ابتهاجا بقدوم شهر رمضان الكريم ولأول مرة منذ إنشائهما تم التعاون بين المركز القومي للمسرح برئاسة د. حسين الجندي والمركز القومي لثقافة الطفل برئاسة د. نبيلة حسن، وذلك بتقديم احتفالية كبيرة بليلة الرؤيا يوم الخميس الماضي بحارة أبوالدهب بالسيدة زينب والملحقة بالحديقة الثقافية لكي يتحقق التلاحم بين أطفال ونساء ورجال الحارة والفنون التراثية بغرض إعادة إحياء طقس قديم من التراث ولبث روح الفرح والبهجة في نفوس أهالي تلك الحارة الشعبية، حيث تولت فرقة "المولوية المصرية" بقيادة الفنان عامر التوني تقديم مراسم الاحتفال بليلة الرؤيا، والتي تعد مناسبة دينية روحانية مهمة في حياة العرب عامة والمصريين خاصة، واعتبرت فرقة "المولوية" أن تلك الليلة هي مناسبة عظيمة لاستعراض الكثير من الموروث الديني من أشعار وابتهالات ومديح وغيرها من الفنون الكثيرة الخاصة بالمولوية، كما استخدمت الفرقة الأغاني المختلفة المعبرة عن الفرحة لاستقبال ذلك الشهر الكريم مستخدمين أكبر عدد من راقصي المولوية من أطفال ونساء ورجال. بدأ الحفل من داخل الحديقة الثقافية في موكب كبير تصدره حملة الأعلام والبيارق ليصطفوا أمام الحديقة الثقافية ثم خرج ناقرو الدفوف علي صوت واحد مكررين كلمة "الله" ثم بدأ في الظهور شيخ المولوية ومن خلفه الدراويش بملابسهم البيضاء وطرابيشهم البنية، وأخذ كل درويش مكانه إيذانا ببدء الحفل بالدوران في شارع قدري أمام الحوض المرصود، ثم سار الموكب إلي حارة أبوالدهب ليستقر داخل الحارة والتي تواجد بها الأطفال حاملين فوانيس رمضان يغنون "حالو يا حالو" وأغاني أخري مرتبطة برمضان، كما تواجد لاعبو السيرك وقدموا بعض الألعاب البهلوانية، كما تم استعراض الحرف البيئية التقليدية من نجارة وأعمال الزجاج المعشق والنحاس والسجاد، كما ظهر حملة المباخر والرايات ممثلين للطرق الصوفية وكرنفال من عرائس المركز القومي لثقافة الطفل، ومما هو جدير بالذكر أن فرقة المولوية شاركت بكامل عددها للربط بين هذا التنوع من الحرف ولتحقق لوحة جمالية تنقل للجمهور مفردات كثيرة كادت أن تندثر للحفاظ عليها وتجديدها. والمولوية هي من أهم وأشهر الطرق الصوفية، وكذلك أشهرها انتشاراً، مؤسسها مولانا جلال الدين الرومي، وهي ذات أصول تركية انتقلت إلي مصر عام 3531 ومنها إلي عدد كبير من الدول العربية.