ممكن تقولى ليه اختفى ؟! بعد ما كان ليل ونهار لا يفارقنى بكلمات حب واشتياق وأنى امرأته الوحيدة وحلمه الذى يبحث عنه! نظرت إليها محدقة فعلى مدار ستة أشهر كنت أسمع هذه العبارة مع كل ظهور لاسم جديد فى قائمة أصدقاء النت بالمناسبة (سارة) حديثة عهد بالنت ولا تقتنع بأن هناك بشرا هوايتهم الكذب واصطياد النساء والعكس موجود، ولكن لا جدوى من الكلام معها فهى لاتصدق ولا تريد أن تتيقن بأن هناك بشرا صنعتهم الكلمات وأنها لاتعنى بالنسبة لهم أكثر من أحرف لتمضية الوقت، ويرتفع صوتها مرة أخرى: أنا مضربتوش على إيده وكمان هو مكنش. مضطر يقول كل ده؟!! أنا يعمل فىّ كده بعد كل اللى بينا؟! ولم أرد خوفا من أن أكمل على بقيتها وأخبرها ومن هو هذا؟!! ومن أين جاءت بهذا العشم فيه! فهى لاتعرف إلا صورته ومعلومات كتبها عن نفسه ربما تكون كلها كذبا فى كذب، ولكن لا جدوى من الكلام .. وتقوم من مكانها وهى تحدق فىّ: يعنى أعمل إيه ممكن تقولى لى؟؟ زى ما قلت لك مليون مرة لا داعى لخوض مثل هذه العلاقات فى البداية تسلية وتيجى على دماغى لأنى مطلوب منى أن أتنبأ بتصرفات عقول شيطانية (أعنى الرجال طبعاً) وأنا أفشل خلق الله فى مثل هذه الأمور، ويبدو أنى أوصلتها لغايتها لتجد سببا لتخرج ما فيها من غضب... إنتى مش كاتبة وسيناريست!! حلى بقى المشكلة .. ولا أرد ... نعم فأنا أخلق شخصياتى ومشاكلهم وحلولها وتتركنى وتمضى، وأستعين بصديقة أكثر حنكة منى وأندهش لأننى بمجرد ما بدأت أحكى لها فوجئت بها تكمل لى ما حدث وكيف اختفى وماذا سيفعل فى الخطوة القادمة، وفوجئت بها ترسم خطة لإعادة ظهوره... وأعطيها لسارة، وسرعان ما نفذتها وفى أقل من نصف ساعة اتصلت وصوتها متهلل تصورى كان تعبان ظلمته كل كلامه ووحشته كان صدق .. ويرتفع صوتى يا سارة ده كذاب وتلاقيه عنده مليون علاقة من النوع ده، ولا تصدق وتقترح على صديقتى الناصحة بأن تتنكر سارة فى اسم وشكل آخر وتضمه لقائمة الأصدقاء ربما تتأكد من كذبه، وبالفعل تفعل ويتكرر نفس السيناريو، وهى غير مصدقة كذبه وخداعه، وتتغير الأسماء والأشكال ولاتزال سارة تبحث عن سبب الاختفاء غير المبرر ولماذا يكذب الرجال ...؟! ولا أعرف لماذا بعد ما خضت تلك التجربة مع سارة قررت ألا أضم لقائمتى إلا أناسا أعرفهم لحما ودما.