فيما شهدت بدايات الأسبوع الماضى توافدا مكثفا - يحيطه الأمل - للمتضررين أمام ديوان المظالم، بقصر عابدين بعد الإعلان عن إنشائه.. كانت الصورة أكثر قتامة وارتباكا عند بعض من اصطفوا بين طوابير الديوان، إذ رأى البعض أن سوء معاملة الأمن لهم يجعلهم يشعرون باستمرار النظام السابق وأن من بداخل ديوان المظالم يتلقون تعليمات من عناصر سابقة للنظام! بالإضافة إلى اعتراضهم على أخذ الشكاوى منهم بدون إعطاء المتظلمين رقما معينا للشكوى يستطيعون من خلاله متابعة الشكوى المقدمة. فهذا الأمر يثير الشكوك، إذ قد يحدث تلاعب فى الشكاوى أو حجب البعض منها عن الرئيس.. ولهذا وجه المواطنون من قصر عابدين نداء للرئيس بتوخى الحذر من هؤلاء العناصر حتى لا تؤثر على ثقة الشعب به، حيث جاءت جموع المواطنين من مختلف المحافظات لعرض مشكلاتهم التى لم ترتبط بسياق واحد، بل متنوعة ومتعددة.. منها شكاوى تتعلق بضرورة الاهتمام بالمعاقين وذوى الاحتياجات الخاصة الذين تقدموا سابقا بطلبات من حقهم ولكن لم يستجب أحد لهم، ومشكلات الحاصلين على درجات الماجستير والدكتوراة وشكاوى تطالب بتحسين الأجور وتخفيض الأسعار، كما طالب بعض المواطنين الرئيس بالاهتمام بعمال مصانع العاشر من رمضان بسبب ما يواجههم من فصل تعسفى، وأيضا بتشكيل وزارة جديدة لم تحتو على أى شخص من نظام مبارك الذين يخططون لإسقاط الرئيس، كما يؤكد أحد المواطنين عدم تفاؤله بالنظر فى الشكاوى المقدمة، خاصة بعد اعتراف بعض أمناء الحراسة فى قصر القبة بأن الشكوى لا تجدى بالنفع لأن من «تحت الكرسى الرئاسى هم نظام قديم وسيعملون على عدم التوصيل للرئيس».
فى حين شعر آخرون بالتفاؤل فإحدى المواطنات تعتبر تواجدها أمام القصر حلم سمح به د. محمد مرسى فلم يكن أحد سابقا يجرؤ أن يقف أمام القصر وفي سياق شكوي المواطنين هناك العديد من الشكاوى التى توجه أصابع الاتهام لبعض الرموز السابقة الذين ألقوا بالشرفاء فى السجون بدلا من تكريمهم، بالإضافة للشكاوى الجماعية التى تتعلق بعمال المصانع والشركات ومنها شكوى عمال شركة أمونسيو العالمية للغزل والنسيج بالعاشر من رمضان التى تتعلق بتهريب صاحب الشركة «عادل طالب أغا» لأمريكا بمعرفة حكومة نظيف، وما قام به العمال من شكاوى واعتصامات ولكن لم يجدوا أحدا يلبى نداءهم، وبالتالى تقدموا لديوان المظالم لعل وعسى أن يحقق العدل، كما يضيف محمد شعبان الذى يعمل فى شركة ريجاس غاز الأقاليم أنهم يعملون فى الشركة منذ 3 سنوات وعندما طالبنا بالتعيين جاء قرار مجلس الإدارة بفصلنا منذ نحو 7 أشهر (69 عاملا مفصولا) وتقدمنا بشكوى للوزير وقال لنا إنه سيتم توزيعنا على شركات البترول فى أسيوط التى تبلغ 12 شركة ولكن لم ينفذ ذلك، أيضا تظلمات بشأن حالات النصب والاستيلاء على الأراضى لذلك طلب أحد المواطنين وضع رقابة على الوحدات المحلية لأنها أساس الفساد. عبده دسوقى عضو جماعة الإخوان المسلمين أوضح أن ديوان المظالم فكرة جيدة لأنه جاء من رغبة الرئيس فى معرفة شكاوى المواطنين مباشرة وليس من تقارير مقدمة لأنه يرغب أن يعيش معاناة الشعب وإن كان الديوان قد يواجهه بعض المشكلات فى البداية، ونظرا لما يثير حوله من بعض الشكوك الآن من قبل المواطنين فإنه من المحتمل بعد استقرار الأمور وتشكيل الرئيس لوزارة قوية فإننى أعتقد أنه سيكون من أقوى الدواوين وقد يصل إلى فكرة عالمية من أجل سماع الحكام لشكاوى شعوبهم.