معركة مع أعوان الساحرة تونيا علي ظهر السفينة الأمير كاسبيان بين بارنز ومعه لوسي وأخواتها مرة ثالثة.. وهذه المرة بطريقة الأبعاد الثلاثة المذهلة.. ألتقى بالأسد أصلان ومملكة نارنيا ، التى يتمثل فيها العدل والخير ومناهضة الشر والسحرة الأشرار.. ولا أجافى الحقيقة ، إذا قلت إن سلسلة أفلام نارنيا ، وهذا هو الثالث منها - يمكن أن تكون عوضا عن سلسلة أفلام « هارى بوتر» الشخصية الأسطورية التى شغلت قراء العالم بكتبها السبعة وأفلامها الثمانية ، فالكتاب السابع والأخير قسم إلى فيلمين بدلا من فيلم واحد ، وسيعرض الفيلم الثامن منها فى صيف العام القادم. ويهمنى هنا أن أقول إن «نارنيا» قد سبق الروائى الإنجليزى سى إس لويس زميلته ج. ك. كلينج مؤلفة «هارى بوتر» بكثير، فسلسلة « نارنيا» ظهرت لأول مرة عام 1949 وظل سى إس لويس يقدم أجزاءها إلى 1954 وحتى الآن بيع منها أكثر من 100 مليون نسخة فى 41 لغة، والجزء الأخير منها نال جائزة وسام كارنيجى عام 1956 وكان يحمل عنوان «المعركة الأخيرة». كانت مؤسسة والت ديزنى قد أنتجت الفيلمين الأولين من هذه السلسلة.. نارنيا، ونارنيا والأمير كاسبيان، لكن الإنتاج والتوزيع آل إلى شركة فوكس بدءا من هذا الفيلم نارنيا ورحلة السفينة الملكية.. وقبل أن أتطرق إلى نقد الفيلم وقصته أحب أن أبدى رأيا متواضعا هو أننى أجدنى أمام رحلة غير مسبوقة إلى عالم السحر والمغامرات والفانتازيا.. أمام فيلم ممتع للكبار قبل الصغار، ولم أستمتع منذ مدة طويلة مثلما أمتعنى فيلم نارنيا.. رحلة السفينة الملكية.. وهو جدير بالفعل لأن يحتل رأس قائمة الإيرادات وشباك التذاكر منذ عُرض لأول مرة ولعدة أسابيع متتالية ورغم المنافسة الشديدة التى يتعرض لها من الأفلام التى تحرص هوليوود على عرضها فى أعياد الميلاد لتلحق بها منافسات الأوسكار 84 فى أواخر فبراير من العام القادم. إن «نارنيا» بأجزائه المتبقية هو الوارث الحقيقى لسلسلة «هارى بوتر» و«ملك الخواتم» و«تويلايت» ونارنيا وملكها الطيب الأسد أصلان يؤدى الممثل الإنجليزى الشهير ليام نيسون دوره حواريا فقط ولا يظهر على الشاشة. * لوسى الصغيرة فى نارنيا بداية الفيلم مثيرة، كما فى فيلمى نارنيا السابقين، إذ تنتقل لوسى الصغيرة «جوجرى هنيلى» وأخوها إدموند «إسكندر كايتيس ومعهما ابن عمها أيوستاس هذه المرة إلى نارنيا بطريقة مغايرة لوصولهم فى الفيلم الأول عن طريق دولاب الملابس ومعها أشقاؤها الثلاثة أدموند وبيتر وسوزان، والشقيقان الأخيران لن نرهما فى الجزء الثالث من الفيلم إلا عبر لقطات سريعة عابرة تذكرنا بهما.. أعود للبداية، حيث تصادف لوسى وأدموند وابن عمها عبر لوحة جدارية لسفينة عظيمة تمخر عباب البحار ، واللوحة فى مقدمتها وجه الأسد أصلان ملك نارنيا العادل. ويفاجأ ثلاثتهم بأن الماء يندفع من اللوحة ليغرق الحجرة شيئا فشيئا حتى تمتلئ عن آخرها ، وعندما تغمرهم المياه تماما يجدون أنفسهم قد انتقلوا إلى مملكة نارنيا فى وسط المحيط ، وتظهر على بعد سفينة ملكية ضخمة، تلتقطهم ويصعدون إلى ظهرها يكتشفون أنها سفينة الأميركاسبيان «بين بارنز» الذى يجوب بها بحار نارنيا. وفى استعراض فانتازى رائع، يلتقى الثلاثى لوسى وأدموند وأيوستاس كل الأصدقاء الذين حاربوا معهم سحر نونيا التى كانت تريد أن تسحب كل ضوء فى العالم لكى تسلمه إلى عالم من الظلام.. ويبدأون مغامرة جديدة، يرعاهم الملك الأسد أصلان ، وخلال رحلتهم تستعين الساحرة نونيا بكل أتباعها من رموز الشر مثل التنانين العمالقة، والوحوش الأسطورية والأقزام والمحاربين القساة الغلاظ الغاضبين على طول الخط ، على أن الأمير كاسبيان يقود السفينة الملكية بمهارة وفروسية، كتلك التى ألفناه منه فى الفيلم الثانى «نارنيا والأمير كاسبيان» وهو يمتطى ظهر تنين ضخم محاربا منتصرا على أتباع الساحرة الشريرة. وتنتهى الرحلة وتصل السفينة الملكية إلى بر الأمان، ليجد أبطالنا الثلاثة، لوسى وأدموند وأيوستاس، الذى أوشك فى الفيلم الأول من سلسلة نارنيا أن يخون أبناء عمه، لكنه يستجيب وازع الخير فى نفسه ويبعده عن الخيانة ليصبح بطلا فى الجزء الثانى.. وبالطبع يجدون الأسد الملك أصلان فى انتظارهم على شواطئ نارنيا.. * مخرج جديد للثالث والرابع الفيلمان الأولان من سلسلة أفلام نارنيا كانا من إخراج أندر أدامسون الذى كان له الفضل فى إعطاء الجزءين الأول والثانى نكهة خاصة وسحرا قائما على الفانتازيا المرحة المحببة عند الجماهير، خاصة الأطفال والمراهقين من جمهور «ملك الخواتم» و«هارى بوتر» و«تويلايت»، خاصة الفيلم الثانى الذى قام ببطولة أمير نارنيا كاسبيان على ظهر التنين الطائر. أما «السفينة الملكية» الفيلم الثالث فقد اختير لإخراجه مايكل أبند وهو مخرج متميز عرفناه من أفلام مثل «العالم وحده لا يكفى» وقد نفذه بالأبعاد الثلاثة عن سيناريو تشارك كتابته كريستوفر ماركوس وستيفن ماكفلاى.. وبدأ تصوير الفيلم فى 27 يوليو 2009، فى كوينز لاند بأستراليا وفى الجزء الأول تم التصوير فى استوديوهات وارتر بأمريكا ثم أيسلندا ، خاصة المشاهد التى تغطيها الثلوج فى الفيلم نظرا لأن الثلوج تغطى إيسلندا على مدار العام. فى الاستوديو، بنى المخرج مايكل أبند هيكل السفينة الملكية بالحجم الطبيعى، وبلغ وزنها الإجمالى 145 طنا، وتم تعليقها على محركات هيدروليكية تجعلها تتمايل على جنبيها كما يحدث فى الطبيعة لأى سفينة.. واستعان مايكل أبند بخبيرى المؤثرات الصوتية أنجس بيكرتون وجيم رايجل اللذين وضعا المؤثرات الرقمية لفيلم «ملك الخواتم». وقد تعاقد المخرج مايكل أبند بالفعل على أن يخرج الفيلم الرابع من سلسلة «نارنيا».. وأنا شخصيا أعتبر الشخصية المحورية فى هذه السلسلة هى الملك الأسد أصلان حاكم مملكة نارنيا العادل المدافع عن الخير والحب والإنسان والذى ينطق بلسان الممثل الإنجليزى الشهير ليام نيسون.