لا يزال معتقل جوانتانامو يثير مزيدا من الجدل، خاصة على صفحات الصحف البريطانية وسط اتهامات للسلطات بتعرض السجناء داخل المعتقل للتعذيب والإساءة المستمرة، بالإضافة إلى استمرار إضرابهم عن الطعام الذى بدأ منذ شهر. تقول صحيفة الإندبندنت البريطانية إن سجن جوانتانامو سيئ السمعة يلحق عارا بالإنسانية بأثرها، مشيرة إلى أن أكثر من نصف السجناء عبروا عن احتجاجهم لأجل غير مسمى من خلال الإضراب عن الطعام.
وتشير الصحيفة إلى أن الرئيس الأمريكى باراك أوباما قد سبق ووعد خلال فترة رئاسته الأولى بإغلاق المعتقل فى خلال عام من توليه الرئاسة، لكن ما وعد به لم ينفذه، وكان مسئولون أمريكيون أكدوا أن أكثر من نصف معتقلى سجن جوانتانامو البالغ عددهم 166 سجينا يستمرون فى إضرابهم عن الطعام احتجاجا منهم على تردى أوضاعهم واستمرار حبسهم لأجل غير مسمى.
والآن ازداد الوضع سوءا فى هذا السجن سيئ السمعة وواصل العشرات من المعتقلين إضرابهم عن الطعام الذى بدأوه فى شهر فبراير الماضى وتدهورت الحالة الصحية لمعظم هؤلاء بشكل خطير، وضربت مثلا بأحد السجناء من أصل عربى ويدعى عامر شاكر والذى بدأ إضرابا عن الطعام منذ أكثر من 70 يوما وتدهورت حالته الصحية والنفسية بشكل سيئ.
وأوضحت الصحيفة أن شاكر تعرض للاعتقال من قبل السلطات الأمريكية قبل أكثر من 11 عاما دون أن توجه إليه أى اتهامات أو يسمح له بالرجوع إلى زوجته وأولاده فى بريطانيا، وكان قد عبر فى رسالة نشرته الصحيفة عن خوفه أن يتعرض للموت قبل خضوعه لمحاكمة تنصفه وتبعد عنه التهم الموجهة إليه، وكشف عن تعرضه للتعذيب بحضور ضابط من المخابرات البريطانية الخارجية، بالإضافة إلى وصفه للأوضاع السيئة التى يعانى منها المعتقلون.
وأشارت الصحيفة إلى أن نافى بيلاى مفوضة حقوق الإنسان بالأمم المتحدة دعت السلطات الأمريكية أوائل شهر إبريل إلى إغلاق معتقل جوانتانامو بسبب استمرار إضراب السجناء عن الطعام، معتبرة أن تعرض الكثير من المحتجزين للسجن لأجل غير مسمى دون اتهامات أو خضوع للمحاكمة هو انتهاك للقانون الدولى ولالتزامات وقوانين الولاياتالمتحدة والمعايير الدولية.