الحيطان للشباب والليبراليين.. والمساجد للإخوان.. مجرد تعبير مجازى للأزمة التى أحدثها الإخوان بمسح الجرافيتى المؤرخ للثورة من شوارعها التاريخية، الأمر لا يتعلق بكونه فناً خلق ليعترض بل ليثور، لكنه أعقد من ذلك، لأن هناك من لايزال لا يفهم والأكثر ألماً أنهم ممن شاركوا فى الثورة أو على الأقل من المتمسحين . محمد خالد» رسام جرافيتى اعترف لنا بأن فنانى الجرافيتى عادوا للهروب كما كان الوضع قبل الثورة بدعوى أن هناك قوى سياسية أقوى منهم من المحتمل أن تؤذيهم.. وقال خالد إن الأدوات التى ينُفذ بها الجرافيتى فى مصر هى الأرخص وما يقوله: الدكاترة من أنها على نفس جودة الأدوات التى تستخدم بالخارج غير واقعى، ففى ألمانيا مثلاً الرسام يستطيع التحكم بأدواته وبالتالى الرسومات تظهر بشكل أكثر جمالاً ولكن بمصر الأدوات رديئة وهى التى تتحكم فينا وليس العكس . د. صلاح المليجى أستاذ بقسم الجرافيك بكلية الفنون الجميلة ورئيس قطاع الفنون التشكيلية قال إن رئيس الوزراء هشام قنديل عندما صرح برغبته فى ترك الرموز التى توثق للثورة بميدان التحرير كان عليه أن يترك الجرافيتى وليس مسحه، فالجرافيتى أكثر أشكال الفنون التى وثقت للثورة. وذكر أن قطاع الفنون التشكيلية يقوم بتوثيق الرسوم الجرافيتية بشكل دائم تحسباً لأى مسح من الممكن أن يحدث بعد ذلك. وحول الكلمات والجمل المكتوبة على جدران الشوارع المصرية مثل «فين العيش» و«مبروك على الدهان» أضاف أنها أيضاً نوع من أنواع الجرافيتى ولكن متوجة بروح الدعابة والحس الكوميدى الذى هو طبيعة الشعب المصرى، لذلك لا يعتبر تشويها. د.صفية القبارى وكيلة كلية الفنون الجميلة لشئون البيئة قالت إنها لم تتعجب ولم ترفض حملة تنظيف شوارع القاهرة لأن الجرافيتى ليس توثيقا فهو آجلاً أم عاجلاً سيزول لأنه ينُفذ بأدوات لا تقاوم عوامل التعرية. صالح سليمان أستاذ مساعد بقسم علم الاجتماع- جامعة عين شمس قال إن ما قامت به الحكومة من مسح للجرافيتى دليل على رؤيتها بأنه وسيلة تعبير قوية لها صدى، فالسور هو بوق التيارات الليبرالية والعلمانية واليسارية والمساجد هى بوق الإخوان.■