ابطال فيلم ميكروفون لم يكن فوز الفيلم المصرى «ميكروفون» بجائزة أفضل فيلم فى المسابقة العربية بالدورة الأخيرة من مهرجان القاهرة مفاجئاً للكثيرين فمن شاهدوا الفيلم فى اليوم قبل الأخير للمهرجان أجمعوا على جودة الفكرة وحيوية الأداء حتى لو افتقد الفيلم بعض عناصر الفرجة السينمائية بسبب اعتماده فى أغلب المشاهد على ممثلين غير محترفين يؤدون شخصياتهم الحقيقية، بالتالى كانت الجائزة منتظرة ومتوقعة لكن أبطال الفيلم حضروا الندوة التى أعقبت العرض الأول له فى القاهرة وهم مستعدون للنقاش مع الجمهور أكثر من التركيز مع جوائز المهرجان، ربما لأن الفيلم حصد بالفعل جائزة مهمة وهى التانيت الذهبى فى مهرجان قرطاج ومن قبله شارك فى مهرجان تورنتو ومن بعده فى مهرجان أبوظبى ويشارك حاليا فى مهرجان دبى. شهدت الندوة حوارا بناءً طوال الوقت بين صناع الفيلم والحضور وإن كانت انتهت بجدال حاد حول ما أسماه البعض تقليل الفيلم من شأن أم كلثوم ليرد المخرج أحمد عبدالله بدون دبلوماسية بأن أم كلثوم ليست مقدسة الأمر الذى أثار غضب الكثيرين، كذلك عاب الندوة دعوة أبطال الفيلم لزملائهم فى الوسط الفنى الأمر الذى جار على الوقت المخصص للصحفيين حيث تكررت الأسئلة ممن يصف نفسه بأنه باحث وآخر مساعد مخرج رغم أن الندوة مخصصة بالأساس للصحافة والنقاد. لكن رغم كل ما سبق كانت الندوة فرصة حقيقية للتعرف على أفكار صناع «ميكروفون» وعلى الفرق الموسيقية السكندرية التى ظهرت فى الفيلم وجميعهم حضروا الندوة فى دار سينما فاميلى، حيث أكد خالد أبوالنجا أن الفيلم قريب من شخصيته الحقيقية، حيث عاش هو الآخر فترة خارج البلاد ومن يسافر بعيدا عن مصر يشاهدها بطريقة مختلفة عن المقيم فيها، لأن زاوية الرؤية تختلف، مؤكداً أن الفيلم دعوة لتأمل ظواهر مختلفة فى المجتمع المصرى وعدم الجرى وراء القولبة، فيما سأل المنتج «محمد حفظى» الحضور عن رأيهم فيما شاهدوه وهل كانوا يعرفون أن الإسكندرية مليئة بكل هذه الفنون، فليس الفيلم عن الفرق الغنائية فقط وإنما عن فن الجرافيت والتزحلق وغيره من الفنون. من جانبه اعترف المخرج أحمد عبدالله بوجود فارق كبير بين فيلمه الأول «هليوبوليس» وفيلم «ميكروفون» وذلك بعدما أكدت إحدى الحاضرات أن الفيلم الأول أصابها بالاكتئاب عكس الفيلم الجديد، حيث أكد «عبدالله» أن الفيلم الأول كان محاولة لقراءة الماضى لتفسير الحاضر أما الفيلم الجديد فهو قراءة للحاضر لتوقع المستقبل وما يحمله أصحاب هذه الفرق من رغبة فى الصمود والتحدى يؤكد أن المستقبل فى مصر للشباب رغم الظروف الصعبة. واعترف مخرج الفيلم بأن مشهد ضرب بائع الكاسيت - أدى دوره عاطف يوسف - من جانب رجال الشرطة جاء تأثراً بواقعة وفاة الشاب السكندرى خالد سعيد التى حدثت خلال تصوير الفيلم فتم تغيير السيناريو، علما بأن السيناريو نفسه لم يكن قانونا يسير عليه الممثلون كما يحدث فى أى فيلم فكان ما يهم «عبدالله» أن يتمكن كل ممثل من دوره لا من الحوار الأمر الذى جعل معظم المشاهد تخرج بتلقائية شديدة وهو ما دفع الفنان خالد أبوالنجا للتأكيد على أن الفيلم ساهم فى تعليمه الجديد حول التمثيل، وهو فيلم مستقل عن الفرق المستقلة الأمر الذى يؤكد أهمية دعم هذا النوع من السينما لأنه من دونه لن نرى أشياء كثيرة تحدث فى مجتمعنا. ووجه الحضور تحية للمنتج محمد حفظى كونه ينتمى بالأساس للسينما التجارية لكنه تحمس لإنتاج فيلم مستقل، وأكد حفظى أن السينما المصرية باتت بحاجة لهذه التعددية. من جهة أخرى قال المخرج «أحمد عبدالله» إن عدم إعجاب البعض بمشاهد «منة شلبى» واعتبارها بطيئة الإيقاع وجهة نظر لأنه لا يوجد فيلم يجمع عليه الجميع وطلب من الحاضرين فى القاعة التصويت فانحاز معظم الحضور لأن «منة شلبى» أضافت للفيلم، حيث أدت شخصية الفتاة التى ارتبطت بها البطل قبل سفره وعندما حاول العودة لها بعد رجوعه إلى مصر وجدها قررت الهجرة يأساً من الأوضاع التى تعيشها. من جانبها أكدت الفنانة «يسرا اللوزى» أنها شاركت فى هذا الفيلم بالصدفة، حيث اعتذرت فى البداية لارتباطها بمسلسلى «الجماعة» و«لحظات حرجة» لكن إصرار أسرة الفيلم على وجودها جعلهم ينسقون مواعيد التصوير بالشكل الذى يناسبها لكنها أصيبت بإرهاق شديد لدرجة أنها لا تتذكر الكثير من كواليس التصوير. أما الفنان «هانى عادل» فأكد أن صداقته الممتدة مع المخرج «أحمد عبدالله» منذ15 عاما وراء تعاونه المثمر معه للفيلم الثانى على التوالى وأنه سعيد بظهوره بعيدا عن شخصيته كمطرب، وسعيد أيضا بالفيلم الذى يدعم هذه الفرق المستقلة كونه تعرض للتجربة نفسها عندما شارك فى تأسيس فرقة «وسط البلد» قبل عدة سنوات مؤكدا أن ظروف فرق الإسكندرية أصعب بسبب عدم وجود جمهور مهتم عكس القاهرة المليئة بالجمهور لكنها مليئة أيضا بالفرق القاهرية. فيما أكد الممثل الشاب «أحمد مجدى» سعادته بالتجربة لأنه يؤدى شخصية مخرج وهى شخصيته الحقيقية أيضا لكن توجيهات «أحمد عبدالله» ساهمت فى خروج الشخصية والفيلم بهذا الشكل ويتمنى أن يكون الفيلم إضافة جيدة له بعد «عصافير النيل» أولى تجاربه كممثل مع والده المخرج «مجدى أحمد على». كواليس الندوة كادت تحدث أزمة بين الصحفيين وأسرة الفيلم قبل العرض بسبب التفكير فى عزلهم فى قاعة مختلفة عن التى سيجلس فيها الأبطال وأعضاء الفرق الموسيقية لكن الأزمة انتهت سريعا بسبب رفض الصحفيين القاطع للفكرة وتهديدهم بمغادرة العرض. قال الفنان خالد أبوالنجا إن الرقابة ستشاهد الفيلم مرة ثانية حتى تحكم بشكل نهائى ما إذا كانت ستحذف منه بعض الألفاظ أم لا، وإن توقع مرونة من الرقابة بعد فوز الفيلم بكل هذه الجوائز استعدادا لعرضه التجارى فى يناير المقبل. شهد العرض حضور الفنانين والمخرجين آسر ياسين وبسمة ومحمد خان ومحسن أحمد ومريم أبو عوف ومجدى أحمد على وتامر عزت ونجوى نجار. تعرضت نسخة الفيلم للقطع مرتين خلال العرض الأمر الذى أثار استياء الحضور وفريق العمل كون القطع جاء بسبب دار العرض وكون النسخة كانت مجهزة للسفر إلى دبى. حظى «الإكسلانس» أحد الشخصيات الحقيقية التى شاركت بالفيلم بترحيب خاص من الحضور، كذلك الممثل الشاب «محمد صالح» الذى أدى شخصية مدير المركز الوطنى للفنون. نال مدير التصوير طارق حفنى إعجاب الحضور خصوصا مدير التصوير الشهير محسن أحمد بسبب جودة الصورة رغم استخدام كاميرا7 لأول مرة والمفارقة أن حفنى مصور فوتوغرافى بالأساس.