نظم المجلس الأعلي للصحافة وبرنامج تطوير الإعلام، حلقة نقاشية حول «مستقبل الصحافة في العصر الرقمي» استضافت جورج بروك، رئيس تحرير جريدة التايمز اللندنية سابقا وعميد كلية الإعلام بجامعة سيتي بلندن وعددا من رؤساء تحرير الصحف القومية والحزبية والخاصة. وبدأ السيد جورج بروك حديثه مؤكدا أن جملة مستقبل الأخبار تحتوي علي افتراض هو أن المستقبل سيحتوي علي الوسيط الرقمي باعتباره وسيطا هاما من الوسائط الإعلامية، ولكن هل الأخبار ستستمر أم لا؟ خاصة أن عمل الصحفي كان إنتاج الأخبار وكتابتها ونقلها عبر الوسيلة الإعلامية، ولكن في العصر الرقمي «الديجيتال» أصبح من السهل علي أي شخص كتابة الأخبار ونشرها علي الويب، فإذا كانت التكنولوجيا الرقمية طريقة جديدة لنشر الأخبار فهي أيضا نقلة حضارية، لأنها ساهمت في تغيير كل شيء كطرق نشر الأخبار وطريقة الحياة نفسها. - الإنترنت والموبايل وأضاف بروك أن التزاوج بين التكنولوجيا الرقمية «الإنترنت» والموبايل لم يحدث بعد ولكن هذا التزاوج سوف يؤثر علي قارات بعينها كأفريقيا، كما أن سرعة انتشار الموبايل ثمانية أضعاف سرعة انتشار الإنترنت، وثاني هذه الآثار هو التحول الكبير في المعلومات التي يصعب تغييرها عندما يتم طبعها علي الورق، ولكن من السهل تغييرها علي الإنترنت وبصورة مستمرة تبعا لحجم الأشخاص والمعلومات، وثالث هذه الآثار هو لا مركزية الصحافة، فالأخبار لم تعد في حاجة إلي أجهزة ومعدات مرتفعة التكاليف مثل معدات الإذاعة مثلا، ولذا يصعب حاليا تحديد من هو القادر علي إنتاج الخبر، ففي السابق كان الصحفي الذي يعمل في مؤسسة صحفية هو القادر علي عمل الخبر ونشره، علي عكس الآن حيث يتمكن أي شخص من الكتابة علي مواقع الإنترنت، والتي أصبح من الصعب علي الحكومات أو الدول استغلال المعلومات أو التلاعب بها، بل إن المستهلك حاليا هو الذي يحدد ماهية الخبر وكيفية الوصول إليه. وأضاف بروك أن رؤساء التحرير أمامهم تحديان الأول: أن يعرفوا ما هي رسالة الصحافة في الوقت الحاضر، والثاني أن يقوموا بوضع اختيار نموذج جيد للعمل حتي تنجح مطبوعتهم الصحفية. وقال بروك إنه مازال يؤمن بأن الصحافة الورقية صاحبة دور هام فلو تم استثناء الأعمال التي تقوم بها التكنولوجيا الرقمية، لتبقي بعدها جزء كبير من المهام التي لن يقوم بها غير الصحفي في المطبوعة الورقية. - وظائف الصحافة وذكر بروك تعريفا للصحافة بأنها محاولة مستمرة لإظهار الحقائق المهمة للمجتمع، وذلك من خلال أربع وظائف أو مبادئ رئيسية، أولها- التحقق من صحة الخبر، ثم ترجمة هذه الحقائق وأن تكون ذات معني، وثالثا: أن الصحافة ستبقي شاهد عيان علي العصر علي الرغم من وجود التكنولوجيا الرقمية، وأخيرا مازال التحقيق هو أحد أهم الوظائف الأساسية للصحافة وذلك في الموضوعات التي لا يرغب أي مسئول في الحديث عنها، فمهمة التحقيق هي كشف النقاب عن مثل هذه القضايا. - إيجابيات وسلبيات وعن الآثار السلبية والإيجابية للإنترنت علي الصحافة المطبوعة قال بروك: أبسط تأثير هو فقدان الصحف الورقية للإعلانات والإعلان نوعان الأول إعلانات مبوبة عن الوظائف وبيع أشياء وهذا النوع اختفي تماما من الصحف المطبوعة، لسهولة وضعها علي مواقع الإنترنت، ولذا فإن الصحف التي كانت تعتمد علي هذا النوع من الإعلانات فقدت جزءا كبيرا من إيراداتها، والنوع الثاني من الإعلانات هو الإعلانات التي تنشر في الصفحات العادية علي نصف صفحة أو صفحة كاملة. - الضوابط كما وجه أحد الحاضرين سؤالا عن الضوابط التي تضعها الدولة لتقنين الصحيفة الإلكترونية وتنظيم عملها مثل الصحيفة الورقية، وقال بروك: الضوابط التي تضعها الإدارة التحريرية في المؤسسة هي الإشراف التحريري علي محتوي الصحيفة الإلكترونية مثل الصحيفة الورقية، ولكن الضوابط التي تضعها الدولة علي الإصدارات قليلة جدا، بل إن الدولة حاولت تكييف النصوص القانونية التي تطبقها علي الصحافة الورقية حتي تتناسب مع الصحافة الإلكترونية لكنها ليست مطبقة بالفعل، حيث إن المحتوي الإليكتروني تصعب السيطرة عليه، ولكن ينبغي علينا الالتزام بالشفافية والنزاهة.