في الفصل الدراسي الأول لم يكن مسئولو الإدارات التعليمية يسألون عن غياب الطلاب، وكان لديهم تعليمات بذلك، ولكن مع بداية التيرم الدراسي الثاني تغيرت المنظومة التعليمية، وأصبح حضور الطلاب للمدارس غير قابل للجدل أو المناقشة، بل إن جميع الإدارات التعليمية لجأت إلي تنفيذ اللائحة القانونية في حالة ما إذا تجاوز الطلاب نسبة الغياب التي أقرها القانون، أو كان الغياب بدون عذر. "صباح الخير" التقت عددا من مديري الإدارات التعليمية لمعرفة الضوابط التي اتخذوها لتشجيع الطلاب علي الحضور، وماذا يحدث لو تخلف الطلاب عن الذهاب للمدرسة؟ في البداية قال مدحت مسعد: وكيل أول وزارة التربية والتعليم بالقاهرة إن عدم الالتزام بالحضور في التيرم الأول كان سببه الخوف من أنفلونزا الخنازير، ولذا كان السماح للطلاب بعدم الحضور، ولكن حالياً يتم اتخاذ القرارات الجادة التي تُسهم في التزام الطلاب، والمتابعة المستمرة، والامتحان التجريبي علي سبيل المثال جعل الحضور كما لو كنا في بداية العام الدراسي، ففي الأعوام الماضية كانت نسبة الحضور في المدارس تنخفض ابتداءً من شهر مارس، مما كان يضطرنا إلي عمل محاضرات حتي يُقبل الطلاب علي الحضور. وأضاف مسعد: لو رفض الطالب الحضور وقال مش عايز أروح المدرسة، هنا يأتي دور الأسرة وإقناعها للطالب بأن المدرسة فيها تعليم وعلي وسائل الإعلام المساهمة في تغيير نظرة أولياء الأمور للمدرسة واعتقادهم أنها لا تقدم تعليماً، والتأكيد علي أنها تقدم خدمة تعليمية لا توجد في أي مكان آخر، كما أن المنظومة التعليمية الحالية تعتمد علي المشاركة الدائمة بين الطالب والمدرس، هذا إلي جانب التقويم الشامل، والتكليفات للطلاب، وهذا يدل علي أن حضور الطالب للمدرسة مهم، وأن المدرسة تعمل علي تنمية المهارات الأساسية للطالب، وليس تأهيل الطلاب للامتحان فقط. لا بديل عن المدرسة وقال عبدالفتاح عبدالهادي جادو وكيل مديرية التربية والتعليم بالقاهرة: إن التيرم الأول انتهي دون حصول الطلاب علي القدر الكافي من التحصيل ولذا نسعي إلي تدارك ذلك القصور، ولن نوافق علي غياب أي طالب، والمدرسة تسعي إلي زيادة عناصر الجذب فيها بالمتابعة المستمرة، والزيارات للمدارس، ونحن نحذر أن غياب الطالب "خمسة عشر يوماً متصلة أو ثلاثين يوماً منفصلة" يعرض الطالب للفصل. مزايا المدرسة وقال محمود صديق وكيل مديرية التربية والتعليم بالجيزة إن المواعيد الثابتة للحصص ستشعر الطلاب بالالتزام، فلم يعد هناك تساهل في عدم الحضور، والطالب لن يستطيع الغياب كما يحلو له لوجود العقاب في حالة الغياب المستمر، فالقانون يقول "مادام لا يوجد مبرر لغياب الطالب ينبغي عليه تحقيق 58٪ من نسبة الحضور، وإذا انخفضت النسبة عن ذلك يتم تحويل الطالب إلي منازل"، وهذا يعوقه بعد ذلك عن الالتحاق بكليات الشرطة والكليات العسكرية، كما أن المدرسة تقدم للطلاب محاضرات لشرح الدروس بطريقة شيقة، يتم فيها الاهتمام بالفهم والإدراك، بعيداً عن عمليات التلقين . أما نسيبة عبدالمنعم مدير عام إدارة الزاوية التعليمية: فبدأت كلامها مؤكدة. وأضافت: إن الإدارة تقدم العديد من الأمور التي تجذب بها الطلاب، فمثلاً التربية الرياضية من الإغراءات التي تُقدم للشباب الذكور، والتربية الاجتماعية تُقدم معسكرات للبنين والبنات وتُساهم في عمل مسابقات طلابية طوال العام، كما يوجد اهتمام بالموهوبين، ويتم تكريمهم علي مستوي الإدارة، وهناك مسابقة أخري عن أفضل طالب منتظم في الحضور، ومن عدة أيام تم تقديم شهادة تقدير لأقل الطلاب غياباً في التيرم الأول، وبالنسبة للمدرس قالت إنه تم تحجيم نسبة أذون الانصراف للمدرس أثناء اليوم الدراسي، وتم استخراج أمر إداري بذلك، حتي لا يذهب المدرس أثناء اليوم الدراسي لإعطاء درس خصوصي، وقمنا بعمل تواصل مع مراكز الشباب لإبلاغنا بأي تلميذ يذهب إليها بالزي المدرسي أثناء اليوم الدراسي، بهدف التعاون بين المجتمع والمدرسة، وقمنا بعمل دعاية للمدرسين داخل المدارس، والمدرس المشهور يأتي إليه الطلاب للحصول علي درس بأجر رمزي داخل المدرسة. نصائح لأولياء الأمور وأكدت أميمة أبو العلا مدير إدارة أكتوبر التعليمية: أنه ينبغي أولاً تعريف الطلاب وأولياء الأمور بالتعليمات الخاصة بأهمية الحضور، وسوف يتم تقويم الطلاب بصورة مستمرة بناءً علي التزامهم بالحضور، وفي هذا التيرم "مفيش حاجة اسمها أنا غايب عشان أنفلونزا الخنازير، في هذا الوقت من يغب فسوف تتخذ ضده القرارات اللازمة وسيتم تفعيلها". وقالت سلوي أمين مدير إدارة الفيوم التعليمية: لا تهاون في تسجيل غياب الطلاب أو إرسال الإنذارات لهم، ومن يتعدي نسبة الغياب لن يحق له دخول الامتحان، والموضوع غير راجع لرغبة الطلاب في الحضور أو عدمه، ولكنه شيء ملزم، فالمدرسة تقوم برسم الطريق للطلاب، ونحن في الإدارة قمنا بتوفير مبني مدرسي ممتاز، والمدرسون موجودون، وهناك مجموعات تقوية مجانية، فلماذا الغياب؟ للمدرسين رأي وعن رغبة المدرسين في عدم الذهاب إلي المدرسة يقول صبحي عبدربه مدرس: إن المدرس يحضر بصورة دائمة، فهناك كشوف الحضور والانصراف في مواعيد العمل الرسمية من الثامنة حتي الثانية ظهراً، ولا يغيب المدرس بمزاجه، لأن التدريس أكل عيش للمدرس، ورسالة تعليمية يؤديها، ولا يوجد شغل حتي يترك المدرسة، والأهم من ذلك تقوي الله. وهناك طريقة لإنهاء الدروس الخصوصية، وهي السماح للطلاب باختيار أساتذتهم كما يحدث في الدرس الخصوصي، ولو حدث ذلك لامتنع الطلاب عن الذهاب إلي الدروس الخصوصية، وسوف يساعد ذلك علي تطوير أدواتهم. وقالت شيرين سامي - مدرسة -: إن المدرس لا يغيب عن المدرسة إلا بإذن مسبق، وفي الوقت الحالي الغياب أصبح صعباً لالتزام المدرس بجدول الحصص الدراسي لشرح المنهج، وأن غيابه سوف يتسبب في تأخر الطلاب، وعدم إكمال المنهج في الوقت المحدد له، والمراجعات الموجودة، وكثرة الامتحان من تجريبي وامتحان شهر، وهذا جعل حضور الأساتذة مكثفا، إلي جانب التفتيش علي المدرسين بصفة دائمة لمتابعتهم من قِبَل الوزارة. وتضيف: إن أي مدرس لا يستطيع مغادرة المدرسة قبل مواعيد الانصراف الرسمية، إلا في الحالات العارضة والمرضية، أو إذا ذهب لأي أمر في الإدارة التعليمية، وذلك يكون بعلم إدارة المدرسة وفي النهاية المدرس ملتزم دائماً بالجدول الدراسي لأنها مسئولية تقع علي عاتقه. أما شوقي أحمد السيد - مدير مدرسة - فيقول: إن المدرس موظف ويخضع لقانون العمل، القانون 74 لسنة 8791، فالمدرس إذا غاب يومين فالثالث بدون عذر يتم تحويله للتحقيق، ولو استمر غيابه بعد التحقيق لمدة "51 يوما" متصلة يتم فصله تماماً.