يتحرك الإسرائيليون خطوة خطوة فى اتجاه هدم المسجد الأقصى. الخطوات الحالية تتضمن تصميمهم على أن يقيموا صلواتهم وطقوسهم التلمودية بداخل الحرم القدسى. وأن يقتسموا الحرم بينهم وبين المسلمين، ومن أجل هذا يكررون محاولاتهم للدخول والصلاة التى يتصدى لهم فيها كل مرة المرابطون المقدسيون الأبطال. يترافق مع محاولات اقتحام اليهود للحرم القدسى استمرار قيامهم بالحفر وشق الأنفاق تحت المسجد الأقصى بحثا عما يزعمون أنه هيكل أو معبد سليمان لاعتقادهم بأن المسجد الأقصى قد أقيم على أنقاضه. وعلى اعتبار أنهم إذا لم يجدوا معبدهم فسوف يعيدون بناءه مكان المسجد الأقصى. ويصحب ذلك أيضا ما بدأوا تنفيذه فعليا من إجراءات لتهويد القدس وهدم لمنازل لمسلمين فيها مع توفير الغطاء القانونى الذى يقومون بتفصيله مع كل هدم لمنزل وطرد لسكانه كى ينفردوا تدريجيا بالقدس ويفرغوها من المسلمين الذين يتصدون لمحاولاتهم ضد مسجدنا الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين ومسرى حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم. ولأنهم اعتادوا على الوصول إلى كل ما يريدون خطوة خطوة. وهى الطريقة التى نجحوا عبرها فى الاستيلاء على فلسطين تدريجيا اعتمادا على أننا لانفيق إلا بعد وقوع الكوارث. بالتالى فإن خطوات متتابعة مدروسة يعملون على تنفيذها حاليا عبر عدة محاور إلى حين إقامة معبدهم أو هيكلهم مكان المسجد الأقصى لا قّدر الله. أهم ما يحاولون حاليا إقراره على الأرض ليتحول إلى أمر واقع هو أن يؤدوا صلوات لهم بالمسجد الأقصى باعتبار أن المسجد كما يزعمون قد أقيم فوق معبدهم أو هيكلهم . بالتالى فهم يكررون أن من حقهم أن يؤدوا صلواتهم داخل الحرم القدسى، ويعتبرون أنهم سيتنازلون حاليا ويكتفون بأدائها فى غير أوقات صلوات المسلمين أو يتنازلون ويقبلون تخصيص مكان منفصل لهم للصلاة داخل الأقصى. والحقيقة أنهم يريدون بذلك من ناحية أخرى أن يحققوا عبر تواجدهم بداخل الحرم القدسى نوعا من التأمين لما يقومون به من حفائر بحثا عن هيكلهم المزعوم. وهم يتعاملون بكل هذه الجرأة ضد مقدساتنا زاعمين بأنهم قد تركوا للمسلمين طويلا الانفراد بالمسجد الأقصى وأنه قد آن الأوان ليستردوا ما يعتبرونه فى زعمهم حقا لهم. هذا الطرح المشين يترك الإسرائيليون أمر تنفيذه على أرض الواقع لجماعات دينية يهودية عبر تكرار تحرك أعداد كبيرة منهم باتجاه المسجد الأقصى من أجل اقتحامه وأداء صلواتهم فيه خلال مناسباتهم الدينية. حيث لديهم خطط محددة فى هذا الشأن ومراحل للتنفيذ يتم تثبيتها خطوة خطوة . وكلها أمور لا يجب أن يتم التعامل معها وكأن تنفيذها من الاشياء المستبعدة، لا بد أن نتعلم من التاريخ ضرورة عدم التراخى، فهم حين يضعون هدفا فإنهم يعملون على تنفيذه عبر خطوات قد تبدو بطيئة لكنها مدروسة ومتتابعة. ألم يتم لهم الاستيلاء على أرض فلسطين خطوة خطوة؟!