رغم انتمائها لعائلة فنية عريقة لكن الممثلة الشابة «ناهد السباعى» لم تجد أى مشكلة فى أن تبحث بنفسها عن شخصيات مميزة تقدمها فى السينما والتليفزيون كى يعرفها الجمهور بعيداً عن كونها حفيدة «فريد شوقى» و«هدى سلطان» وكريمة المنتجة «ناهد شوقى» والمخرج «مدحت السباعى» ليكون لهذا السعى نتيجة مباشرة وغير متوقعة بحصولها على دور رئيسى فى فيلم مثير للجدل هو «678» لتخطو من خلالها خطوات واسعة للأمام بعدما قدمت نفسها بقوة فى فيلم «احكى يا شهرزاد»، بينما تواجه جمهور التليفزيون قريبا من خلال مسلسل «الجامعة». ناهد السباعى التى لاتزال فى سنة أولى تمثيل تكلمت مع «صباح الخير» حول ما حققته وما تتمنى أن تحققه فى السنوات المقبلة بعد الاحتفاء النقدى والجماهيرى بفيلمها الأخير. * كل أبطال فيلم «678» من النجوم أصحاب الخبرة ماعدا أنت وخطيبك فى الفيلم «عمر السعيد» فكيف حصلت على هذه الفرصة؟ - لا أجد أى مشكلة فى البحث عن الأدوار الجيدة والتقدم لأى اختبار تمثيل يقيمه أى منتج أو مخرج طالما أشعر أن هذا الفنان سيضيف لى، فلن أجلس فى البيت أنتظر دورا مميزا، وأقول إن من يريد أن يعرفنى يجب أن يشاهد أفلامى، فمازلت فى البداية ولن أمثل بسمعة أسرتى بالعكس أشعر بسعادة عندما يقابل أحد والدتى ويقول لها «بنتك ممثلة كويسة» ولا أطلب منها العكس أى أن تقوم بالترويج لى بين أصدقائها، حتى أنها فوجئت بأدائى فى فيلم «678» كأى متفرجة، وهو أمر يشعرنى بالفخر بكل تأكيد، وعندما علمت أن «محمد دياب» يستعد لفيلم جديد كمخرج لأول مرة تقابلنا لأننى كنت معجبة بأفلامه كسيناريست وقرأت السيناريو، وأعجبنى ثم أعطانى دور «نيللى رشدى» وهو عن واقعة حقيقية تابعناها جميعا عن الفتاة التى كانت أول من تبلغ عن واقعة تحرش وكان لابد من تسجيل هذه الحالة فى الفيلم الذى يناقش التحرش من كل الزوايا وفى كل الطبقات. * فيلم «678» من الأفلام التى أثارت الجدل حتى قبل عرضه بفترة طويلة، كيف تعاملت أنت مع ردود فعل الجمهور؟ - بصراحة لا أهتم بالجمهور إلا وقت عرض الفيلم، حيث أنزل لحضور الفيلم فى أكثر من صالة عرض، لكن قبل ذلك لا يمكن للفنان إلا أن يركز فى البلاتوه وهو يتخيل رد فعل الجمهور، لكن كنا نتضايق بالطبع من ظن الجميع أن الفيلم سيكون مليئا بالتحرش الجنسى، بينما رسالة الفيلم الحقيقية هى كيف يمكن أن نواجه هذه الظاهرة لكن من خلال سيناريو محكم يقدم كل النماذج التى تتضرر من التحرش بدون أى مشاهد مبالغ فيها. * لكن هناك من قال إن السينما ليست مجالا لحل المشكلات الاجتماعية؟ - اختلف مع هذا الرأى، فالسينما مثل الصحافة والتليفزيون وسيلة للتواصل مع الجمهور ولابد من استخدامها فى التأثير على الناس، فحملات التوعية التليفزيونية مثلا والأخبار فى الصحف وحدها لا تكفى، لابد من تضافر كل وسائل الإعلام. * بالتأكيد كان مشهد التحرش هو الأصعب بالنسبة لك، لكن كان هناك أيضا مشهد مؤثر هو تقديمك لقصتك فى ستاند أب كوميدى على المسرح، فهل كان هناك فرق بين المشهدين؟ - أعتقد أن مشهد الستاند أب كوميدى أرهقنى ذهنياً، لأنه كان بحاجة لتركيز شديد حتى أصل بإحساسى للجمهور، فشخصية «نيللى» كانت فاشلة فى الكوميديا لأنها لا تقدم حكايات من الواقع، وعندما أعجب الجمهور بالحكاية وضحكوا عليها كانت حكاية حقيقية تؤكد أن الناس فى كثير من الأحيان يفقدون التمييز بين متى يضحكون ومتى من المفترض أن يتأثروا بما يسمعونه ويشاهدونه أمامهم، لكن مشهد التحرش كان مرهقاً جسدياً وذهنياً، ويكفى أنه تم تصويره من السادسة صباحا حتى الثامنة مساء، وكنت أرى كاوتش السيارة أمام عينى فى كل مرة، وكان لابد من خروجه بمصداقية كبيرة، فلم يكن هناك أى مجال للاستعانة بالدوبلير وتعرضت لكدمات كثيرة فى هذا اليوم، لكن كان المهم هو أن يصل حجم المعاناة للجمهور، ففى الحكاية الحقيقية الناس قرأت فى الصحف ماذا حدث للضحية وهذا أمر غير كاف لأن الكل يتخيل ما حدث على طريقته لكننا فى الفيلم وثقنا الحادث حتى يعرف الجميع معاناة فتاة تعرضت لهذا النوع من الاعتداء وهو ما تكرر مع شخصية «فايزة» وشخصية «صبا». * وكيف كان التعامل مع النجمتين «بشرى» و«نيللى كريم» باعتبارك الأقل خبرة؟ - بدون كلام كبير لم تكن هناك أى مشكلة لأننى لم أشعر أصلا بفرق الخبرة والنجومية، فبشرى ونيللى وباقى أبطال الفيلم من الممثلين المحترفين الذين يذهبون لموقع التصوير من أجل القيام بعملهم كما ينبغى بالتالى لا مجال للتركيز مع باقى الممثلين فى أمور شخصية، بالعكس كلنا كنا بحاجة للتعاون لأن الفيلم جماعى لا يعتمد على بطل واحد، ويمكن القول أن قضية الفيلم وحماس محمد دياب جعلنا كلنا نندمج فى فريق واحد وهو ما يشعر به المتفرج بسهولة. * تعاملت فى السينما مع «يسرى نصر الله» و«محمد دياب» وفى التليفزيون تعاملت مع «هانى خليفة» وهو أصلا مخرج سينمائى، فهل كان هناك تخطيط لهذا الأمر؟ - بالطبع لا، لكن كما ذكرت أنا أبحث عن الأعمال الجيدة وبالصدفة كل المخرجين كانوا سينمائيين، لكن أتمنى أيضا أن أتعامل مع مخرجى دراما مميزين، فالمخرج هو مفتاح تألق الممثل بكل تأكيد لأن الموهبة وحدها لا تكفى، وفى مسلسل «الجامعة» أتعاون أيضا مع المخرج «عمرو قورة» الذى شارك «هانى خليفة» فى إخراج الحلقات الخمس عشرة التى يتكون منها الموسم الأول، وسيتم عرضه قريبا على إم بى سى، وشارك فى الاختبارات أكثر من 3000 شاب وفتاة حتى تم الاستقرار على الأبطال الرئيسيين وعددهم 20 ممثلا وممثلة. * وماذا عن دور «ندى» الذى تقدمينه فى المسلسل؟ - الدور معى منذ حوالى عامين حيث بدأنا التحضير للعمل منذ فترة، كما أن التصوير بطريقة السينما جعل التصوير يستمر لفترة طويلة، لهذا أحببت الشخصية جدا، ولم أفكر فى غيرها رغم تعدد أدوار الفتيات فى المسلسل، «وندى» تعانى من طلاق والديها وتعيش حياة غير مستقرة حتى تتعرض لمفاجآت غير متوقعة وبالمناسبة والدى «مدحت السباعى» يشارك بالتمثيل فى هذا المسلسل ليكون أول لقاء فنى بينى وبينه.