ألم أقل لكم أن في الدنيا أشياء كثيرة، معاني مختلفة، يمكن أن يتغني بها مطربونا ومطرباتنا.. فليس الحب بين الرجل والمرأة هو الشيء الوحيد الذي يستحق أن نغني له طوال أيام السنة، ففي رمضان تتسع الدائرة لتكبر وتكبر حتي نغني للخالق،نغني للطير، للسماء، للطبيعة الجميلة. فعلي الرغم من أن في رمضان تصمت تلك الأغاني، إلا أن هناك أصواتا أخري تصدح معلنة نحن هنا، فقد كان رمضان هذا العام عامرا بأغان دينية، تواشيح، رباعيات في حب الله، أغان للفوانيس وللطقوس الرمضانية الجميلة. أستطيع أن أزعم أن رمضان هذا العام قدم لنا العديد من الأعمال المهمة، وذلك علي مستوي تترات المسلسلات، فنجد تتر مسلسل ( الباطنية )، ومسلسل ( تاجر السعادة )، و ( قانون المراغي )، وكذلك ( أيام وبنعيشها )، وأعمالا أخري كثيرة خرجت من دائرة الحب الطبيعية للتغني بمعان فلسفية مطلقة، مثل العلاقة بين الفقير والثري، القوي والضعيف، صراع بين قوة المال وسحر المبادئ.. وحرب شرسة بين الجمال والقبح.. أغاني وأغان ستظل في قاموس حياتنا وفي قاموس كل مطرب علي حدة ليتغني بها في حفلاته، وذلك مثل المطرب الجميل مدحت صالح الذي تألق هذا العام بعملين والذي ارتبط اسمه بالدراما التليفزيونية، ارتبط اسمه بالدراما التليفزيونية والصوت الكبير علي الحجار، وكذلك المطربة الشابة جنات التي تغنت بتتر حكايات وبنعيشها لتنضم إلي قائمة المطربات اللاتي يمكن أن نعطيهن آذاننا، نستمع إليهن وربما استقرت في وجداننا مثما استقرت أنغام مثلا عبر رحلتها الفنية الطويلة.. فإن رمضان فرصة وشهر ( تغربل) فيه الأصوات الجديرة بالسمع، فكما أننا نفضل سماع القرآن الكريم من المقرئين الجيدين، فإننا كذلك ننأي بأنفسنا عن سماع أي صوت قبيح أو معان ركيكة. هذا الأسبوع هو الأيام الأخيرة المتبقية من هذا الشهر العظيم، وأزعم أننا استطعنا أن نغسل أرواحنا، نتطهر من كل الشوائب التي قد تعلق بنا طوال العام، استطعنا أن نختزن من الأغنيات الجميلة كما لا بأس به قد يعيننا علي الصمود طوال العام أمام الغث والركيك.. قد يتساءل البعض لماذا أكتب دائما عن محمد منير، لماذا نجد له في ذوق جيل خبرا أو تصريحا.. صورة أو مقالا، وذلك لسبب بسيط لا يتعلق بي أنا شخصيا فهذه قضية أخري، وإنما يتعلق به هو كفنان كفكرة.. كمشروع.. ففي هذه اللحظات التي أكتب فيها عمودي الأسبوعي يكون محمد منير يستعد لإقامة حفله السنوي الرمضاني بدار الأوبرا التي أغلقت معظم المنافذ المؤدية لها من تدفق البشر علي هذا الحفل، فمنير هو الوحيد في هذا الزمن، الوحيد بين جيله والأجيال التي تلته الذي يعمل مثل ( النحلة).. لا يصمت ولا يتوقف، لا تهزمه الظروف، لا يقهره اليأس والملل، لا تكسره المتغيرات الكثيرة التي تحدث حولنا فمنذ أن بدأ منذ أكثر من ثلاثين عاما، وهو المؤمن بأن البقاء للأصلح. لا تهده أمواج القبح العاتية. آخر حركة - عقل مفكر + فرحة طفل + صورة طير رقيق+ قلب شاب = أسطورة محمد منير.؟ "مني ...."