أعدت لجنة تقارير الممارسة الصحفية بالمجلس الأعلى للصحافة تقارير الممارسة الصحفية عن الفترة من أول مارس وحتى نهاية يونيو 9002. ووافق عليها المجلس، وفيما يلى ما جاء بها: 1- لوحظ فى التقارير الأخيرة للممارسة الصحفية تزايد نشر الصحف للجرائم المنسوبة لمتهمين من الأحداث، حيث يصاحب النشر ذكر أسمائهم وصورهم، وهو ما يتعارض مع أحكام القانون رقم 621 لسنة 8002 بتعديل بعض أحكام قانون الطفل الصادر بالقانون رقم 21 لسنة 6991 وقانون العقوبات الصادر بالقانون رقم 85 لسنة 7391 والقانون رقم 341 لسنة 4991 فى شأن الأحوال المدنية: حيث ينص قانون الطفل فى مادته الثانية على "يقصد بالطفل فى مجال الرعاية المنصوص عليها فى هذا القانون كل من لم يتجاوز الثامنة عشرة سنة ميلادية كاملة". وتنص المادة 611 مكرر "أ" على "مع عدم الإخلال بأى عقوبة أشد ينص عليها فى قانون آخر يعاقب بغرامة لا تقل عن عشرة آلاف جنيه ولا تجاوز خمسين ألف جنيه كل من نشر أو أذاع بأحد أجهزة الإعلام أى معلومات أو بيانات أو أى رسوم أو صور تتعلق بهوية الطفل حال عرض أمره على الجهات المعنية بالأطفال المعرضين للخطر أو المخالفين للقانون"، مما يدعو إلى مناقشة هذه الملاحظة وكيفية تعامل الصحف معها على نحو يكفل الالتزام بأحكام القانون وحماية مستقبل الأحداث المتهمين فى قضايا مختلفة، فضلا عن الالتزام بأخلاقيات الصحافة وآدابها والحرص على قيم المجتمع وتقاليده. 2- وتطرح تقارير الممارسة الصحفية الأخيرة أيضا قضية نشر أسماء المحكوم عليهم بأحكام قضائية، حيث تنشرها صحف وتجهلها صحف أخرى، مما يمس بعض المهن كالأطباء وضباط الشرطة ورجال القضاء، ومما يثير أيضا قضية نشر أسماء المواطنين بصفة عامة سواء متهمين أو محكوما عليهم فى قضايا. علما بأن الفقرة الثالثة من المادة "31" من اللائحة التنفيذية للقانون رقم 69 لسنة 6991 بشأن تنظيم الصحافة تنص على وجوب "الالتزام بعدم إبراز نشر أخبار الجريمة وأسماء وصور المتهمين أو المحكوم عليهم على نحو يبرر الجريمة أو يشيد بمرتكبيها". 3- لوحظ نشر بعض الصحف لصور غير لائقة على مساحات كبيرة وبالألوان وعلى نحو يتعارض مع الآداب العامة للمجتمع وقيمه، ومن أبرزها ما نشرته جريدة "الفجر" فى 03/3 /9002 بعنوان "أسرار صناعة الملابس الداخلية المثيرة فى سوريا"، وما نشرته جريدة "الأنباء الدولية" بتاريخ 01/3/9002 بعنوان "بالصور أكثر عشر نساء إغراء وإثارة فى العالم". وننبه إلى أن هذه الظاهرة تنتشر فى فصل الصيف لرغبة بعض الصحف فى زيادة التوزيع رغم تعارض هذه الصور مع الآداب العامة والذوق العام. 4- لوحظ توسع بعض الصحف فى نشر الفضائح الجنسية بصورة تسىء لسمعة المرأة والأسرة المصرية ومن الأمثلة على ذلك: - بتاريخ 7/4/9002 نشرت جريدة "الأنباء الدولية" فى صفحتها الأولى تحت عنوان "بالصور أسرار القبض على أكبر شبكة دعارة سورية مصرية"، وذكر الخبر أن من بينهم صحفيتين معروفتين ذكر الأسماء الأولى لهما. - بتاريخ 12/4/9002 نشرت جريدة "الأنباء الدولية" تحت عنوان "بالصور ننشر تفاصيل أول فيلم عربى إسرائيلى جنسى" وصاحب هذه الأخبار صور غير لائقة. 5- كما لوحظ قيام صحيفة "الفجر" بتاريخ 21/4/9002 بالزج باسم إحدى الصحفيات فى قصة منشورة تحت عنوان "حدوتة مصرية: قطعة الملابس الحساسة من ثياب عشيقة رئيس حكومة فى المحكمة" بقلم سلمى جودة، حيث تتناول تفاصيل جنسية تنتهى بالزج باسم حقيقى لإحدى الصحفيات المصريات فى موضوع مجهل يخلط بين الواقع والخيال، مما يمثل إساءة لحقوق الزمالة بين الصحفيين والإساءة إليهم بصورة لا مبرر لها. 6- مع التأكيد على حق جميع الصحف فى النقد الموضوعى وحرية التعبير إلا أنه لوحظ قيام بعض الصحف بالسخرية وبشكل منتظم من بعض القيادات الحزبية والشعبية والتنفيذية وإطلاق صفات مجهلة على نحو يعمم السخرية على كثير من هذه القيادات، مما يتعارض مع القيم والآداب العامة واحترام الآخر، فضلا عن التجهيل الذى يتعارض مع أخلاقيات الصحافة وآدابها، ومن نماذج ذلك: ما نشرته جريدة "شعب مصر" بتاريخ 41/4/9002 الصفحة الأخيرة بعنوان "جلجل بتاع الترسو" وجاء الخبر: "الواد جلجل الأحول بتاع فساكونيا"، وبتاريخ 41/4/9002 الصفحة الأخيرة نشرت نفس الصحيفة بعنوان "محافظ فساكونيا نحس الدنيا"! 7- لوحظ ارتفاع النبرة الطائفية فى تغطية ومعالجات بعض الصحف لأزمة أنفلونزا الخنازير وقد تعددت الأمثلة على ذلك، ومنها: - ما نشرته بتاريخ 7/5/9002 جريدة "الخميس" على صفحتها الثالثة تحت عنوان "زعيم أقباط المهجر يسب الرسول دفاعا عن الخنازير.. الزبالون الأقباط يهددون بترك المسيحية بعد أن باعتهم الكنيسة"، و"نشطاء أقباط يتهمون الحكومة بتصفية الاقتصاد القبطى". 8- فى إطار التغطية الإخبارية لوفاة حفيد الرئيس حسنى مبارك برزت ملاحظة إيجابية تمثلت فى الفصل بين ما هو سياسى وما هو إنسانى، وبوجه خاص فى الصحف الخاصة والصحف الحزبية المعارضة، حيث أسهمت التغطية الخبرية وأعمدة الرأى فى توحيد الشعب المصرى بجميع تياراته وانتماءاته تعاطفا مع الرئيس مبارك، وعكست تلك الصحف مظاهر الحزن الشعبى والرسمى والمشاعر الدافئة للمصريين التى تضفى على الموت جلاله وخصوصيته.