القلب أكثر عضو حيوى بجسم الإنسان بل إنه أغلى عضو وهبه الله لنا فهو المحرك الأساسى فبنبضه تستمر الحياة.. لكن ما أن يصاب بأذى تنقلب الحياة رأساً على عقب ومصر من أكثر الدول التى يعانى شعبها من الأمراض القلبية حيث تراجعت الأمراض السرطانية والأورام والطفيليات كأسباب للوفاة بين المصريين لتتصدر الأمراض القلبية القائمة، لذلك كان لنا لقاء مع د. حسن خالد رئيس وحدة طب القلب والحالات الحرجة بمستشفيات «قصر العينى» بجامعة القاهرة قال لنا: إن: أمراض القلب خاصة أمراض «الشرايين التاجية والذبحة الصدرية أصبحت مثل «الكحة» بين المصريين، ويعتقد البعض أن الإصابة بأمراض الشرايين التاجية أكثر انتشاراً بين الفقراء ولكن ما لا يعلمه الكثيرون أن الأمراض القلبية لا تختص بفئة بعينها ولكنها أصبحت أكثر انتشاراً بين الطبقة المتوسطة والغنية وأصحاب الأعمال المهنية والمثقفين أيضاً والذين لديهم متطلبات حياتية كثيرة والذين يقومون ببذل جهد فكرى وعصبى وبدنى فى أعمالهم إلى جانب الافتقاد للراحة فهم أكثر عرضة للإصابة بأمراض «الشرايين التاجية». «توقف عن التدخين من فضلك» ويؤكد د. حسن خالد: يمثل التدخين أحد أهم العوامل التى تؤدى إلى الإصابة بأمراض الشرايين التاجية وكل سيجارة يقوم «المدخنون» بتدخينها تزيد من هذا الخطر والحل الوحيد هو الإقلاع عن التدخين، فدرجة الخطر تقل سريعاً بعد الانقطاع عن التدخين وتعود إلى نفس مستواها بعودة الفرد إلى التدخين مرة أخرى. ويشير قائلاً: التدخين، السكر، الضغط، السمنة، ارتفاع الكوليسترول فى الدم تمثل عوامل الخطر التقليدية ولكن ما جعلنا نتفوق على جميع الدول الأوروبية بالإصابة بأمراض القلب هو «الخمول الجسمانى»، حيث أكدت الأبحاث أن الجسد الخامل يزيد من مخاطر الإصابة بأمراض الشرايين التاجية وخاصة أن جميع المصريين يفتقرون للممارسة الرياضية. وهذا ما اكتشفه الغرب من قبلنا، ويتعجب قائلاً: يتردد علىَّ يومياً مرضى يعانون من أمراض الشرايين التاجية وهم لا يتجاوزون العقد الثالث من العمر، على الرغم من أن البعض منهم لا يدخن ولا يعانى من أمراض السكر أو الضغط وخلافه، ولكنهم يعانون من الخمول الجسمانى فى حين تظهر أمراض الشرايين التاجية فى الغرب بعد العقد السادس من العمر لأنهم يتبعون رياضة المشى يومياً ويعتمدون على أنفسهم فى كثير من الأعمال، حيث أكدت الأبحاث أن الذين يعتمدون على أنفسهم فى صعود السلالم تقل لديهم الإصابة بأمراض الشرايين التاجية عن الأفراد الذين يعتمدون على استخدام الأسانسير. ويقول د. حسن خالد: كنت أحد خمسة باحثين رئيسيين فى مشروع «الضغط المصرى الأمريكى» فى مصر بين عامى 91:93 وأجرينا أبحاثاً على 7 محافظات حضرية، وريفية وكانت النتائج أن محافظة الوادى الجديد والمحافظات الريفية أقل إصابة بالأمراض القلبية والضغط والسكر بنسبة 15%، بينما المحافظات الحضرية بنسبة 25:35%، وذلك يبين لنا أن العوامل المؤدية إلى الإصابة بأمراض القلب ترجع إلى الأسلوب المعيشى الخاطئ وعدم اتباع العادات الصحية السليمة الخاصة بالغذاء والحركة والخمول الجسمانى. السيدات وأمراض القلب ويؤكد د. حسن: السيدات فى مرحلة الخصوبة يكن فى حماية إلى حد ما من الإصابة بأمراض القلب عن الرجال وذلك لأن لديهن هرمون الأستروجين الأنثوى فى الدم وبعد سن انقطاع الطمث فإن خطورة إصابة المرأة بمرض الشرايين التاجية أكثر من أية حالة أخرى، لذلك قام الباحثون بإعطاء السيدات اللاتى يعانين من أمراض انقطاع الطمث جرعات مكثفة من «الهرمون الأنثوى الصناعى» على هيئة «حبوب»، ولكن أدى ذلك إلى إصابتهن بأورام سرطانية، لذلك قام الباحثون بتقليل هذه الجرعات بشكل كبير حتى لا تؤثر عليهن وخاصة السيدات اللاتى يعانين من أمراض انقطاع الطمث. تعليمات مهمة وحول الوقاية من أمراض القلب يقول د. حسن خالد: يجب قياس الضغط 3 مرات فى أوقات مختلفة فوق سن الأربعين و5 مرات فى أوقات مختلفة فى أقل من سن الأربعين. ويجب قياس السكر بعد الأكل كل سنة مرة بعد سن الأربعين وتقليل نسبة الكوليسترول فى الدم عن طريق تناول أطعمة قليلة الدهون. والأشخاص الذين لديهم مستويات عالية فى مادة الهوموسيستين فى الدم تكون لديهم قابلية للإصابة بأمراض الشرايين التاجية وهى مادة وراثية، لذلك يجب قياس هذه المادة فى الدم، خاصة لمن كان أحد والديهم أو أبنائهم أصيب بمرض الشرايين التاجية قبل سن 55 وتناول حمض الفوليك وفيتامين «ب» مدى الحياة لأنه يقلل من أخطار أزمات القلب والشرايين التاجية والجلطات، لذلك يجب تناوله حتى لمن لا يعانى من ارتفاع نسبة الهوموسيستين فى الدم. ويجب ممارسة الرياضة والمشى لمدة نصف ساعة على الأقل والتقليل من استعمال السيارة والاعتماد على النفس فى الأعمال اليومية إلى جانب استعمال السلالم أكثر من استخدام الأسانسير لتجنب الإصابة بأمراض القلب الوبائية.