يجتاح خلال هذه الأيام المنطقة العربية خريف عربى ساخن، من المحيط للخليج، حيث يعيش التونسيون الآن لحظات أشبه بالزلزال السياسى لا يعلمون ما سيؤول إليه مصير البلاد بعد التأويلات الأخيرة حول حدوث انقلاب عسكرى بعد أزمة انقطاع البث التليفزيونى لأربع قنوات تونسية. ورغم النفى القاطع من جميع الجهات الرسمية فى تونس لحدوث انقلاب عسكرى فإن البعض ذهب إلى حد القول أن المجلس العسكرى يستعد لإصدار البيان رقم 1 يعلن فيه سيطرته على البلاد، وربط البعض انقطاع البث التليفزيونى بالانتشار العسكرى الكثيف للقوات المسلحة التونسية وسط تونس العاصمة وشمل غالبية المناطق الحيوية، ودعا الرئيس التونسى المنصف المرزوقى الأحزاب السياسية إلى وقف تبادل إطلاق النار إعلاميا للحفاظ على الوحدة الوطنية !
وشهدت تونس خلال الساعات القليلة الماضية حالة من الفوضى حيث انتشرت التظاهرات فى جميع أنحاء البلاد كما غلب العنف بين القوى السياسية، وزادت المطالبات باستقالة الحكومة.
على صعيد آخر أحيت ليبيا الذكرى الأولى ل. علان (التحرير التام) للبلاد من نظام معمر القذافى فيما تستمر الاشتباكات فى مدينة بنى وليد التى تتهم بحماية أنصار الدكتاتور الراحل. مظاهر الاحتفال تمثلت فى سيارات مزينة بالعلم الليبى أخذت تجوب شوارع العاصمة الليبية مطلقة العنان للأناشيد الوطنية والنشيد الرسمى بالرغم من استمرار المعارك الدامية فى مدينة بنى وليد التى كانت من آخر معاقل أنصار القذافى والتى يتهمها البعض بأنها لا تزال تؤوى أنصارا للزعيم الراحل ملاحقين من القضاء تفسد الاحتفال.
وفى سياق ثالث حظرت الكويت تجمع أكثر من 20 شخصا وأعطت الشرطة المزيد من السلطات لتفرقة المحتجين فى تصعيد المواجهة مع المعارضة قبل الانتخابات المقررة فى الأول من ديسمبر. . وتشهد الكويت توترات منذ أن أمر أميرها الشيخ صباح الأحمد الصباح بإجراء تغييرات على قانون الانتخاب فى خطوة انتقدتها المعارضة ووصفتها بأنها محاولة لتقويض فرصها فى الانتخاب وستقاطع المعارضة الانتخابات ودعت إلى احتجاجات.
واستخدمت قوات الأمن الغاز المسيل للدموع وقنابل الصوت وقنابل الدخان لتفرقة آلاف المتظاهرين بعد أن نظموا مسيرة متجهة إلى وسط مدينة الكويت احتجاجا على التغييرات فى القانون. . وكانت المواجهة أسخن فى لبنان بعد اغتيال اللواء (وسام الحسن) رئيس فرع المعلومات فى قوات الأمن الداخلى بلبنان، وانتشرت عناصر الجيش فى العاصمة لتهدئة الاشتباكات العنيفة بين السنة والعلويين أنصار النظام السورى، وأشعل الهجوم أزمة سياسية مع مطالبة المعارضة باستقالة حكومة رئيس الوزراء اللبنانى نجيب ميقاتى الموالية فى أغلبها لدمشق.