يعتبر الخوف من المدرسة أو عدم الرغبة فيها من الظواهر المنتشرة بين طلاب المدارس وبالذات طلاب المرحلة الابتدائية، ونلاحظ ضعف رغبة الطلاب في الذهاب إلي المدرسة، ومن ذهب منهم فإنه ينتظر بفارغ الصبر نهاية اليوم الدراسي، حيث يبحث الطالب عن أي سبب ليغيب عن الدراسة، ويتشوق دائما إلي الإجازة!. وأوضحت الدراسات أن 2 بالمائة من الأطفال من سن 6 إلي 01 سنوات يعانون من هذه المشكلة وبينت الدراسات أن الظاهرة منتشرة عند الإناث أعلي منها عند الذكور وأنها تظهر عند الأطفال المبتدئين في الروضة والابتدائي. في البداية يطرح د. أحمد يحيي أستاذ علم الاجتماع بجامعة قناة السويس الأسباب التي جعلت الطلاب يزهدون في الدراسة والمدرسة قائلا: بعض المباني لا تعتبر مكانا مناسبا صالحاً للعملية التعليمية والتربوية .. فتجد المبني المدرسي: صغير الحجم، ضيق الفصول، ضعيف التهوية، شديد الحرارة، أو البرودة وكثرة أعداد الطلاب في الفصول، مما يجعلها غير مناسبة للدراسة، وعدم مراعاة الفروق الفردية في التعليم فتجد المعلم يتعامل بطريقة واحدة، تمل الطالب الجيد ولا يفهمها الطالب الضعيف .. أو يفهمها الضعيف ويملها الطالب الجيد. وعدم توافر الوسائل التعليمية الحديثة التي تشوق الطالب لتلقي المعلومات، وعدم التنويع في طرائق التدريس، مما يجعل العملية التعليمية مملة. اختفاء القدوة يقول د. ياسر السيد مدرس علم النفس بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية: عندما ننظر إلي المنظومة التعليمية نجد ملامحها تغيرت إلي أسلوب تلقين وحفظ، كما اختفت أهم الملامح الرئيسية للمدرسة من توافر الجوانب الترفيهية والاجتماعية والعلاقة الإنسانية بين الطالب والمدرس. لافتا إلي أن التلميذ فيما سبق كان يشعر بالخوف من المدرس أكثر من الأب لأن الأول كان يقوم بدورين معا وهما البعد التربوي والتعليمي، وهذا بالفعل كان موجودا منذ الستينيات إلي أن بدأ يختفي رويدا رويدا إلي الصورة التي وصلنا إليها الآن، فالمدرسون الآن يتكالبون علي الدروس الخصوصية في ظل نظام مهني لا يساهم في رفع مستواهم المادي دون اللجوء إلي هذه الأساليب. وعن النتيجة نجد أن الطالب بدأ لايرغب في الذهاب إلي المدرسة، وبالفعل تحقق ذلك فضلا عن اختفاءالقدوة التي كانت متمثلة في صورة المدرس لأن الدور التربوي والتعليمي والإنساني انتفي، فضلا عن انتفاء الجانب الترفيهي، حيث يتم استبدال حصص التربية الموسيقية والرياضية بعد فترة من بداية الدراسة بحصص أخري. التدليل والخوف ويوضح د. ضياء الدين زاهر رئيس قسم أصول التربية بجامعة عين شمس أن أسباب تلك الظاهرة ترجع إلي الصرامة التي قد يجدها الطالب في المدرسة ولم يتعود عليها في منزله، فالطفل معتاد علي التدليل في التعامل، ويؤكد أن الأسرة لها دور كبير في تهيئة الطفل للمدرسة فالتدليل الزائد للطفل واستخدام أسلوب الحماية الزائدة والحرص علي الطفل بصورة مرضية تولد لديه اتكالية تامة، وأيضا عدم أداء الواجب يعتبر من أسباب الخوف من المدرسة، والخوف من المعلم، حيث يكون أسلوبه في التعامل صارما مثل العقاب الشديد أو التخويف من المدرسة، وأن أفضل الحلول للقضاء علي هذه الظاهرة هو عدم إرغام الطفل علي الذهاب إلي المدرسة بالضرب أو التوبيخ. وتقول د. سعدية بهادر أستاذ علم النفس والطفولة بمعهد دراسات الطفولة إن حالات رفض المدرسة أو الخوف منها تتمثل في قلق الطفل الشديد وتغير لونه وبرودة أطرافه وعدم النوم في الليل وألم البطن والرأس وأن من أسباب تلك الظاهرة التعلق الشديد بالأم أو الخوف من المدرسة لأنها شيء جديد أو عدم أداء الواجب أو الخوف من المعلم والشعور بالملل من الدراسة أو الهروب من الامتحانات، ويذكر أن كل أعراض عدم الرغبة في الذهاب إلي المدرسة أو الخوف من المدرسة تختفي عندما يعود الطفل للمنزل وتظهر قبل ذهابه أو بذهابه إلي المدرسة، أما علاج هذه الظاهرة فيتطلب تكاتف المنزل والمدرسة بحيث لا نسمح للطفل بالتغيب عن المدرسة، وذلك بإزالة القلق حتي لا يتعرض لردة فعل عكسية قوية، والجلوس مع الطفل ومعرفة سبب عدم رغبته في الذهاب إلي المدرسة ومحاولة حل المشكلة معه، والاتصال بالمدرسة وبحث الأمر معهم وربط المدرسة بأمور محببة لدي الطفل. طرق العلاج متابعة الأسرة لابنها الطالب في جميع المراحل الدراسية بحيث تكون متابعة دقيقة منذ بداية دراسته وتقل تدريجياً حتي الوصول إلي مرحلة التعليم ما بعد الثانوي. والتعرف علي مشاكل الطالب الاجتماعية والنفسية والسعي لحلها. والاهتمام بوقت الفراغ لدي الشباب. السعي لأن ينظر الطالب إلي مدرسته كمؤسسة اجتماعية تربوية تعليمية ترفيهية لا يقتصر دورها علي التعليم فقط .