مازالت مسابقة الدورى العام فى علم الغيب والكرة المصرية تحت رحمة الألتراس وحكم القضاء الذى من المفترض أن يصدر اليوم بشأن أحداث مباراة المصرى والأهلى، وإن كان هذا الحكم أيضا، أصبح يطارده شبح التأجيل بعد طلب النائب العام إعادة المرافعة فى هذه القضية بناء على التطورات الجديدة فيها وبأدلة دامغة، وقد تأثرت الكرة المصرية كثيرا من جراء الأحداث التى شهدتها مصر، خاصة حادث بورسعيد الذى أدى إلى تجميد الكرة المصرية تماما، ولم تتأثر الكرة المصرية فقط على المستوى المحلى، بل إنها تراجعت أيضا على المستوى الدولى، ورغم أن كرة القدم فى العالم كله أصبحت صناعة واستثمارا، إلا أنها فى مصر مازالت محاصرة بالعديد من القيود التى تحول دون تقدمها.
فقد تحولت الرياضة إلى صناعة فى كل دول العالم ومازالت مصر محلك سر فى استثمار هذه الصناعة على الرغم من أننا سبقنا غيرنا خاصة الدول العربية فى إنشاء الاتحادات الرياضية واحتراف لاعبينا.. على سبيل المثال لعبة كرة القدم بما أنها أكثر شعبية وجماهيرية وإذا نظرنا إلى دولة مثل المملكة العربية السعودية نجد أن الاتحاد الآسيوى لكرة القدم قدر حجم الفرص الاستثمارية التى يمكن أن توفرها صناعة كرة القدم السعودية بنحو 10 مليارات ريال أى ما يوازى 6,2 مليار دولار كحد أدنى. الدهشورى حرب الرئيس الأسبق للاتحاد المصرى لكرة القدم من جانبه قال إن حجم الاستثمارات المصرية فى كرة القدم قد تعطل بالفعل، فالاستثمارات تقدر ب 250,1 مليار جنيه كانت مقسمة كالتالى، نحو 350 مليون جنيه إلى 380 مليون جنيه لنشاط رعاية الشركات للأندية الرياضية ونحو خمسين مليونا لرعاية الشركات لاتحاد الكرة و250 مليونا إعلانات غير مباشرة فى الطرق وغيرها و320 مليونا حجم استثمارات عاملة فى مجال الفضائيات الرياضية. وأضاف حرب أن المنظومة الكروية فى مصر يعيبها الجهل الاقتصادى فحتى الآن الكرة تدار بشكل عشوائى ولم تتحول إلى صناعة يمكن أن يستفاد منها الاقتصاد المصرى كما يحصل فى عدة دول أخرى وعلى رأسها البرازيل والأرجنتين. أما تامر النحاس وكيل اللاعبين فقال: جميعنا يعلم أن كرة القدم أصبحت صناعة، وتوجد دول تساهم الرياضة بشكل كبير فى تطوير اقتصادها، ورغم أننا من أكثر الشعوب جنونا بكرة القدم إلا أننا وحتى وقتنا هذا نتعامل مع الكرة على أنها هواية وليست صناعة واحترافا.. وقال النحاس: إن تكملنا عن اللاعبين المصريين فى الخارج يجب الإشارة إلى أننا نملك - منذ سنة 1911 - لاعبا مصريا محترفا فى الدورى الإنجليزى وهو حسين حجازى مرورا بالكثير بمحمد لطيف الذى احترف فى إسكتلندا. وأضاف النحاس: إذا تحدثنا عن الفترة الحالية نجد أننا نملك قاعدة لا بأس بها من اللاعبين المحترفين فمثلا نملك الرحالة العربى والذى انتقل بين أكبر وأشهر أندية العالم اللاعب أحمد حسام ميدو الذى كانت بداياته فى نادى الزمالك مع فرق الناشئين، ولكنه انتقل للاحتراف فى نادى جنت البلجيكى ومنه انتقل لنادى أياكس أمستردام الهولندى ثم انتقل لنادى سلتافيجو الإسبانى على سبيل الإعارة لمدة 6 أشهر ومنه إلى مارسيليا الفرنسى بمبلغ 6 ملايين دولار ثم انتقل إلى نادى روما الإيطالى وانتقل على سبيل الإعارة لنادى توتنهام الإنجليزى ب 12 مليون يورو، ثم انتقل بعد ذلك نهائيا فى موسم 2007- 2008 إلى نادى ميدلزبراه الإنجليزى بستة ملايين جنيه استرلينى . وقال النحاس: إننا أعرنا الكثير من اللاعبين بمبالغ كبيرة فعمرو زكى مثلا احترف فى ويجان الإنجليزى بمليون و250 ألف جنيه استرلينى للزمالك، بالإضافة إلى 400 ألف يورو لفريق لوكوموتيف موسكو، وتضمن عقد احتراف زكى أيضا حصول الزمالك على مبلغ 500 ألف جنيه استرلينى فى حالة نجاح زكى فى تسجيل عشرة أهداف مع ويجان فى الدورى الإنجليزى، وهو ما حدث بالفعل، وأشار النحاس إلى صفقة انتقال اللاعب الناشئ محمد صلاح الذى انتقل من المقاولين إلى صفوف نادى بازل السويسرى مقابل 3 ملايين يورو بواقع 5,1 مليون يورو يحصل عليها المقاولون ومثلها فى صورة امتيازات تمنح للمقاولون خلال عام من تاريخه. هناك أيضا والكلام للنحاس حسنى عبدربه ومحمد زيدان وحسام غالى الذى انتقل من الأهلى إلى فينورد روتردام الهولندى مقابل مليون ونصف المليون دولار ثم إلى توتنهام الإنجليزى ثم إلى ديربى كاونتى الإنجليزى ثم إلى النصر السعودى.. أيضا عماد متعب الذى لعب مع الاتحاد السعودى مقابل المليونى يورو لمدة موسم واحد فقط ثم احترف فى نادى استاندرليج البلجيكى مقابل مليون يورو سنويا.. أيضا أحمد المحمدى الذى احترف فى نادى سندرلاند مقابل مليونين ونصف المليون جنيه استرلينى، بالإضافة إلى أن نادى إنبى سيكون له الحق فى الحصول على نسبة 15٪ فى حالة بيع اللاعب لنادٍ آخر. الدكتور كمال درويش رئيس نادى الزمالك الأسبق من جانبه أكد أن القوانين الرياضية هى التى تعوق الاستثمارات فى مصر، فالرياضة ككل كان يتحكم فيها قانون عام ,1975 حيث كانت كرة القدم مجرد هواية وسمعنا مرارا وتكرارا عن تغيير القانون سواء فى فترة تولى حسن صقر للمسئولية أو الآن حتى فى وجود العامرى فاروق الذى فند خلال العديد من اللقاءات التليفزيونية عيوب القانون الحالى للرياضة ووقوفه فى وجه قيام الأندية باستثمارات ترتقى بها.
