عادل لبيب: مائة شاب بقيمة خمسة آلاف شاب

الصدفة وحدها جعلت «صباح الخير» ضمن حضور اجتماع بين محافظ الإسكندرية اللواء عادل لبيب ومجمو عة من شباب جامعة الإسكندرية يمثلون «فريق سايف بجامعة الإسكندرية» وهم «أحمد محمود بسطاوى، إسراء حنفى، محمد طارق، وإبراهيم جمال الدين مع اللواء عادل لبيب محافظ الإسكندرية.
وهذا اللقاء كان يحمل من المعانى الكثير، ولذا نحرص على نشر وقائعه، ليس بصفته لقاء بين مسئول ومجموعة من الشباب، ولكنه نافذة على أفكار ورؤى شباب ومسئول جمعتهم الرغبة فى تقديم أقصى دعم وجهد لمجتمعهم حتى يتغير إلى الأفضل، تلاقت مع حماس مسئول كبير ومبادراتهم فعرفت فورا الطريق إلى التنفيذ على أرض الواقع.
البداية كانت عندما عرض شباب مجموعة من الأفكار على اللواء عادل لبيب أثناء إحدى زياراته الميدانية.. فطلب المحافظ من مجموعة الشباب الاجتماع بهم فى مكتبه لمناقشة الاقتراحات وتدارسها واتخاذ الإجراءات التنفيذية فوراً.
وهو ما حدث وكانت «صباح الخير» موجودة فى هذا الإجتماع والذى انتهى إلى قرار من اللواء عادل لبيب بالمشاركة التامة ودعم جهد هذا الشباب مادياً ومعنوياً وتنفيذياً لتنفيذ المشروعات التى اقترحوها وأضاف لها اللواء عادل لبيب مشروعات أخرى توجه للمناطق العشوائية فى الإسكندرية
بدأ وفد فريق سايف بجامعة الإسكندرية حواره مع المحافظ قائلا : - نحن نعمل على ثلاثة أبعاد فى مشروعاتنا التنموية أول شىء تنمية السياحة فى الإسكندرية باعتبارها عاصمة السياحة العربية 2010
وثانى بُعد نعمل عليه هو استثمار الطاقة لدى الشباب عن طريق البرامج التى نقدمها بالتعاون مع جامعات مختلفة، وثالث بُعد هو تنمية العشوائيات حيث بدأنا فى قرية الجبل، منذ عامين وأخذت هذه المشروعات عدة أبعاد.
البعد الأول هو تنمية الشباب عن طريق خمسة برامج والهدف من هذه البرامج الخمسة هو تنمية إمكانيات الشباب، وفتح مجالات لهم فى سوق العمل، وبالفعل بعض الشباب من فريق سايف المكون من مائة فرد، وهم من مختلف الكليات، جاءت لهم فرص فى شركات مختلفة والخمسة برامج التى نفذناها عن طريق الشباب كانت تهدف إلى تنمية إمكانياتهم والمشاركة فى المؤتمرات، والمشاركات الدولية.
وأضاف شاب آخر : إن البعد الثانى : الذى نعمل عليه هو تنمية المناطق العشوائية ففى قرية الجبل عملنا أربعة مشاريع أول مشروع اسمه «لوفا»، فقرية الجبل متخصصة فى إنتاج اللوف وأهل القرية كانوا يبيعونه خاما، والمشروع أننا وعينا الناس على كيفية عمل خط تصنيع ل « اللوفا» الخام، عشان يقدروا ينتجوا منها، ويعملوا خط إنتاج، وهناك مشروع آخر لإعادة تدوير المخلفات، يهدف إلى تشغيل طلاب الجامعة، بالإضافة إلى تشغيل الشباب من أهل القرية فى هذا المجال، بمعنى أنهم يبدأون توزيع المخلفات عشان بعد كده الشركات تستفيد منها، ثالث مشروع هو زراعة الأسطح، وبدأنا فيه ببيت فى العامرية. وهذا المشروع يهدف إلى إنتاج محاصيل عضوية، بالإضافة إلى تنقية الجو من الأتربة والتلوث، وهناك مشروع ثانى إحنا عامليناه هو القروض الصغيرة، والقروض دى «سبعة آلاف جنيه» بدأنا توزيعها على أهالى القرية بدون فوائد، فالفكرة فى القروض إننا بنشجع أهالى المنطقة أننا مش بناخد الفلوس بعد ما يردوا القرض لأ دا فيه ناس ثانية من أهالى المنطقة بيأخذوه بعدهم.
وبعض المشاريع التى قامت على أساس هذه القروض عمل ورش للخياطة. وأضاف أحد أعضاء الفريق أن هناك بعدا آخر هو العمل فى السياحة، وكانت البداية ب«يخت بحرى فى القلعة»، وكان اليخت محتاج لإصلاح فساعدنا صاحب اليخت بمبلغ لإصلاحه واتفقنا مع بعض شركات السياحة أن تذهب إليه بوفود من شركات سياحية، ونظرا لنجاح المشروع تم الاتفاق مع خمسة آخرين من أصحاب اليخوت بتوفير وفود سياحية لهم، بالإضافة إلى توعية السياح وتوعية أصحاب المراكب بطرق التعامل مع السياح إلى جانب تثبيت الأسعار التى يتم دفعها بعيدا عن المتاجرة.
ورد اللواء عادل لبيب بتأكيد مشاركة المحافظة ورعايتها بكل الوسائل لهذه المشروعات ووجه الشباب إلى البدء بهذه المشروعات فى المناطق العشوائية. وأضاف أن هناك مشروعات مثل «تسمين العجول» حيث شجعنا كل خمسة أو ستة يعملوا مشروع، وأيضا هناك مشروعات «مناحل للعسل» ومزارع سمكية على مساحات صغيرة، ونحن نقوم بتشغيل الشباب من أصحاب المؤهلات العليا والمتوسطة، وسنعطى فى كل قرية قروضا لعشرين أو ثلاثين شابا.
مؤكدا أن القرى والعشوائيات من أهم الأشياء التى تحتاج إلى خدمات بسبب التكدس السكانى الكبير، وسوء الخدمات المقدمة لهم، ولذا لابد أن يكون هناك اهتمام بهؤلاء الناس.
وهنا سألت «صباح الخير» اللواء عادل لبيب عن هذه الاستجابة السريعة والحماس الشديد للشباب فأجاب: هذا الشباب عنده قدرة كبيرة على العطاء، والمشروع يحتاج لأشخاص متفرغين ذهنيا، وهذا لا يصلح مع الموظف الذى اعتاد العمل للساعة الثانية، لكن مجموعة الشباب هأشغلهم كفريق عمل متكامل قادر على العطاء والتكيف مع الشباب من سنه.
مشكلة الشباب أن كل واحد له اتجاه معين، يعنى مازالوا مرتبطين بالوظيفة الحكومية، ولم يستوعبوا بعد أن النظام اختلف، فعندما يقدم أحدهم على مشروع خاص لن يقتنع الآخرون إلا إذا المشروع نجح، والتجربة نجحت، فتجد الجميع مقتنع بالتجربة ومقبل عليها.
صباح الخير : هل هذه التجربة بعد أن ترى النور ستجذب الآخرين لها بقوة؟
- المحافظ: نعم، فهؤلاء مائة شاب، وهم بقيمة خمسة آلاف شاب، فمثل هؤلاء لابد أن نشجعهم.. المحافظ وفر لهم وسيلة نقل ووسيلة اتصال، هؤلاء الشباب سينجحون وأنا متحمس لهم بشدة.
صباح الخير : بنتكلم عن الشباب والحماس، أعطنا روشتة لكيفية التعامل مع الشباب ؟
- الشباب كويس مش وحش، بس لازم نقعد معاهم ونتكلم معاهم ونشوفهم، أنا باتكلم معهم، وهم يقولون نحن فى حاجة إلى مشروع كذا وكذا، هم إللى جايين يعرضوا المشروع، فقلت لهم ابقوا تعالوا اقعدوا معايا، وجاءوا وقعدوا، أنا أول مرة النهارده اسمع المشروع بتاعهم، فأنا بأقول دلوقت إحنا نشوف المشاكل إيه، وإزاى نحلها ذاتيا، لأن الدولة مش هتقدر تتحمل كل هذه المسئولية، هانقول بقى إن موارد الدولة كذا، وإن الدولة كذا، لا، أنا كمحافظ موجود، وأشوف إزاى أنا أقدر أدبر نفسى، أنا إللى بأخلق فرصة عمل، لأنهم «الأقدر» على حل المشاكل، فأنا عامل مساعد، بأوفر له المورد المالى وأدعمه، وفى نفس الوقت أفيد الدولة كمان لما أعمل مشروع يبقى هو بيكسب، وينتقل إلى مشروع آخر، ما هو مش هيشتغل بس فى المشروع دا أنا بأوقفه على رجليه.
صباح الخير:لقد وجهت المشاريع المطروحة من الشباب إلى العشوائيات ؟
- المحافظ : العشوائيات، والقرى الفقيرة أو الأكثر فقرا وهذا مهم جدا فهى نقطة الاستهداف من الدولة، يعنى لابد إننا نطور العشوائيات، لأنه بينعكس على الشباب الصاعد، والدولة فعلا مهتمة اهتمام كبير جدا بالعشوائيات، يعنى مثلا، الصرف الصحى فى العشوائيات والمناطق الريفية خلال الثلاث سنوات الأخيرة كلف عشرة مليار جنيهفى الإسكندرية، تم تنفيذ حوالى 70% وال30% الباقية أمامها سنة أو سنة ونصف حتى يتم الانتهاء منها .
صباح الخير : فى أى مناطق عشوائية فى الإسكندرية؟
- المحافظ : فى كل المناطق العشوائية إللى عندنا، فيه مناطق انتهت وخلصت بالفعل، وفيه مناطق شغالين فيها حاليا.
فالعجمى كان مخطط سنتين للانتهاء منها، ولكنها انتهت فى سنة ونصف كلها، بتكلفة مليار واثنين مليون جنيه، وبالطبع حياة سكان هذه العشوائيات تحسنت كثيرا بعد هذا التطوير، وهذا ما نسعى إليه فنحن نسعى لتطوير المكان والإنسان.
وفى ختام اللقاء طلب المحافظ اللقاء مرة أخرى مع الشباب يجتمع فيها أعضاء الفريق بالكامل وهم مائة لبحث إمكانية تنفيذ المشروعات.