خروج مسابقة الدورى العام لكرة القدم من الغيبوبة، وعودة النشاط الكروى بصفة عامة أصبح لغزاً يصعب حله ويحتاج إلى معجزة لكى تخرج منها، فقد أصبحت عودة مسابقة الدورى مستحيلة فى ظل الظروف الراهنة التى تعيشها البلاد، مما ينذر بصعوبة مجرد مناقشة قضية توقف النشاط الكروى. فبعد أن بدأ نظام الجبلاية القديم يعدون العدة للعودة مرة أخرى إلى مواقعهم فى مجلس الإدارة باتحاد الكرة من خلال الانتخابات القادمة بعد دورة الألعاب الأوليمبية وشعروا بارتياح كبير بعد الجولة الأولى من انتخابات الرئاسة والتى فتحت الطريق لهم وجددت آمالهم فى العودة إلى جانب نتائج محاكمة القرن وتبرئة نجلى مبارك وقيادات الداخلية.. كل هذه الشواهد منحتهم الأمل فى العودة مرة أخرى.
الكرة المصرية الآن باختصار بين المطرقة والسندان، أى بين انتخابات الرئاسة وأحكام القضاء، وغليان الشارع المصرى ليس فى صالح الكرة المصرية بكل المقاييس، خاصة أن تجميد النشاط الكروى سببه الرئيسى الخوف من التجمعات، ولهذا كانت القرارات بمنع حضور الجماهير فى مباريات الأهلى والزمالك وإنبى الأفريقية ثم فى مباريات المنتخب فى تصفيات أفريقيا والمؤهلة لكأس العالم، بالإضافة إلى الوصايا العشر أو الاشتراطات العشر التى حددتها وزارة الداخلية للموافقة على استئناف مسابقة الدورى والتى أيدتها النيابة العامة، ورغم أن المجلس القومى للرياضة رصد ميزانية لتنفيذ الاشتراطات الأمنية فى الاستادات التى سيتقرر إقامة المباريات فيها لعودة الدورى، فإن الأمل يعد ضعيفاً أيضاً فى هذه العودة، خاصة أن استاد القاهرة سبق أن أعلن جاهزيته لإقامة المباريات فى حضور الجماهير وتنفيذ الاشتراطات الأمنية وبجولة للأمن على الاستاد اكتشف أنه لم يتم تنفيذ أى من هذه الشروط وأصر على رفض إقامة المباريات باستاد القاهرة بالجماهير.
فى المقابل تصور البعض أن نجاح أحمد شفيق فى انتخابات الرئاسة سيفتح الباب لعودة الدورى باعتبار أن ما أعلنه وما صرح به من مساندة يحظى بها من الجهات الأمنية ستعيد الاستقرار للشارع المصرى،بينما تصور البعض الآخر أن نجاح محمد مرسى فى انتخابات الرئاسة سيزيد الشارع المصرى اشتعالاً، لكن الأحكام الصادرة فى قضية المتظاهرين التى قلبت الأمور رأساً على عقب ومن المتوقع أن تشتعل الأحداث أكثر فى نهاية هذا الأسبوع مع صدور الأحكام المرتقبة فى قضيتى حل البرلمان والعمل من عدمه بقانون العزل السياسى .
ورغم الجهود التى يبذلها المجلس الأعلى للقوات المسلحة لإعادة الاستقرار للبلاد والهدوء للشارع المصرى خاصة بعد دعوته للقوى السياسية المختلفة فى اجتماع طارئ فى الأسبوع الماضى، إلا أن من الواضح أن هناك حالة غليان عامة فى مصر، وأن هذه الحالة ستنعكس بصورة مباشرة على عودة الدورى العام لكرة القدم، وأنه من المستحيل أن يتحدث أحد فى اتحاد الكرة أو من الأندية عن عودة الدورى فى ظل احتقان الشارع المصرى.