فى حل مجلس إدارة الصندوق حتى الآن؟ ولمصلحة من يستمر فى تحديه لإرادة المصريين فى السعودية؟
الإرادة التى بدت بوضوح فى الانتخابات الرئاسية الأخيرة، ولماذا غض الطرف المقيت عن الإهانات والشتائم التى يكيلها بعض الإخوان الذين يتسترون بشرعية قنصليته، ويجتمعون تحت لافتاتها؟
وتساءل غز فى بلاغ رسمى رفعه إلى رئيس الجمهورية المستشار عدلى منصور ووزير الخارجية نبيل فهمى: إلى متى ستظل قنصلية مصر بالرياض تتستر وتخفى بين جنباتها خلايا الإخوان الإرهابية التى تتحكم فى ملايين الريالات تحت مسمى صندوق رعاية المصريين والجمعيات التابعة له؟
وجدد محمد سعد غز اتهامه للقنصلية المصرية بالرياض بالتستر على خلايا الإخوان الإرهابية بالمخالفة للقانون المصرى وقوانين المملكة العربية السعودية وتوفير الدعم والحماية لهم للإضرار بمصالح مصر العليا وأمنها القومى.