انهيار صناعة الكاسيت فى السنوات الأخيرة وتراجع حجم الألبومات وتقلص الحفلات والمهرجانات الغنائية فى 2011 وتراجع المنتجين عن الإنتاج الغنائى خوفا من الخسارة المادية التى ستلحق بهم، دفع عدد كبير من المطربين إلى البحث عن مهنة أخرى ولم يجدوا أمامهم سوى مهنة تقديم البرامج بعد تصدر مطربات الكليبات الخليعة المشهد الغنائى. فى الفترة الأخيرة ظهرت مجموعة من البرامج التى عوضت المطربين عن الغناء. «أصالة» فى برنامجها «صولا» نجد الطابع الغنائى هو الغالب عليه من خلال استضافتها لنجوم الطرب فى العالم العربى كنوع جديد من الدردشة الممزوجة بوصلات غنائية، وهو ما ينطبق أيضا على برنامج «لطيفة» «يلا نغنى» فى أول تجربة تليفزيونية لها، وكذلك «مايا دياب» بعد انفصالها عن فرقة «4cats» ببرنامجها «هيك منغنى» التى استغلت فيه أنوثتها أكثر من استغلالها لصوتها.
«هيك منغنى» لم يكن التجربة الوحيدة ل«مايا» بل سبقته تجربة أخرى فى Dail or no dail والتى كانت تقدمه قبلها «رزان مغربى».
«مايا» أظهرت فى برنامجها قدرات ملحوظة ساهمت فى جذب المشاهد بأدائها البسيط. لم تقتصر برامج المطرب المذيع على هذه النوعية بل امتدت لاكتشاف المواهب الجديدة من المطربين التى تعانى من نقص الفرص، من خلال استنساخ النسخة الأمريكية لبرنامج «Arabs cot talent» وتحويلها إلى نسخة عربية استعانت فيها ب«نجوى كرم» كأحد أعضاء لجنة التحكيم. نفس المهمة قام بها كل من «أحلام» و«راغب علامة» فى برنامج «عرب أيدول».
برامج المذيعين المطربين فتحت المجال لتستقبل هذا الموسم برنامجين جديدين «صوت الحياة» أحد برامج اكتشاف المواهب الجديدة ويضم فى لجنة تحكيمه كلاً من «هانى شاكر»، «سميرة سعيد»، «حلمى بكر» وبرنامج the voice لفريق عمله المكون من 4 مطربين «شيرين»، «كاظم الساهر»، «صابر الرباعى»، «عاصى الحلانى» وكل منهم يعمل كمدرب لفريق يضم 12 فردا يتم تأهيلهم عبر ثلاث مراحل أولها مرحلة الاختبارات التى تعتمد على الصوت فقط دون الصورة ثم مرحلة التصدى بين كل فريق من ال4 فرق ليصلوا فى النهاية إلى المرحلة الختامية التى يكون الحكم النهائى فيها للجمهور للتصويت لصاحب اللقب.
والسؤال هل سيستمر هذا الحال ليعوض الفنانين عن مصدر رزقهم الوحيد وهو الغناء الذى تجمد فى ثلاجة الفوضى والعشوائية وسماسرة الفن الهابط؟! أم أن ستكون مجرد ظاهرة يعودون بعدها للبحث عن مورد رزق غنائى لهم مهما كلفهم الأمر من معاناة؟!
«حلمى بكر» أكد أن السوق الغنائية أصيبت بحالة من الشلل المؤقت ويتمنى ألا تطول هذه الفترة حتى لا تتدهور وتصبح شللا كاملا، خاصة بعد أن بدأت الساحة فى استقبال نماذج لا علاقة لها بالموسيقى ولا الغناء ولا حتى الذوق الفنى مما دفع المنتجين لاستغلال ثقافة المجتمع المتدنية فى التربح من وراء تجارتهم الغنائية المبتذلة مشيرا إلى أن هناك مطربين كباراً أمثال «هانى شاكر»، «على الحجار»، «مدحت صالح» وغيرهم من الأصوات المحترمة رفضوا المشاركة فى هذه المهزلة ولم يجدوا بديلا سوى البرامج الغنائية الأقرب إلى ميولهم بشرط أن تكون برامج أيضا محترمة.
«بكر» قال إن برنامج «صوت الحياة» الذى سيقدمه على قناة «الحياة» بمشاركة «هانى شاكر» و«سميرة سعيد» هو مسابقة لاكتشاف المواهب الجديدة والجيدة فى محاولة لإعادة الحياة مرة أخرى للغناء المصرى.
«هانى شاكر» لفت إلى أن زحف المطربين على البرامج مثل «أصالة» و«لطيفة» وهو أيضا لا تستطيع أن تقول عنه سبوبة بل هروبا من الفن الردىء الذى ملأ الساحة وبحثا عن وجه آخر للظهور بشكل مختلف شريطة عدم الخروج عن المضمار الغنائى نفسه وهو العالم الذى يحتل كياننا جميعا.
«هانى» أضاف أن برنامج «صوت الحياة» يسعى لتصدير الأصوات الجيدة وتقديمها إلى المنتجين ليتبنوها ويقدمونها إلى الساحة بشكل جيد بدلا من الاهتمام بأصوات رديئة ليست لها أى قيمة ومكانها الوحيد الملاهى الليلية التى تتناسب مع حجمها الطبيعى؟ «شيرين عبدالوهاب» قالت إنها فى برنامجها الجديد the voic على قناة mbc لا تلعب دور المذيعة بمعناه الصريح، ولكنها تقوم بدور مدربة ل12 شخصاً تؤهلهم إلى مرحلة التصدى مع بقية الفرق الأخرى، وبالتركيز على الأصوات الموهوبة وهى تجربة جديدة عليها تتمنى لها النجاح، مشيرة إلى أن هناك بعض المطربات اللاتى خضن تجارب مماثلة كانت لهن فيها، طلة مميزة مثل «مايا دياب» فى «dail or no dail» و«نيكول سابا» فى «التفاحة» فكلاهما أضاف لبرنامجيهما.
«شيرين» لفتت إلى أن المطربين والمطربات ليس وحدهم من سعوا إلى فكرة تقديم البرامج نتيجة توقف حال الوسط الغنائى، بل سبقهم نجوم التمثيل وكرة قدم وأظهروا جوانب أخرى كانت خفية من شخصيتهم وهى موهبة التقديم التليفزيونى فمنهم من ترك بصمة ومنهم من مر مرور الكرام.
بقى أن نعرف بورصة أجور المطربين المذيعين حيث تصدر القائمة «هانى شاكر» الذى حصل على 3 ملايين جنيه كعقد شامل يليه «شيرين عبدالوهاب» التى حصلت على نفس الأجر، أما «سميرة سعيد» فمثلها مثل «لطيفة» حصلت كل منهما على مليون ونصف المليون جنيه و«حلمى بكر » 750 ألف جنيه و«مايا دياب» 500 ألف جنيه وتبقى «أصالة» التى حصلت على 2 مليون جنيه رغم أن البرنامج من إنتاج زوجها المخرج «طارق العريان » وقيل إنها اتفقت معه أيضا على نسبة من الإعلانات تصل إلى 20٪.∎