رغم كل هذه الدماء والإرهاب الأسود الذى كانت أقذر جرائمه الأسبوع الماضى فقط إذ قتل 25 مجند أمن مركزى وقنص المصريين فى الشرفات وإعلان الإمارة الإرهابية فى كرداسة.. لايزال هناك سذج وسطحيو الرؤية بخلاف العملاء والمتعاطفين مع الإخوان الإرهابيين وحلفائهم الدمويين! هؤلاء المتعاطفون تصل جريمتهم إلى حد تسهيل الإرهاب، ودم الشهداء من المصريين الأبرياء ولمن لا يدرك ذلك عليه أن يعرف هذا.. فمصر فى حالة حرب مع هؤلاء! «كمال الهلباوى» القيادى السابق بجماعة الإخوان الإرهابيين قال لنا: لا أرى أحدا متعاطفا مع الإخوان سواء فى الشارع أو فى أى مكان أذهب إليه والجماعات الإسلامية ليست متعاطفة مع الإخوان، إنما مختلفون معهم بشدة.
وأظن - والكلام مازال للهلباوى - أن يكون للمتعاطفين مع الإخوان إن وجدوا أي تأثير على الحياة السياسية أو الانتخابات، وعلىالعموم علينا أن ننتظر الأيام القادمة لنري ماذا سيحدث فى القضايا وتحقيقات النيابة بعدها يمكن أن نتحدث بدقة عن المتعاطفين مع الإخوان.
أما د. مجدى حجازى أستاذ علم الاجتماع السياسى بجامعة القاهرة فرصد لنا المتعاطفين مع الإخوان وقال لنا: هؤلاء ثلاث فئات.. فئة تعانى من ضعف فكرى أو أيديولوجى، وهؤلاء يتأثرون بالإخوان ونظريتهم خاصة أن الإخوان لديهم أساليب متقدمة جدا فى الدعاية لفكرة الإسلام وارتباطها بالجهاد والمحافظة على الإسلام من خلال الجهاد.
وهذه الفئة مغيبة عن الواقع وعن مبادئ القيم الإسلامية والقيم الأخلاقية العامة لأن كل الأديان تحث على القيم والأخلاق العامة وسلوكيات التفاهم والتعاون.
وهذه الفئة بالتأكيد مقتنعون بما يقوله كبار الإخوان والجماعات ويعتبرونهم السلطة العليا، حتى أقنعوهم أن الملائكة نزلت بينهم وأن الرسول - صلى الله عليه وسلم - نزل وصلى مع الرئيسالمعزول محمد مرسى.
أما الفئة الثانية المتعاطفة مع الإخوان فتعاطفت نتيجة أخطائنا وأخطاء الحكومة المتراكمة، تركناهم ولم نلب احتياجاتهم ووجدوا سد جزء من احتياجاتهم مع الإخوان والجماعات المتحالفة معهم حتى لو جزء رمزى بالسكر والزيت.
والفئة الثالثة نجدها بين المتعلمين الذين يتميزون بأنهم شخصيات غير فعالة وغير قادرة على التفكير، هؤلاء يتصورون أن هذا هو الإسلام ولا يصدقون الكلمة والصورة التي أمامهم سواء أعمال العنف أو المجازر التى يقوم بها الإخوان والجماعات الإسلامية.
وساعد على اقتناع هؤلاء والتعاطف مع الإخوان الاستخدام الجيد للإخوان للإعلام بإعادة ترتيب عقل هؤلاء وتوجيهه فى الاتجاه الذى يريدونه، بل استغلوا الأطفال والسيدات فى توجيه الصورة الإعلامية لتوجه الرأى العام العالمى من خلال الإعلام وأصبحنا نرى أن بعض الدول الأوروبية ترى الإخوان والجماعات الإسلامية ضحايا، وأكد لنا: هؤلاء المتعاطفون ليسوا كثيرين وأغلبهم عدلوا عن تعاطفهم بعد أن راجعوا تفكيرهم وبدأوا تحليل الواقع، أما الباقى فهؤلاء فى حاجة إلى الاندماج والمجاورون لهم عليهم أن يستوعبوهم وإقناعهم بالواقع والحقيقة.
سألنا د. صفوت العالم الأستاذ بكلية الإعلام جامعة القاهرة: هل استطاع الإعلام أن يثير تعاطف البعض تجاه الإخوان؟ فقال لنا: لابد أن نؤكد أن المتعاطفين مع الإخوان والجماعات الإسلامية انخفضوا بنسبة كبيرة بالتدريج بعد زيادة العنف واستخدام الأسلحة وترويع الآمنين وقتل الجنود من جانب الإخوان.
وإذا كان مازال البعض متعاطفا مع الإخوان ليس عيبا فى الإعلام، لكن هى سمات شخصية لهؤلاء منها سمات اجتماعية ينتمون إلى عائلة إخوانية أو كان خاله أو عمه أو جده إخوانيا.
أما إذا كان هناك متعاطفون فى الدول الخارجية مع الإخوان فيرجع إلى الصورة التقليدية الموجودة لدى الغرب عن الدول العربية والأفريقية، وهى عند وجود رئيس منتخب ويأتى قائد عسكرى ومحبب للشعب ويرسم خريطة طريق بانتخابات ودستور جديد، وعزل الرئيس المنتخب يعتبرونه انقلابا عسكريا دون أن يهتموا بتفاصيل المشهد السياسى وما حدث فى مصر أدى إلى هذا.
وهنا كان يجب أن تقوم وزارة الخارجية والهيئة العامة للاستعلامات وسفراؤنا بالخارج بدورهم ليفهم العالم حقيقة ما يجرى فى مصر، وللأسف الشديد كما يقول العالم - الأداء الضعيف للخارجية وهيئة الاستعلامات أظهر مصر فى الخارج بصورة خاطئة خاصة أن الجزيرة بالإنجليزية الكثيرون فى الخارج يقتنعون بآرائها رغم أنها تبث صورا انتقائية وليست الصورة الكاملة فى مصر.
وإذا كان «العالم» يرى أن الإعلام لم يكن هو السبب وراء وجود بعض المتعاطفين مع الإخوان.. فإن الدكتور حازم حسنى أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة أرجع سبب وجود هؤلاء إلى الدولة فقال لنا: السبب أن الشعب انفصل عن الدولة خلال 30 عاما ماضية، وأصبح فاقدا الثقة فى الدولة وبدأ يبحث عن البديل وانتظروا دولة الإخوان وبأنها سوف تعطى لهم الأمن والأمان وأنها مدعمة من العدالة السماوية.
واقتنع البعض من الشعب وتعاطف معهم خاصة المجهدين نفسيا واقتصاديا وفكريا الذين يتعلقون بأى قشة ويصدقون أى شىء.
وهؤلاء المتعاطفون أعتقد كما يقول «حسنى» بدأت تقل نسبتهم بالتدريج وما تبقى منهم الآن تتوقف عودتهم إلى صف الشعب على الدولة التى يجب عليها إعادة بناء الثقة بينها وبين الشعب من خلال تعديل النظام الثقافى والتعليمى والإعلامى.
وإذا كان البعض يرد على هذا الكلام بأننا فى حاجة إلى وقت طويل فأنا أقول هنا لابد أن يكون حلا سريعا الآن من خلال السياسة الإعلامية التى يجب عليها أن تعدل فإذا كان الإعلام الحالى ينقل لنا جرائم الإخوان وبعض الجماعات الإسلامية إلا أن هذا الإعلام لم يقدم لنا ما هو البديل.
فبالتأكيد نسبة كبيرة من الشعب الآن يقولون إن الإخوان فشلوا، لكن ما هو بديل الإخوان هل نعود إلى ما قبل 25 يناير؟ والشعب يرفض ذلك، وهنا سيكون الخطر لأنه من الممكن مع عدم طرح البديل يمكن عودة الجماعات الإسلامية والإخوان نفسها ويعودون بالتدريج للتأثير على الناس بكل الوسائل بما فيها السكر والزيت والأرز ونجد من يتعاطف معهم مرة أخرى وهنا المشكلة الكبرى.
وأكد لنا د. رأفت فودة أستاذ القانون العام والقانون الدستورى بجامعة القاهرة أن هؤلاء المتعاطفين مع الإخوان نجدهم فعلا فى بيوتنا وجيراننا وأهالينا، وهؤلاء هم نفس الأشخاص الذين كانوا متعاطفين مع مبارك عند عزله!
فالمتعاطفون مع مرسى هؤلاء البسطاء فى تعليمهم وتفكيرهم، وهؤلاء كنا نراهم فى رابعة العدوية والنهضة وسط الإخوان والجماعات الإسلامية تأثروا بلغة خطابات الرئيس المعزول محمد مرسى التى كان يستخدم فيها الدين لهذا صدقوا أن الملائكة كانت فى رابعة العدوية. وهؤلاء سبق أن تعاطفوا مع مبارك لأنهم كانوا يحصلون على معاش مبارك وكانوا يرونه رجلا كبيرا ويجب ألا نعزله.
أما الفئة الثانية من المتعاطفين فنجدهم من المتعلمين أو العلميين منهم من يعمل طبيبا ومهندسا وأستاذا جامعيا فهؤلاء تفكيرهم منقسم إلى جزءين، جزء مشغول بالعلم والأبحاث والدراسة، والجزء الثانى خاص بالعمل العام وهذا الجزء هامشى خاو على عروشه كما يقولون وهذا الجزء استغله الإخوان وبدأوا يبثون فيه ما يريدون.
والحقيقة كما يقول فودة كانت نسبتهم مرتفعة قبل ثورة 30 يونيو وقبل تقلد محمد مرسى كرسى الحكم، ولكن خلال حكم مرسى وبعد ثورة 30 يونيو وما تلاها من أحداث عنف من جانب الإخوان والجماعات الإسلامية قلت نسبة المتعاطفين مع الإخوان بدرجة كبيرة ويكفى ما حدث من مقتل 25 جنديا بسيناء الأسبوع الماضى كفيل بأن يفقد الإخوان جميع المتعاطفين معهم، أما إذا كان هناك بعض المتعاطفين الآن مع الإخوان فهؤلاء نسبتهم لا تذكر ولن يؤثروا فى الحياة السياسية أو الانتخابات القادمة.